الأقباط متحدون | حديث آخر الشهر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٠٧ | الاثنين ٣١ اكتوبر ٢٠١١ | ١٩ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٦٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

حديث آخر الشهر

الاثنين ٣١ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر 
كلما كتبت مقالًا بهذا العنوان، شعرت وكأنني سأبدأ حياة جديدة، وأصفِّي حسابي، وأنهي آلامي، وأحاول أن آخذ أجازة من آلآمي وأتعابي، وأنسى أنني قلق على "مصر"، على شعبها، ومتوجس خيفة من متطرفيها إن حكموها، وأتجه للكلام البعيد عن الأشياء المزعجة، وأقرِّر أن أحدثك في موضوع خفيف، بعيد عن السمنة البلدي، والحاجات المسبكة. 
 
وأحترم نفسي، وأحترم حضرتك. وأعرف أن بداية النجاح هو الصدق، ودعائمه هي الصراحة، ومبررات نجاحه هي الوضوح. فلذا سأعترف لك، إنني أسعى للنجاح بدون انتخابات مزوَّرة ولا نزيهة من إياها، ولذا لا أحب في حياتي سوى "صندوق الزبالة"، فهو الصندوق الوحيد الذي أثق بأن ما به هو فعلًا زبالة، أما غير ذلك فلا أثق بما يعلن عنه الصندوق؛ لأننا بلد يحب شعبها إلقاء القمامة حول الصندوق، وإلقاء الصوت بداخله، وإخراج الحقيقة من رحم الظلم، وإنهاء كل مباراة بفوز فريقنا، ويبقى لنا صندوق النقد الدولي بتصريحاته توضح لنا حالة اقتصادنا، ومؤشرات البورصة تعبِّر عن حالاتنا الأمنية والسياسية.. فمؤشرات البورصة وصندوق الأمن الدولي أصدق من بيانات وزارة الداخلية وحملاتها، وأصدق من بيانات وزير قال إنه استقال كده وكده لكي يحفظ ماء الوجه، ولا تعرف حكومته أن تحافظ على ماء النهر.
 
وحضرتك من الآن فصاعد تستطيع أن تغيِّر صندوق الحاجة الساقعة بدون رهن؛ فالبلد كلها ستصبح مرهونة مع تزايد الأزمة الاقتصادية، وما يطمئنني أن المتطرفين لن يحكمونا طويلًا، إنني أشعر أنهم لن يجدوا ما يحكموه بعد، ستحجز الدول المداينانا على كل ما هو داخل حدودنا، من أرض، ونهر، وبحر، وشعب، وآثار، وساعتها ستنجو الآثار من التدمير، وسينجو الشعب من التقطيع، والأرض من التفجير، والنهر من التجفيف، والبحر من الإغلاق.
 
وإن كنت حضرتك متشائم من حكم المتطرفين فلا داعي، فلن يجدوا ما يحكمونه، وإن كانوا صادقين مع أنفسهم فسينسحبوا؛ لأنهم سيدركوا أن "مصر" لم تعد مغرية لحكمها إلا لو كنت تحاول أن تضع آخر المسامير في نعشها، وأنا لا أشتغل حانوتي، لكن هناك من يحبون الولولة والصويت، ولذا يفضِّلون الصويت في المآتم على التصويت في الانتخابات، ومع ذلك يحلمون بانتخابات حرة نزيهة، وينسون أن الحرة خطفها البلطجية، ونزيهة اغتصبها النظام السابق.
 
ويبقى لنا قبل أن ننهي حديثنا في آخر الشهر هذه المرة، أن نقف دقيقة حداد قبل نهاية المقال على وفاة شهيد سجن "طرة"، لا ليس "علاء مبارك" ولا "جمال" فهما وشلتهما لا يُعذَّبوا بل يُعِذّبوا، وإنما أنا أقصد الشهيد "عصام عطية" الذي مات من كثرة المياه التي دخلت جسمه، وعزاؤنا أن النهر حينما يجف يومًا ما لن يجدوا مياه يدخلوا خراطيمها لأجسام أصحاب الرأي، والحقوقيين، ومن هنا إلى أن تقرأ المختصر المفيد، تأمل حال الوطن، واحلم بانتخابات لا يرعاها البلطجية، ولا يكسبها الدمويون.
 
المختصر المفيد، "مصر" أمانة في رقابنا، فإما تحيا أو نموت.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :