الأقباط متحدون | بـــلد تـــايهــة يــا ولاد الحــــلال
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٢١ | الجمعة ٢٨ اكتوبر ٢٠١١ | ١٦ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٦١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

بـــلد تـــايهــة يــا ولاد الحــــلال

الجمعة ٢٨ اكتوبر ٢٠١١ - ١١: ١١ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: هيام فاروق
وبدأت المؤشرات تلوح فى الأفق بالتجربة التونسية وانتصار الحزب الديني، وفوزه بالسطلة والحكم.. هنيئًا له.. ولكن مصر ليست كتونس.. وشعب تونس الذي اعتاد الحرية والمدنية والديمقراطية لن يصمت إذا مس أحد مدنيته، وخصوصًا بعد الثورة.
أما التيار الديني في مصر، فليس كالتيار الديني في تونس، والذي أبدى استعداده للتفاوض مع التيارين الليبرالي والعلماني.. وأبدى احترامه لكل التيارات المتاحة في تونس.
التيار الديني في مصر، ليس هكذا وليس لديه أدنى استعداد للتفاوض ولا لاحترام الآخر، ولا للديمقراطية.. فالديكتاتورية السياسية والتسلط الديني عندنا وجهان لعملة واحدة.
كما أن تونس ليست لديها نسبة أمية بالقدر الموجود في مصر.. وليس لدى شعبها أي تعصبات ممكن أن تطيح بمستقبل وطن كامل.. فالوطنية هدفهم والارتقاء بوطنهم غايتهم المنشودة.. أما شعبنا (العظيم) وخصوصًا المتطرفين منهم فبداخل كل منهم عبارة (طز في مصر) حتى أنك تسمع أحدهم يتحدث فلابد أن تقول أنه بحاجة إلى مستشفى الأمراض العقلية.
عالمنا الديني يا سادة عالم ملفوف بالمجانين الكبار في عالم السياسة، ممن يصفعنا التاريخ بوجودهم.. وتراهم يتحدثون في برامج التوك شو فلا تفرق بين حواراتهم وصراع الديوك.
عالمنا الديني يحدثك عن نجاحات في بناء الديمقراطية، وهم أبعد ما يكونون عنها وعن مبادئها.. ناهيك عن أحاديثهم في محاربة الإرهاب الدولي، مستقويين بإرهاب دولي مضاد أكبر في مساوئه من كل ما في تاريخ البشرية من إرهاب.
عالمنا الديني يا سادة يدعوك لهجرة الحياة وتغييب العقل وإشاعة الخرافات، وتثبيط الهمم تسترًا تحت اسم الدين.
فكيف للوطن أن يتخطى محنته التى وضعه فيها أصحاب التيار الدينى وجماعات العنف الدينى بما تحمله من أفكار معادية لقيم الإنسانية والفهم المنغلق على الذات المنافى لكل معطيات العصر
نحتاج إلى حرب تحرير ضارية فى مواجهة هذه الأزمة وهذا الخطر المحدق بمجتمعنا ولا أرى بدا مع صعود هذه التيارات الدبنبة وسيطرتها على عقول الناس ودفعهم نحو العنف والكراهية والتخلف إلا حاكم عسكرى جديد عادل وطنى ـ وهذا مُحال ـ محب لشعبه يعيد إلى مصر وشعبها شرف تاريخها وحضارتها وذلك قبل أن تنحدر إلى مزيد من الفوضى والضياع.
نحتاج إلى حاكم عسكرى قوى مثقف واع صاحب مشروع حضارى يدرك أن مايتردد على ألسنة اصحاب التيار الدينى من إيمان بالدولة المدنية وبالديمقراطية وبالمساواة أمام القانون لافرق بين مسلم ومسيحى أو غنى وفقير أو رجل وإمرأة ماهو إلا مجرد شعارات ليس لها أساس من الصحة والمصداقية ولايمكن أن تتم ولا فى أبسط صورها

إن أصحاب التيار الدينى لايثورون من أجل مظالم حقيقية يتعرض لها الإنسان المصرى ويتألم لها المجتمع كله من فساد وفقر وظلم وقهر وتخلف وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية ولا هم يثورون من أجل قيم أو مثل عليا أو رغبة فى الإرتقاء بالوطن ولكنهم يثورون ويدمرون ويحرقون ويدهسون أبرياء من اجل حادث فردى عنصرى هنا وهناك داخل مصر أو خارجها يتركون الثمين ويهتمون بالغث.. يتركون البناء ويهتمون بالهدم.. يتركون الحياة ويهتمون بالموت

يثورون ضد كتابنا ومفكرينا العظام الذين يتكلمون بمنطق لايناسب هوى اصحاب البيزنس الدينى الذين نجحوا فى مسح العقول وتأجيج الفتن وتمزيق وحدة الوطن وغرس الإرهاب الفكرى فى المجتمع.. وليس أدل على هذا من أحد الفيديوهات لأحد رجال التيار الدينى المتشدد الذى ظهر يشتم ويسب فى الدكتور خالد منتصر والصحفى إبراهيم عيسى و الأستاذ نبيل شرف الدين

إننى وكمواطنة مصرية مخلصة لوطنى لاأريد لإبنى مستقبلا فى هذا الجو المشحون بالعنف والكراهية والتخلف بل أريد أن أفتخر بعلمه وعمله وعقله ونجاحه فى وطن كان الصانع الأول للحضارة الإنسانية وليس بتعصبه وتخلفه عن ركب الحضارة. وصدق مفكرنا العظيم فرج فودة عندما قال - نحن لم نقدم شيئا لشبابنا وتركناه عرضة للجهل والتخلف الثقافى والإنحطاط الحضارى فأنشب التطرف مخالبه وإزدهر التعصب وأينعت أزهاره العفنة. حاولنا تعليمهم - نعم - ولكنا لم نخرج بهم من غياهب العصور الوسطى ثقافيا وحضاريا

فأين أنت أيها الديكتاتور العادل المستنير؟

أما لهذا الجنون من آخر ؟ أما لهذا التخلف من نهاية ؟




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :