الأقباط متحدون | الإنسانية قبل الوطن والدين
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٥٨ | الاثنين ٧ نوفمبر ٢٠١١ | ٢٦ بابه ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٧١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الإنسانية قبل الوطن والدين

الاثنين ٧ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم :مهندس عزمي إبراهيم

إقتباس: عن مفهوم المواطنة يقول الكاتب الصحفي حلمي النمنم "أن مفهوم المواطنة بمعناه الحديث هو مفهوم جديد على المجتمع المصرى، ولكن الفكرة الأساسية في مفهوم المواطنة هي أن تعلو الرابطة الوطنية على الرابطة الدينية سواء كان الشخص مسلم أو مسيحى، وأن تعلو الرابطة الوطنية على المفهوم الجنسى سواء كان الشخص ذكرا أو أنثى، وأيضا أن تعلو الرابطة الوطنية وعلى مفهوم الثروة سواء كان المواطن غنى أو فقير. ومن هذا المنطلق نحن بحاجة إلى جهد ثقافى حقيقى لتفعيل هذا المفهوم، وخاصة ونحن تمت إصابتنا فى العهود الأخيرة بتلوث ثقافى أدى إلى طمس فكرة الوطنية والمواطنة ومن مظاهر هذا التلوث أن قام البعض بإعلاء قيمة الرابطة الدينية على الرابطة الوطنية بحيث لا يجد غضاضة فى أن يحكمه أى شخص من بلد آخر طالما أنه على نفس الدين، كما أسرف البعض فى مفهوم العولمة بحيث رأى أن مفهوم الوطنية من المفاهيم المتخلفة".

أوافق الأستاذ حلمي النمنم في رأيه أن الفكرة الاساسية فى مفهوم المواطنة هى أن تعلو الرابطة الوطنية على الرابطة الدينية وعلى المفهوم الجنسي وعلى مفهوم الثروة كما شرحه أعلاه، وأننا بحاجة إلى جهد ثقافى حقيقى لتفعيل هذا المفهوم. ولكني أختلف معه في قوله أن "مفهوم المواطنة بمعناه الحديث هو مفهوم جديد على المجتمع المصرى". فمفهوم المواطنة كان بمصر باهرًا مزدهرًا بين أبناء مصر مسلمين ومسيحيين ويهود في أكمل صوره قرنًا ونصف قرن، (أي 1500 سنة) منذ بدء حكم محمد على التركي الأصل (1801) حتى بدء حكم عبد الناصر المصري العربي الأصل (1952). حين ابتدأت المواطنة في التضائل ثم الضياع لأسباب كلنا نعلمها، ولي في هذا مقال آخر.


وأضيف إلى المقتبس أعلاه بأنه وصل بعض المغرضين أو المتخلفين إلي حد أن يُقنعوا البسطاء والأميين بأن الديموقراطية ضرب من الإلحاد!! وأضيف أيضًا أن ما نحتاجه لتفعيل مفهوم المواطنة الحق هو أن نعيد بذر بذور "الإنسانية" وتنميتها فينا من جديد، فهي أساس تصرفات الإنسان الطيبة.
لم يخلق اللـه المصري أو المكسيكي بدءً مصريًا أو مكسيكيًا. ولم يخلق اللـه المسيحي أو المسلم أو اليهودي أو الهندوسي بدءً مسيحيًا أو مسلمًا أو يهوديًا أو هندوسيًا. كما لم يخلق اللـه الكاثوليكي أو الأرثوذكسي أو الشيعي أو السُني كاثوليكيًا أو أرثوذكسيًا أو شيعيًا أو سُنيًا.
خلق اللـه الإنسان "إنسـانًا" منذ اللحظة التي حبلت به أمه فيها. ثم ورث بعد ميلاده (في معظم الحالات عن أبويه) وطنًا ودينًا، وانساق بالتبعية إلى طائفة دينية دون الطوائف الأخرى. فكون الإنسان مصريًا أو مكسيكيًا فهذا أمر ثانوي بالنسبة لإنسانيته. وكونه مسيحيًا أو يهوديًا أو مسلمًا أو هندوسيًا فأمر ثانوي أيضًا بالنسبة لإنسانيته. وكونه كاثولكيًا أو أرثوذكسيًا أو شيعيًا أو سنيًا أو غير ذلك من تفريعات الأديان فأمر أكثر بعدًا للإنسان بعد إنسانيته.
فاندفاع الإنسان للإجرام والشر ضد الآخرين لإثبات وطنيته إلا في حالة الحرب الرسمية خسرانًا لإنسانيته. كما أن اندفاعه للإجرام والشر ضد الآخرين رافعا راية الدين بدون مبرر أو لأسباب تافهة أو مفتعلة خسرانًا لإنسانيته.


إن تخلي الإنسان عن وطنيته أمر غير مستحب لدى أهل هذا الوطن، ولكن ذلك لا ينفي أنه ما زال إنسانًا وهذا حقه وحريته في الإختيار. كما أن تخلي الإنسان عن دينه أمر غير مستحب لدى تابعي هذا الدين ولكنه أيضاَ ما زال إنسانًا وهذا حقه وحريته في الإختيار. أما تخلي الإنسان عن إنسانيته فيقربه من تصرفات الحيوان.
فالإنسان إنسان لإنسانيته، والإنسانية هي الفرق بينه وبين الحيوان والحشرات والجماد وجميع المخلوقات الأخرى. ويُمَيَّز الإنسان عن غيره من الكائنات الأخرى بالعقل والفكر والمشاعر الطيبة كالرحمة والمحبة والعطف الاحترام والتواضع والرفق والتسامح والغفران والتعاون والتعاطف والتعايش مع الآخرين وأن يتعامل مع الآخرين على أساس أنهم مثله لهم أحاسيس ومشاعر بغض النظر عن معتقداتهم أو عرقهم او دينهم أو جنسهم. وما عليه من ناحية الدين إلا أن يؤمن بما قيل:
"أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلـُّوا من أجل الذين يسيئون إليكم" و"إذا أحببتم من يحبونكم فأي فضل لكم، فالخطاة أيضًا يفعلون هذا".
"لكم دينكم ولي دين" و"فمَن شـاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شاء فَلْيَكْفـُرْ".و "وما جعلناك عليهم حفيظًا وما أنت بوكيل" "ولست عليهم بمسيطر".
جوهر الحقيقة البسيط هنا أنه لو فقد الإنسان الإنسانية فلا يستحق أن يلقب بإنسان.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :