بقلم: د. ماجد عزت إسرائيل
تتجه أنظار العالم يوم الجمعة الموافق 11 نوفمبر 2011م، إلى ميدان ماسبيرو، الذى يقع بكورنيش النيل، بوسط مدينة القاهرة، وهذا الميدان ترجع شهرتة إلى وجود مبنى الإذاعة والتليفزيون المصري، وزاد من شهرته مظاهرات الأقبــاط السلمية في شهر مـارس 2011م والتي عرفت بــ "ماسبيرو الأولى"، ومظـــاهرة مايو 2011م والتى عرفت بـ "ماسبيرو الثانية"، ومظــاهرة "ماسبيرو الثالثة" والتي عرفت لدى الكتــاب والمؤرخين بــ "مذبحة ماسبيرو" أو بـ"مجزرة ماسبيرو" أو "أحداث ماسبيرو"، وهي التى راح ضحيتها 28 شهيدًا، و 250 جريحًا، وشهد كل شبر على طريق الكـــورنيش بميدان ماسبيرو؛ دماء الأقباط تنزف على الأسلفت، بل وصلت دمائهم وجثثهـــم إلى النيل الخالد.
وبهذه المناسبة العظيمة لدى المصريين بصفة عامة، والأقباط بصفة خاصة يحتـــفل الأقباط ، بقايا تلك الأمة المصرية القديمة (الحضارة الفرعـــونية)، أو إذا جــــــاز لنا التعبير أن نقــــول: "أحفــــــاد الفراعنــة" بذكرى شهـــداء ماسبيرو، على الطريقــــة الفرعونية الجنائزية، وبهذه المناسبة سوف تخــــرج مســـيرة سلميـــة ـ حسب ما ورد فى حديث تلفزيوني للقمص "متياس نصر"ــ من أمـام الكــتدرائية المرقسية بالعباسية بمدينة القاهــرة في تمــام الساعة الثانية بعد الظهر، وتتجه نحو ميــــدان التحرير، في موكب موسيقي جنائزي.
لأن الموسيقى القبطية في الكنيسة هى بعينها الموسيقى المصرية القديمة ــ احتفظت للأقباط بالانغام فى توقيـــــــتـع الكلمات والمعانى الـــمسيحية، لـكن الموسيقى ذاتها فرعونية، ولذلك تعد الألحان القبطية المستخدمة في الكنيسة القبطية أقــــدم تراث موسيقى مصري شرقي، ومما هو جدير بالذكرأن لحن (جولجوثا)، الذى يرتله رجال الدين المسيحى فى يوم الجمعة العظيمة بعد صلاة الساعة الثانية عشرة، وهم يدفنون صورة السيد المسيح المصلوب كوسيلة إيضاح لدفــن جسد المسيح بعد مـــوته، وهو بعينه اللحن من حيث الموسيقى لا من حيث الكلمــــــــات الذى كان يستخدمه الكهنة الجنائزيون فى مصر القديمة فى أثناء تحنيط الجثة والدفن.
كما أن لحن "بيكثرونوس" ومعناه "عرشــــك يا الله" والذي ترتله الكنيسة في يوم الجمعة العظيمة هو بعينــه نفس اللحن، الذي كان يزف به الفرعون عــــنــد موته، حيث كان ينزل من القبر إلى مركب الشمس ليدور مع الشمس في الخلود، والحياة الأبدية.وإذ نجح شباب ماسبيرو فى تنظيم هــذه المسيرة، لأصبح هـذا أكبر تكريمًا للشهداء الأقباط أحفاد الفراعنة فى تاريخنًا المعاصر.
وفى ذات اليوم يحتفل العالم جميعًا بهذا اليوم التاريخى 11/11/2011م، بدعوة لأقــــامة السلام فى شتى أنحاء العالم، ويحتفل شعب مصر بهذه المناسبة بدير القديس "سمعان الخراز"، بصلاة مستمرة"لان الصلاة والصوم"أقــــوى الأسلحة لمــــحاربة الشيطان، وحـلول الأمن و الســلام فى العالم جميعا، وفى يـــوم الخميس الموافق 17 نوفمبر 2011م، يقام قداس الأربعين لذكرى شهــــداء ماسبيروــ ويتزامن هذا اليوم مع ذكرى أفتتاح قناة السويس كشريان للملاحة العالمية عام 1869 م.جعــل لنا الله شهــــــداء الأقباطً شريانًا خالدًا لمصرنًا العزيزة.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :