تقرير مؤسسة راند الأمريكية - وطن بديل للأقباط ام وطن بديل للسلفيين والظلاميين ؟
بقلم / مجدي جورج
قرأت بالأمس وبانزعاج شديد التقرير الذي أصدرته مؤسسة راند البحثية الأمريكية التي غالبا ماترفع توصياتها الي صانع القرار في أمريكا. وتوصي هذه المؤسسة بان تعمل الإدارة الأمريكية علي توفير وطن بديل للأقباط لأنه مع توالي سقوط الديكتاتوريات الحاكمة في المنطقة ومع وصول الإسلاميين للسلطة فان حياة الأقباط ستصبح في خطر شديد. وتضيف الدراسة انه إذا هاجمت إيران إسرائيل وسيطرت إيران علي المنطقة فان التطرف الإسلامي سيسود الشرق الأوسط كله ، وان الأقباط ومسيحيي الشرق عموما لن يجدوا لهم مكان في الشرق الأوسط . .
وتوصي هذه الدراسة بثلاث أماكن كوطن بديل للأقباط :
اولها واحة سيوه . .
ثانيها شبه جزيرة سيناء.
ثالثها لبنان .
وللرد على هذه الفكرة الخبيثة فاننى اقول :
اولا هي فكرة مرفوضة قلبا وقالبا من عموم الاقباط ومن رأس الكنيسة الذي اعلنها صريحة اكثر من مرة حيث قال البابا تعليقا علي هذا ما معناه : ان الأقباط مرتبطين بكل جزء من مصر من اقصي الشمال حتي اعمق اعماق الجنوب ومن سواحلها الشرقية حتي حدود ليبيا غربا . ففي كل مكان من ارض مصر توجد للقبطي ذكري ومكان واثر فرعوني لأجداده لا يمكن إن يستغني عنه كما يوجد في كل مكان كنيسة او دير يحوي رفات قديسيين عظام وشهداء أبرار حافظوا علي الايمان المسيحيي في مصر الي يومنا هذا.
ثانيا هي فكرة تؤذي الاقباط اكثر مما تريحهم علي الأقل في الوقت الحالي حيث ستزيد من موجة العداء المستعرة ضدهم . وهي فكرة غير قابلة للتنفيذ للاتي :
. عدم دعم وعدم تحمس أصحاب المصلحة وهم الأقباط لهذه الفكرة للأسباب السابق ذكرها -
- الاماكن المقترحة لتنفيذ الفكرة ايضا غير مناسبة علي الاطلاق لتنفيذها ، فواحة سيوه منطقة مغلقة لا تصلح لإقامة دولة .
وسيناء كمكان لإقامة دولة قبطية قد تكون مفيدة لإسرائيل وليس للأقباط حيث ستمثل عازل بين إسرائيل ومصر. ولكن بالنسبة للأقباط ستكون بمثابة دولة واقعة بين طرفي الكماشة حيث دولة حماس في غزة شرقا ودولة السلفيين والإخوان في مصر غربا وأظن ان هذا ما لا يقبله الأقباط لأنها ستكون دولة تكتب تاريخ وفاتها علي شهادة ميلادها .
إما عن لبنان كمكان لتجميع الاقباط ومعهم مسيحيي الشرق فيه فهذا يتطلب أولا إخلائه من سكانه المسلمين من سنة وشيعة ودروز وهذا مستحيل وأظن ايضا ان لبنان لن يكفيهم ايضا من ناحية المساحة كوطن بديل .
ثالثا ان الاقباط ومعهم الكثير من المسلمين الشرفاء من مختلف القوي والتوجهات السياسية يعملون معا بعد الثورة من اجل أقامة دولة مدنية حديثة ، يتساوي فيها الجميع ، مرجعيتها الوحيدة هو القانون الدولي وعالمية حقوق الإنسان لا مكان فيها لحكم الشريعة والذمية والجزية وكل هذه الأفكار التي تجاوزتها كل الامم من حولنا وعلي مؤسسة راند الأمريكية التي فتحت لها مركز ابحاث في قطر ان تقترح علينا وعلي صانع القرار الامريكي وعلي كل حر في العالم ، اقول عليها ان تقترح وطن بديل لهؤلاء السلفيين وكل الظلاميين الساعين لتطبيق الحدود ، وطن يقومون فيه بتطبيق شريعة قطع الأيدي والأرجل من خلاف ، وطن شبيه بإمارة طالبان يتعاركون فيه ويتشاجرون ويقطعون أرجل بعضهم بعض ،وطن لا تخرج فيه المرأة الا لثلاث الاولى من بطن امها والثانية من بيت اهلها الى بيت زوجها والثالثة من بيت زوجها الى قبرها , وطن كقفص الديوك المتناحرة ، وطن لا يخرج منه اي احد الا بعد ان يتخلي عن هذه الافكار البالية .
ولتسهيل المهمة علي مؤسسة راند فأنني اقترح عليهم شبه جزيرة سيناء كوطن بديل للسلفيين حتي يسهل علي العالم الحر حصارها مع امارة غزة المجاورة .
اما عن اقباط مصر فمهما كانت المعاناة والظلم فانهم سيتحملوا كل المعاناة حتى ينجلي هذا الليل وحتى تنزاح هذه الغمة الى ان يستطيعوا ان يغيروا مصر بنضالهم مع كل اشقائهم من المسلمين المستنيرين ولن يرضي الاقباط عن مصر بديلا مهما اشتدت المحن .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :