المهم الجماعة يا جماعة
بقلم: مينا ملاك عازر
بات واضحًا لكل متابع للأمور الجارية في "مصر"، أن الإخوان سيطروا على كل سلطات الدولة، وبات الواحد مستعدًا أن يضحي بكرسيه بس المهم تجري الانتخابات أولًا، وكله يهون عشان خاطر أحلى عيون وأطول دقون، و"مصر" تنتقل من مرحلة سطوة المجلس لمرحلة مجلس السطوة، وذلك من خلال الانتخابات.
وخدوا عيوني بس سيبوا الانتخابات تتعمل الأول، أنا مستعد أسيب الكرسي وأسيب السلطة وأسيب كل حاجة بس الشرط أن الانتخابات الأول. أنا مش مهم، المهم الانتخابات يا جماعة، فمادامت الجماعة تريد الانتخابات أولًا فيجب أن تكون الانتخابات أولًا، وإن أرادت الجماعة الانتخابات بعدين يبقى نعمل الانتخابات بعدين، فالناس وقفت في "التحرير" تهاتي من أشهر، وفي المرة الأخيرة لمدة أيام، أخذوا يقولون مشوا "شرف" وحكومته، وهو يطنش، يقولوا يا جماعة "شرف" ما ينفعشي، وهو يطنش، لغاية ما صدر بيان الجماعة الحاكمة للبلاد من وراء الستار، بأنه يجب إقالة الحكومة فأقال الحكومة ومن فوره، المهم مشي "شرف"، فهل تقول لي إن "التحرير" هو من يتحكم؟ تبقى واهم وغلطان، المهم الجماعة يا جماعة.
فالجماعة الخير والبركة، دي هي الأمان والنجاة، وهي إللي أول ما حشدت مليونية هي ومجموعة الإرهابيين الملازمين لها، وليوم واحد نفذنا أحلامها، مع إننا ما كناش محتاجين إنها تتعب نفسها، وتكلف نفسها أوتوبيسات عشان يعملوا مليونية، إحنا كنا كده كده حاننفذ لها ما تريده، لكن بس المليونية كانت للشكل العام. لكن الناس التانية وحشين، الممولين من الخارج، إللي عملوا مليونيتين في أسبوع واحد بالتزامن مع اعتصام طويل المدى استمر أكثر من أسبوع، ناهيك عن المليونيات الأخرى اللي إتعملت في خلال مدة المرحلة الانتقالية، نادوا فيها بمدنية الدولة والدستور أولًا وعزل "شرف"، دول ناس هما ومليونياتهم عدم، خيال، سراب. فالجماعة ما كانتشي عايزة يبقى المهم الجماعة يا جماعة.
وربونا زمان إن أهم حاجة في الدنيا رضا الله والوالدين، لكن الآن تستطيع أن تضم إليهما رضا الجماعة، وضع الترتيب الذي يريحك. ما تقوليش رضا الله الأول، فلو كان رضا الله الأول كان الناس رضوا ربنا في دم الشهداء، كانوا الناس اتقوا الله في المليونيات العادلة ما طنشوهاش، كان الناس عرفوا العدل بين التيارات، ولكن الناس فيما يعشقون مذاهب، وفيما ينتمون لجماعات، وفيما يحكمون أهواء، ومن له هوى فليس له الحكم أبدًا، فـ"مصر" تحتاج للعادل الذي بلا أغراض لتوصيل حكمها لا لجماعة معينة، ولا لفئة معينة، بل لتوصيل البلاد كلها لبر الأمان. فإن كنت تتباهى بأنك لم تطلق النار على أحد- وهو ما لم يحدث بالطبع-، فأظنك تتناسى و تتجتاهل أنك بما تفعله تسلِّط السيف على رقاب كل أحد، فهل ترى في الجماعة التي هتفت ضدك يوم الجمعة قبل الماضية الأمان؟ وترى في منْ آزروك طويلًا ولآخر نفس قبل أن تسفك دمائهم الخطر؟! كيف حالك وميزانك مقلوب؟ أخشى أن تأتي أن نتيجة الانتخابات في مصلحة الجماعة بناءًا على توجيهاتك، وأهو برضه المهم الجماعة يا جماعة!!.
المختصر المفيد، إن لم تعدلوا فارحلوا..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :