الأقباط متحدون | مطلوب مواطنون... لِمصر جـ2
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٢٠ | السبت ٢٦ نوفمبر ٢٠١١ | ١٥ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٩٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

مطلوب مواطنون... لِمصر جـ2

السبت ٢٦ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: العرضحالجي المصري * د. ميشيل فهمي
* العبط السياسي، والاجتماعي، والديني بالمحروسة- التي كانت- هو الذي أوصل "مصر" لهذه الحالة التدميرية والتخريبية التي عليها اليــوم.
* لا يوجد شارع سياسي بـ"مصر"، غالبية الشعب المصري لا يعرف إلا الفهلوة، والنصب، ودهان الهواء بالدوكو، بغرض الحصول علي لقمة العيش، والبقية منه يلوذون بالسكون لعوامل الجهل والفقر... والذي يُمارس السياسة ويُحرِك قُطْعَــان الجموع هم الجماعات والتيارات الدينية ذات الأهداف والأجندات الخاصة، ويليها عدد قليل من شِبهّ الأحــزاب، ومجموعة حركات سياسية بِمُسميات مختلفة، وتمويلات أجنبية وعربية، وجمعيات حـــروق الإنسان المصـري، وتائه بين كل هؤلاء مجموعات متفرقة من شباب 25 يناير.



* المجلس العسكري والإخوان... أصدقاء الأمس أعداء اليوم، نَفْيّ المشير تقاربهم من أي فصيل على حساب آخر، مرفوض وغير صحيح، بأمارة "أبو طارق" بتاع الكشري، و"صبحي صالح"، وعلاقة الشيخ "حسان" بالمكبس، وتفويت تجاوزات الاستفتاء الإســـلامية، وإطلاق عفاريت العِلبة من السلفيين يعيثون فسادًا بـ"أطفيح"، و"إمبابة"، و"المنيـا".. ويستولون على "الإسكندرية"، مع تعمــد الرخــــاوة وإصدار أوامر عسكرية "فِشِنْك" منذ أمر حَظْـــــر التجــول وحتى الآن.



* الأحداث التى أعقبت جمعة 18 نوفمبر نسخة كربونية من أحداث 28 يناير 2011، وكشفت من هم الذين وراء تدمير "مصر"، من التيارات المتأسلمة والإخـوان الذين لا يعترفون بالأوطــــان.
* كشفت الأحداث أن الإخوان المسلمين لا يجيدون العمل السياسي، ولا يجيدون إلا تكوين التظيمات السرية والعمل تحت الأرض، والعمل العلني يفضح أغراضهم الخفية، تخصصاتهم تنحصر في إبرام الاتفاقيات ونقضها مع إحداث شلالات من الكذب والإشاعات، والوقيعة بين الجيش والشعب، وبين الشعب والشرطة، وهذا ما حادث هذه الأيام، ولا تُخفى مهارتهم الفائقة في جمع الأموال.



* هل كل مُتَظاهري "التحرير" يوم السبت 19 نوفمير من الشباب الأحرار الأبرار الأطهــــار؟ ولماذا لا تتم الاعتصامات والتظاهرات والتخريبات والتحريقات بـ"مصر" إلا عقب كل جــمعة مليونية إســلامية؟ ولِمَنْ من المدنيين ينادون بتسليم السلطة لهم.!!!

 

الآن، وفي هذه الظروف، تبقى المؤسسة العسكرية المصرية هي حجر الزاوية Stone Corner الوحيد في حفظ بنيـــان وكيان الدولــة المصرية وانقاذ حضارتها والأمل في مستقبلها.



* تداعيات مؤتمرات بيلدربيرج Bilderberg العالمية السرية على الربيع أو الخريف العربي، ومدى تأثيرها على "مصـر".

في الجزء الأول من هذه السلسلة من المقالات، والذي نُشِر الخميس 17 نوفمبر، كتبت مُطالِبًا بمحاكمة المشير واللواءين "البديني" و"العيسوي" على ضوء أحداث "ماسبيرو"، والتي سجلها التاريخ في أسود صفحاته ولن تنساها البشرية، وفي الأحد 20 نوفمبر جاءت اعتصامات بعض قوى الشباب المصري الواعي، وقد تصدَّرت لافتات مطالبهم هذين المطلبين. مع ضرورة التذكير بقوة أن أسباب وأهداف وأحداث "ماسبيرو" تختلف تمام الاختلاف عن ما جرى بـ"التحرير" و"محمد محمود" قرب وزارة الداخلية المصرية، والموقف المعقد الذي عليه "مصر" الآن.

 

وكانت آخر فقرة تم عرضها بهذا الجزء هي [إن مصر بدأ عصر تغربها عن العالم المتحضر الذي كان يجب أن تلتحق به، وقد انتبهت دولــة مصر (القوية قبل انهيارها) لذلك إلى حد ما، ولكنها افتقدت القراءة الصحيحة لتلك الظواهر، وبالتالي ضَاعت منها طرق التعامُلْ معها ومُعَالجتها].

من هذا تحتَّم أن نستهل هذا الجزء الثاني بذكر أن نفس هذا القول ينطبق على القائمين على حكم "مصر" بعد 25 يناير، من افتقادهم للقراءة الصحيحة لتلك الظواهر؛ لأنها هي ذاتها نفس الظواهر الدينية الإخوانية والوهابية التي تعمل على تعريب "مصر"، وبذلك ضاعت منهم أيضًا طرق التعامل مع كل تلك المحاولات القوية والمستمرة من قوى التيارات الإسلامية والسلفية لأسلمة وسَعْودَةْ وتوهيب "مصر"، وبضياع طرق التعامل ضاعت معها الطرق والوسائل الصحيحة للمعالجة، بمعني أن "مصر" من ناحية حكمها أو إدارتها أو تَبَعياتها هي هي قبل وبعد 25 يناير 2011.. قال الإخوان ضمن مهاجمتهم للنظام السابق إنه كان يتلقى تعليمات من الإدارة الأمريكية في كيفية الحكم بالبلاد، ومع من يتهاون ومع من يتعاون... الخ، وكانوا في نفس التوقيت يدقون- بالتعاون الأمريكي- المسامير الأخيرة في نعش النظام والدولة المصرية.

 

وقد سبق وأن شرحت ذلك تفصيلًا في سلسلة من عدة مقالات بعنوان "سمك، لبن... إخوان مسلمين" نُشرت أولاها في يوم الثلاثاء 8 فبراير2011، أي قبل تخلي الرئيس السابق عن سُلطاته للمجلس العسكري بثلاثة أيام فقط، ولمن يريد التأكُّد فالرابط الخاص بالمقالة هو اضغط هنـــــا

وفي مقالي هذا، استدعي للذاكرة المصرية التصريحات المتعددة لوزيرة خارجية "أمريكا" بعد يناير، من أن "الولايات المتحدة الأمريكية" لا تمانع، بل تُرحِب، بحكم الإخوان المسلمين الفترة القادمة، شرط حصولهم على أغلبية نتيجة انتخابات ديمقراطية!!!.. وللتدليل على عمق وقوة العلاقات الإرشادية والتوجيهية والإملائية بين المجلس العسكري الحاكم لـ"مصر"، وهو البديل الأمريكي لنظام "مبارك"، وبين الإدارة الأمريكية المُبَارِكة لحكم الإخوان، استدعي للذاكرة- ببعض التفصيل المُمِلّ- زيارات كبار مسئولي الإدارة الأمريكية إلى "مصر" (المعلن عنها فقط) بعد 25 يناير لمقابلة المشير ومجلسه، ومن بينها: زيارات وزيرة الخارجية "هيلاري كلينتون"، ووزير الدفاع "روبرت جيتس"، إضافةً إلى زيارات كل من "مايكل بوزنر" مساعد وزير الخارجية للديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، و"جيفري فيلتمان" مُساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى للقاهرة 3 مرات، و"ماريا أوتيرو" وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشئون العالمية والديمقراطية، والتي التقت خلالها بالعديد من المسئولين المصريين، وفي مقدمتهم اللواء "منصور العيسوي"- وزير الداخلية-، وبعض ممثلي المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني العاملة بـ"مصر" والمُمَوَّلة من "الولايات المتحدة الأمريكية"، وزيارة السيد "وليام برنز" وكيل وزارة الخارجية الأمريكية والوفد المُكَبرْ لوزارة الخزانة، ثم زيارة السيدة "لائيل برنارد" وكيلة وزارة الخزانة للعلاقات الدولية، وزيارة السيد "روبرت هورماتس" مساعد الوزيرة للشئون الاقتصادية.

 

كذلك استقبلت "القاهرة" والمجلس العسكري- رئيسًا وبعض الأعضاء- العديد من وفود نواب ومساعدي نواب الكونجرس، مثل: "جون ماكين"، و"جوزيف ليبرمان"، والنائب الجمهوري "داريل عيسى" والوفد الكبير المُرافق له، ثم مجدَّدًا السيد "جون ماكين" في أبريل 2011 بهدف التشاور مع المسئولين المصريين حول الأوضاع في "ليبيا"!!!، ووفد أعضاء لجنة القوات المُسلحة والأمن القومي بمجلس النواب برئاسة "روجر زاخي"، وزيارة وفد وزارة الخارجية الأمريكية للتشاور حول موضوعات حوض النيل، والطرح الأمريكى للمشروعات الإقليمية الممكن تمويلها، واستقبال السفير "برنستون لايمان" المبعوث الأمريكي لشئون "السودان" في سبتمبر 2011 قبل توجهه لـ"الخرطوم".

 

أما أهم وأخطر الزيارات، وأخطرها تأثيرًا على "مصر"، هي زيارات الوفود العسكرية في الاتجاهين، بمعنى زيارة الوفود العسكرية الأمريكية من أعلى مستوى رفيع لـ"مصر"، وزيارة أعضاء من المجلس العسكري المصري لـ"أمريكا".. أكتب كل هذا ليس بغرض أن يَمِلّ أعزائي القراء من تعداد وأسماء الزيارات والزوار، لكن للتدليل على قوة وتأثير وتوجيه ودعم "أمريكا" لمـــا يُسمى بالثورة المصرية.

إن التوجيه والدعم الأمريكي لما يُسمى بالثورة المصرية لم يكن ولن يكون بريئًا أبدًا، أو وليدًا لها، وإنما جاء تأسيسًا على تنفيذ قرار أمريكي للتعاون مع الإخوان المسلمين للإطاحة بـ"حسني مبارك". والسبب في ذلك هو اعتقاد الأمريكان، وعلى رأسهم الأخ الكريم "حسـين أوباما"، أن "مصر" هي مركز قوة الإخوان المسلمين في العالم العربي، وأن تجربتهم تؤهلهم للدخول والسيطرة على الحكم فيها من خلال حزبهم أو مؤسساتهم الدينية أو تحالفاتهم وتخالفاتهم مع التيارات الإسلامية الأخرى. وكان هذا القرار على خلفية سياسة تكتيكية، واستراتيجية جديدة انتهجتها الإدارة الحسينية الأمريكية، تتلخص في اعتبار أن التـــعاون والتنسيق والترتيب لدعم تيارات الإسـلام السياسي تحت مظهر ديمقراطي، لهو من أهم آليات تنفيذ الربيع العربي، وخارطة الطريق، والفوضى الخلاقة ببلدان المنطقة.

 

وفي حال نجاح التجربة الإخوانية- الأمريكية في "مصر"، كما نجحت بسهولة في "تونس" وبصعوبة في "ليبيــــا" و"اليمـن" وفي طريقها للنجاح في "ســوريا"، فإن "حسين أوباما" مع كبار مستشاريه قرَّروا أنه سيُجرَى تعميمها بهدوء في "الأردن" و"فلسطين" وحتى في "السعودية" نفسها، واستبدال الحكام العرب الحاليين بقادة الإخوان المسلمين بناء على اتفاق دولي سرّي بين "واشنطن" وبين قيادة الإخوان، تأسيسًا على ما سبق من استراتيجيات. وقد تم التيقن من ذلك عندما صرَّح "حسين أوباما" بالكلمة وبالنص: "إن تجربة حزب النهضة- بتونس- يجب أن تعمم على كافة الدول العربية".

وقد تنبَّه معظم الزعماء والقادة العرب من فهم هذه الأمور لاحقًا، خاصةً بعد سقوط "مبارك"، وتفهَّموا لماذا يتصرف "حسين أوباما" على هذا النحو ؟، ولم يقم بنفس التصرُّف مع "القذافي" أو "الأسد" أو "علي صالح"؟..

ويعتبر العاهل السعودي هو من أكبر القادة العرب رفضًا لسياسات "حسين أوباما"، ليس فقط لأنه تسبَّب في سقوط "مبارك"، بل لأن الملك السعودي علم يقينـًا بأمر الاتفاق السري بين الإخوان والأمريكان على ضرورة استبدال الحكام العرب بالإخوان، بفضل المعلومات الغزيرة والملف المتضخم في هذا الصدد الذي بين يديّ السيد اللواء "عمر ســـــليمان".

 

لكن ما يجري الآن من أحداث في "التحرير" وتوابعها، على يد شباب "مصر" الحقيقي والصادق الانتماء لها والفاهم لما يدور من تآمر عليها، قد يفسِّر لماذا صار أصدقاء الأمس (المجلس والإخوان) أعداء اليوم، فعندما استشعر الإخوان بقرونهم التآمرية شُبهة انقلاب معظم أعضاء المجلس العسكري عليهم، نتيجة لضغوط قوية ومؤثرة من بعض القوى الشبابية والتنظيمات الليبرالية وحكماء "مصر"، ذلك الانقلاب الذي تأسس نتيجة لإدارة مكتب إرشاد الإخوان لحملاتهم الدعائية بكل غطرسة واستعراض للقوة، وتصرفاتهم وتصريحاتهم المُستفزة للكثيرين، مما أفقدهم تعاطف ومساندة الكثيرين ممن كانوا يقفون في دوائر مصالحهم.. عندما استشعر الإخوان ذلك، بدأوا بمهاجمة المجلس العسكري الأعلى والمؤسسة العسكرية بـ"مصر"، ورموزها، بمهاجمات شديدة خرجت في الكثير منها عن حدود الأدب واللياقة المزعومة لديهم، وبذلك أسقطوا قناع الحرية والديموقراطية الذي كانوا يخفون به وجوههم التآمرية.

هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، نتيجة لظروف وملابسات قد تكشف عنها الأيام القادمة في المستقبل القريب أو البعيد، استشعر المجلس العسكري وقادة القوات المسلحة المصرية أن ضرورة وجودهم في استمرار إدارة البلاد لمدة أطول قد تكون ضرورة حتمية وواجبة للحفاظ على هذا الوطن الذي ائتمنهم على ذلك، وبالتالي اضطروا لرفض- بطريقة ما- الإملاءات الأمريكية لفرض جماعة الإخوان على "مصر" والمصريين. أو أن الظروف لا تسمح بذلك نتيجة لمتغيرات طرأت ولم تكن في الحُســــــبان. وقد يؤدي هذا الي اضطرار الأخ "حسين أوباما" للتدخل ضد المجلس العسكري في "مصر"، وياليت هذا لا يحدث.

وكالعادة، لضيق المجال، سنضطر لإكمال المقال في الجزء الثالث، مستعرضين الإجابة عن سؤال: هل لكل ما سبق علاقة بانعقاد المؤتمرات العالمية لمنظمة بلدربرج؟ وتأثير ذلك على ما يدور ببلدنا ومنطقتنا وإقليمنا.. وإلى لقاء قريب.

لقراءة الجزء الأول من المقال انقر هنـــــا




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :