فيلم الكيت كات قراءة وحيدة لرواية مالك الحزين
"مالك الحزين" صنفت ضمن أفضل مائة رواية في الأدب العربى
اهمية متابعة تفاصيل الحياة اليومية للمصريين لغزل خيوط الاعمال الابداعية
حى امبابه بؤرة الجماعات الدينية المتطرفة فى تسعينات القرن الماضى

كتبت: ميرفت عياد

" ان متابعة تفاصيل الحياة اليومية للمصريين هى اهتمامه الاول لأنه من خلال الاحداث الكبيرة والصغيرة التى يمر بها المجتمع المصرى يغزل خيوط اعماله الابداعية .. " هذا ما اكده الأديب والروائى الكبير ابراهيم اصلان اثناء احدى ندوات البرنامج الثقافى والفنى بمعرض إسطنبول الدولى للكتاب والذى تحل فيه مصر ضيف شرف معرض إسطنبول الدولى للكتاب ، مشيرا الى دور الثقافة فى التواصل بين الحضارات ، متحدثا عن عن روايته "مالك الحزين" التى صنفت ضمن أفضل مائة رواية في الأدب العربى ، وتدور احداثها فى منطقة الكيت الكات بحي امبابة وذلك من خلال المزج بين اكثر من مائة وخمسين شخصية فى الرواية تشابكت علاقتهم معا لتنسج معالم عالم متسع متنامى الابعاد يجمعه مكان واحد وهو حى امبابة 

 

سلطة راس المال الغاشمة
ومن اهم شخصيات الرواية يوسف النجار وهو شاب مثقف عاش مغتربا فى حى امبابه وسط برودةالوحدة والاحساس بالاغتراب ، اما فاطمة فهى تلك الفتاة الفقيرة التى تقع فى حب يوسف النجار دون ان يشعر بها ، الشيخ حسني شيخ ضرير يعيش في المنطقة وهو نموذج صارخ لمحاولة الانسان لتحويل معاناته والامه ووحدته الى اضحوكة كبيرة على كل من حوله ، اما المعلم صبحي التاجرالغني فيمثل سلطة راس المال الغاشمة ، فعن طريق نفوذه وامواله يحوال شراء القهوة التى تعد بمثابة رمز فى حياة ابطال المنطقة ليقوم بهدمها وبناء عمارة ضخمة مكانها ، اما الأسطى قدري فهو نموذج صادق للغربة داخل الوطن حيث ان عمله طوال حياته مع الإنجليز جعله يشعر بالانتماء الى ذلك المجتمع الراقي على الرغم من فقره وسكنه فى أحد الاحياء الفقيرة

الكيت كات
وقام المخرج داوود عبد السيد عام 1991 بتحويل رواية مالك الحزين الى عمل سينيمائي يقع تحت اسم " الكيت كات" حيث قام بتغير بعض الشخصيات ولكن مع الاحتفاظ بالتيمة الرئيسة للرواية ، قام تجسيد شخصيات الفيلم ذات العمق الانسانى مجموعة من الفنانيين منهم محمود عبد العزيز ، عايدة رياض ، شريف منير ، ورسم شخصية الشيخ حسنى الكفيف الفنان الكبير محمود عبد العزيز التى استطاعت التسامى فوق همومها وحرمانها من الزوجة والعمل والبصر يعش مع أمه المسنة وأبنه الشاب المحبط، دون أن يتخلى عن الأمل والبسمة والضحكة
الاعمى المبصر

 

وعن الرواية يقول الدكتور حسين حمودة استاذ الادب العربى باداب القاهرة - فى تصريح خالص للاقباط متحدون - ان رواية مالك الحزين من اجمل الرواياتالمصرية التى كتبت خلال العقود الماضية وبها مساحات كبيرة وحشد من الشخصيات وبناء خاص لن يستخدمة اصلان فى رواياته ، والرواية بهذا المعنى تتحرك حركة واسعة فى عالمها المتشابك والمتعدد الذى يلتقط تفاصيل خاصة فى منطقة الكيت كات وما حولها ، مشيرا الى ان فيلم الكيت كات المأخوذ عن هذه الوراية لم يتحرك هذه الحركة المتسعة ولم يهتم بشخصيات مثيرة تناولتها الرواية بعمق ، ولكن ركز على شخصيات بعينها مثل شخصيى " الشيخ حسنى " الذى يرتبط بالتناول الشائع لفكرة " الاعمى المبصر " او الكفيف الذى يستطيع ان يرى اكثر مما يرى المبصرون ، وبهذا يعد فيلم الكيت كات قراءة وحيدة للرواية وليس نقلا سينمائيا لكل ما فى الرواية ، الا ان الفيلم نجح فى ان يقدم عالما خاصا ومتماسكا

 

جمهورية الإرهاب
ويعد الروائى الكبير إبراهيم أصلان من مواليد محافظة الغربية الا انه نشأ وتبربى فى القاهرة بحى إمبابة ، ولعل هذا كان السبب وراء وقوع حى امبابه كمكان تدور فى فلكة شخصيات اعماله المتعددة مثل مجموعته القصصية الأولى "بحيره المساء" وروايته "مالك الحزين " التى كتبها فى حوالى تسعة سنوات منذ عام 1972 وحتى عام 1981 ، ولعل هذا يقودنا الى حى امبابه الشعبى الذى التصقت به العيد من الالقاب منها جمهورية الإرهاب، وعاصمة التدين والتطرف لانها كانت بؤرة الجماعات الدينية المتطرفة فى تسعينات القرن الماضى ، حتى إن البعض أطلق عليها فى هذه الفترة اسم "جمهورية إمبابة الإسلامية" .

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :