الأقباط متحدون | مصر فرعونية افريقية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:١٢ | الاثنين ٢٨ نوفمبر ٢٠١١ | ١٧ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٩٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

مصر فرعونية افريقية

الاثنين ٢٨ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم : مهندس عزمي إبراهيم

كم يؤسفني أن كل مقال يُمَجّد مصر وتاريخها العريق ويؤكد مصرية مواطنيها مسلمين ومسيحيين ومن أي دين، يتبعه تعليقات من أشخاص يدعون أنهم مصريين أو متمصرين أو غير مصريين ينكرون أو يقللون من مجد مصر وعظمتها ويشوشون ثوابت تاريخها الشامخ العريق. أن من يهضم مصر الفرعونية حقها وينكر عظمتها ما هو إلا خائن (ان كان مصرياً) أو حاقد أو ناكر أو جاهل أو مغرض أو مأجور بدينارات ملوثة بالبترول الأسود.
عظمة مصر يدركها ويعترف بها عظماء وعلماء وأذكياء وعباقرة ومورخو العالم أجمع، ويُدرّس تاريخها في مدارسهم وجامعاتهم ومتاحفهم ومحافلهم بفخر وإعزاز.. أكثر مما يَسمح به العرب أن يُدرّس في مدارس مصر نفسها أو في الشرق عامة. وما ذلك الا محاولات فاشلة لإعلاء "الحضارة" العربية الجوفاء على حضارة مصر الراقية الحقيقية. وما "الحضارة" العربية حقيقة إلا تاريخ ضحل لصحراء جافة قاحلة وقوم بدولا حياة لهم ولا هـَمَّ لهم الا سفك دماء واستيلاء وغارت وغزوات وتعسف وقهر وصلف لا فرق بينهم وبين التتار والمغول.


هؤلاء القراء المعلقون يهدرون مصر واسمها وتاريخها العريق العظيم، ويفتخرون بحضارة جوفاء ما هي الا خواء وزيف، وبتاريخ نسيجه مفتعل ومحرف. كيف يُعلون العروبة على المصرية!! كيف تغيب "الحقيــــــقة" عن عقول هؤلاء المدعين المستكبرين!! هل كان العرب إلا بدو رعاة أغنام وقبائل تتقاتل، وعصابات تغزو وتقتل بعضها البعض، وتقطع طرق التجارة المارة بين الشام واليمن والحبشة للاستيلاء على بضاعاتهم ومتاعهم وأموالهم؟؟. هل كان بإمكانهم بناء أو نحت أو حتى تحريك حجر واحد من أحجار الهرم وغير الهرم؟؟. هل ألقوا باعاً يذكر (غير مزيف ومُدَّعَى) في العلم والفن والطب والفلك والبناء والعمارة والزراعة والصناعة وفنون الإدارة والحكم كما برع في كل ذلك المصريون؟؟ إن من يفخرون بمساهمات العرب في بعض من العلوم كانوا من أصول غير عربية، كانوا فارسيين وهنود وآشوريين وكنعانيين وبابليين وفينيقيين وغيرهم.


هل نسوا أن مصر في عصر نهضتها بالنصف الأول من القرن العشرين كانت سيدة الشرق وقائدته وأمُّه الحنون بلا منازع!! ألم تكن لهم ت والمضيفة والأخت الكبيرة!! ألم يكن أزهرها ومدارسها وجامعاتها ملجأ لأولادهم وشبابهم ليستقوا العلم والثقافة حين لم يكن لديهم علم ولا ثقافة!! ألم يستدعوا أبنائها: أطباء وممرضين ومدرسين ومهندسين ومهنيين لخدمة بلادهم وشعوبهم!! أي فضل للعرب على مصر العظيمة؟؟ وأي مقارنة بينهما لعاقل يعقِل أو يعدِل؟؟
عظمة مصر أم الحضارات يدركها أولادها المعتزين بها: مسلمين وممسيحيين ومن أي دين. وأي مصري او غير مصري يجحد مجد مصر الفرعونية بمهاترات كما جاء في التعليقات التي تزيّف وتحرّف وتشوه هذا التاريخ الشامخ أعمى أو جاحد أو مأجور. ومن يرفع عروبته الصفراء على مصريته الخضراء خائن لمصر، ومجرد من الوطنية المصرية. مثله مثل من رفع أعلام دولة الدنانير على أرض مصر الطاهرة. ومثله مثل مدعي الدين ومتسلقي الدين وسماسرة الدين راشقي مصر بحجارة العروبة الجوفاء في الفضائيات والاعلام السطحي المأجور.

لكي يدرك مدَّعي العروبة أن العروبة لعنة حتى على العرب، ما عليهم الا أن ينظروا حولهم ولعقود مضت، فما هم الا مهزومين عاطلين فوضويين يتشدقون بالدين وهم عالة على اختراعات وابداعات ومنتجات الغرب والهند والصين والمكسيك والبرازيل. ومنذ أن نـُعِتـَت مصر عربية، في عام 1952 المشئوم، ختمت نهضتها الحديثة وبدأت في الانزلاق على المنحدر الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأخلاقي.
فلينتصح أبناء مصر من كل دين، فما جَرَّ مصر للخلف إلا تعريبها. وليخلصوا وليفخروا بمصريتهم ان كانوا يعدلون. كونوا مسلمين أو مسيحيين أو من أي دين. ليس هناك ما يمنع أن يكون مسلمو مصر مصريين مسلمين، وليسوا أعراب.. فما نحن بأعراب. نحن فراعنة أفريقيين ويكفي المصريين ذلك فخراً وعزة.
ينصركِ ويحميكِ الله يا مصر، ليس فقط من أعدائك... بل ومن أولادك الخائنين.
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :