الأقباط متحدون | من يستطيع انقاذ "مصر"؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٣٣ | الثلاثاء ٢٢ نوفمبر ٢٠١١ | ١١ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٨٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

من يستطيع انقاذ "مصر"؟

الثلاثاء ٢٢ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: زكريا رمزي زكي

من يستطيع أن ينقذ "مصر" الآن، وهي في أشد الفترات التي تحتاج لأبنائها جميعًا، تحتاج إلى كل يد وإلى كل صوت وإلى كل قلم؟.. "مصر" تصرخ ولا أحد يسمع صوتها، الجميع يعمل من أجل مصلحته الخاصة، أقولها "الجميع"، لا يُثتثنى منهم أحد حتى من يظهر أن ليس له مصلحة فهو يريد تأكيد ذاته وحجز مكانه حتى ولو على دكة الصامتين. التليفزيون الرسمي للدولة يمارس مهمته في إرضاء السلطة على حساب الوطن، يسير في ظل الحاكم بغباء لا ينتهي، ويظن بذلك أنه يخدم الوطن، لكن في الحقيقة أن القائمين على هذا الجهاز يحافظون على الملايين التي يتقاضونها حتى ولو على جثة الجميع.

 

 

أما عن التيارات الدينية فلا يهمها في الأمر إلا الحصاد السريع، فهم يؤكدون دائمًا في جميع تصريحاتهم وبياناتهم على ضرورة التعجيل بالانتخابات، يجمعون الناس حولهم من كل المحافظات في مظاهراتهم لاستعراض القوة لكي يظهروا قوتهم أمام المجلس العسكري فيتحرك على هذا الأساس في التعامل معهم، يقولون إنهم يحملون الخير لـ"مصر" وفي حقيقة الأمر هم لا يحملون إلا المشاكل والخلاف والصراع، ولا يتمنون الخير إلا لأنفسهم، وما يدل على ذلك تقلباتهم الكثيرة في الأونة الأخيرة على موضوعات متعددة؛ فتارة يناصرون المجلس العسكري، وتارة أخرى يتوعدونه. أما التيارات الليبرالية فهي تشعر دائمًا بالعجز وقلة الحيلة أمام تنظيم التيارات الإسلامية، فتظهر كالطالب الغبي الذي يقول إن ذاكرت أو لم أذاكر لن أنجح فى الامتحان فلاداعي للتعب. أما الحكومة فلا حول ولا قوة لها، لم تقدِّم أي شىء للبلاد في الفترة التي تولت فيها الأمور حتى أصبح الناس لا يشعرون بالتغيير، فمازالوا يقدِّمون الرشاوي لإنهاء مصالحهم داخل الدوائر الحكومية، والقمامة اكتظت بها الشوارع، وهلم جرا من المشكلات التي تفاقمت في ظل هذه الحكومة الضعيفة. فلم نرَ السيد رئيس الوزراء إلا في مفاوضاته مع السلفيين لإخلاء الطريق هنا أو هناك أو مع المحتجين من أجل زيادة رواتبهم مع وعوده لهم بالنظر والبحث في هذا الأمر، ومع ذلك تستمر الحكومة في أداء تقصيراتها وسط سخط شعبي كبير ورضاء من المجلس العسكري، ولكننا نشاهد الدكتور "عصام شرف" ذهابًا وإيابًا للمجلس العسكري من أجل تقديم استقالته التي دائمًا يرفضها المجلس العسكري.

 

 

أما المجلس العسكري فيبدو أنه ليس له باع طويل في السياسة، وهو يعتمد على مجموعة من المستشاريين، ويبدو أيضًا أن هؤلاء المستشارون هم نفسهم الذين أداروا الحياة السياسية في أيام "مبارك"، فمازالت نفس اللغة ونفس النهج المتبع في كل الأمور مستمر، وهناك من يوجه الاتهام للمجلس العسكري أنه يريد السيطرة على الحكم في البلاد، الأمر الذي ينفيه دائمًا المجلس العسكري في تصريحاته، ولكن الناس مازالت تنتظر سماع صوت المشير ليوضح لهم الأمور إلى أين تسير؟.

 

 

أما الثوار الحقيقيون من الشباب يبدو أنهم شعروا بأنهم خُدعوا، وأن ثورتهم أصبحت في خطر، فعادوا مرة أخرى إلى الميدان وسط سخط شعبي عليهم مثلما حدث في ثورة يناير، فدائمًا يتهم الناس هؤلاء الشباب بأنهم هم السبب في الخراب وتعطيل مصالح الناس ولا داعي للاعتصامات الآن، وإن كان هؤلاء الشباب لهم مبرراتهم القوية التي تدفعهم لعمل مثل هذه الأمور.

 

 

أخيرًا، لم يتبق إلا الصامتون (حزب الكنبة)، فهؤلاء فرحوا بالثورة عندما رأوا "مبارك" في القفص، ولعنوا الثورة والثوار عندما يشعرون بالخطر، كأنما الثورة لابد أن تتم في سلام وأمان كامل.. إنهم من أكبر التكتلات في "مصر"، وهم الذين تعول عليهم بعض التيارات أملًا كبيرًا في القفز على الثورة من خلال تخديرهم بالشعارات والدعاية الدينية.

 

 

كل هذه الفئات لابد أن تضع يدها في أيدي بعضها حتى يتم انقاذ "مصر" من مستنقع مظلم، لابد الآن من التحرك لاحتواء ما يحدث في "مصر"، من يستطيع أن ينقذ "مصر" الآن.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :