الخطه الأثيمة للأخوان والسلفيين في الانتخابات
بقلم: نادر فوزي
جرى العرف على فوز الأخوان بأغلب النقابات المهنية في مصر، ليس لقوتهم البالغة أو لأعدادهم الفائقة، ولكن لتنظيمهم البارع والشيطاني في الانتخابات. ولابد لنا أن نعترف أن الأخوان هم الفصيل الوحيد في مصر المنظم، وله كوادر في كل مكان، وذلك بسبب العمل السري الذي مارسوه خلال الخمسين عامًا الماضية، وشعورهم بالقهر من نظام الثورة جعلهم يؤسسون كوادر سرية لهم في كل مكان، نجحت في اختراق كل مؤسسات الدولة بما فيها الجيش والشرطة، كما أن الخوف من بطشهم جعل العديد يخشون منهم ويتجنبون الحديث عنهم بصراحة قد تؤدي بالمتحدث إلى التهلكة. ولذلك لا تجد واحد فقط في مصر يتحدث عن مصادر تمويل الأخوان المسلمين، والملايين التي تصرف على الدعاية بل المليارات التي صرفت مؤخرًا في توزيع اللحوم بالمجان، والمقار الانتخابية، والمقر الجديد بالمقطم، والأموال التي تنفق على الانتخابات، وأنا أقولها أن الحكومة نفسها لا تستطيع إنفاق كل هذه الأموال، ومع ذلك لم يكلف صحفي واحد أو برنامج من برامج التوك شو العديدة في مصر أن يطرح هذا الموضوع.
أما الخطة التي هي موضوع حديثنا اليوم، فتعتمد على التنظيم لا أكثر، وتحقق لهم الأغلبية الساحقة في كل الدوائر، وهي خطة أفصح عنها السلفيون، وهم الوجه الآخر للأخوان، ولكنهم يتميزون بالبلاهة، لأنهم لم يمارسوا السياسة منذ زمن كالأخوان، وهي وكما صرح السلفيين تعتمد على التواجد أمام اللجان الانتخابية بعد صلاة الفجر وبكثافة، وللتوضيح أكثر كل لجنة انتخابية بها عدد لا يتجاوز العشرة صناديق انتخاب، وكل منتخب لديه ثلاثة ورقات للقوائم والأفراد، وبحسبة بسيطة يحتاج كل منتخب لعشرة أو خمسة عشر دقيقة لقراءة الأوراق ثم ترشيح ما يريده.. هذا لو افترضنا أنه سيقوم بذاك بمنتهى السرعة.. واللجنة الانتخابية ستفتح لمدة عشر ساعات فقط، أي أن بحسبة بسيطة، كل صندوق انتخابي سيحصل على أكثر تقدير على 100 بطاقة انتخابية، وهي نسبة عالية بالنسبة للوقت المتاح.. ولو حشد الأخوان والسلفيين 2000 منتخبًا فقط أمام كل دائرة بعد صلاه الفجر، ليمنعوا باقي الطوائف أن يدلوا بأصواتهم، لأن لن يكون هناك وقت كافٍ قبل إغلاق اللجان..
هذه الخطة اتبعها دائمًا الأخوان في انتخابات النقابات، وكانت تأتي أتوبيسات محملة بالأخوان الذين يقفون بطوابير طويلة تمنع الباقي من الإدلاء بأصواتهم، وتأتي دائمًا النتائج بفوز قوائم الأخوان وكأنهم الأغلبية الساحقة في كل النقابات المهنية، وهي نتائج خادعة للجميع، تعطي للأخوان أكثر من حجمهم الطبيعي، وتحقق لهم السيطرة على النقابات المهنية في مصر.
والحل الوحيد في نظري أن نرهق الناخبين يومًا، ولكن ليرتاحوا بقية العمر، وهي تعتمد على التواجد أمام اللجان الانتخابية منذ منتصف ليلة الانتخابات، ويقفون في طوابير طويلة تتيح لهم أن يدلوا بأصواتهم في حرية، ونقلب السحر على الساحر، ونجعل ناخبي الأخوان في مؤخرة الطوابير، ولنرى ماذا سيفعلون من هرج ومرج، ومحاولة إفساد العملية الانتخابية، واقتحام الطوابير، وظهور الوجه الحقيقي للأخوان، أما الرأي العام. هذا لو أردنا فعلًا أن تكون مصر مدنية وليست دولة دينية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :