الأقباط متحدون | المُشيــــر إلهنــــــا ... وهو معنــــــــا !!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٤٩ | الثلاثاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١١ | ١٨ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٩٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

المُشيــــر إلهنــــــا ... وهو معنــــــــا !!!

الثلاثاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : نبيل المقدس

حذاري .. يدور في خيالكم إني "ما سمح الله" أخذتُ من المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة التي تدير البلاد حاليا إلهـــا .. فمنذ ثورة 25 يناير 2011 أخذت الأحداث السياسية والإقتصادية والإجتماعية كل تفكيري ووقتي إلي أن وجدتُ نفسي علي أبواب الشهر الأخير لتوديع هذه السنة والإستعداد لإستقبال سنة جديدة في آخرها , بالإضافة إلي حلول ذكري أعظم وأكمل ميلاد إعجازي حدث في تاريخ البشرية . كما أبهرني هذا التصريح العلني علي لسان المشير " بأنه ليس لديه الإستعداد أن يكرر تجربة الخوميني في مصر .. فأخذت أردد وأذكر متباهيا كلمة "المشير" أكثر من مرة يوميا حتي أوشكتُ أنسي من هو صاحب إسم " المشير " الحقيقي ... ؟ كنت علي وشك أن أساوي بين المشير الطنطاوي الأرضي والمشير الحقيقي السماوي ... وضعتُ كل ثقتي في المشير الأرضي .. ونسيت المشير السماوي الذي تنبأ به أشعياء النبي " لأنه يولد لنا ولد , ونُعطي إبنا وتكون الرياسة علي كتفه ويُدعي اسمه عجيبا (مشيــــرا) إلها قديرا أبا أبديا رئيس السلام ." أشعياء 9 : 6 . نعم فقد أخذلني المشير الأرضي .. كل ما استطيع عمله أن أرفع يداي إلي المشير والإله والقدير الرب يسوع أن يتولي هو هذه المهمة , وأن يسامحني لأنني إبتعدت عنه طيلة الشهور الماضية معتمدا علي هذه الأيادي البشرية .


واضح أن المشير طنطاوي يكاد يفشل أن يوفي بوعده في منع وجود خوميني خاص لمصر .. وعلي ما أظن أن السبب في إمكانية وجود خوميني آخر و بهذه القوة , و إقترابه من الإستحواز علي النصيب الأكبر من الكعكة .. هو نتيجة إفتقار المجلس الأعلي للقوات المسلحة للشئون السياسية ولعدم وجود خبرة في كيفية بناء دولة جديدة بمؤسسات جديدة , فقد أصروا علي إجراء خطوات خاطئة , سوف لا أذكرها لأننا تكلمنا عنها منذ فترة ولعدة مرات بالإضافة إلي احدث المقالات لكل من الدكتور ميشيل فهمي والأستاذ منير بشاي , حيث إستوفيا بحنكتهما الأخطاء السياسية التي إنتهجها المجلس العسكري .. لكن أحب أن أضيف علي الأسباب التي جعلت إحتمال مجيء خوميني إلي أرض مصر الطاهرة , هو إفتقار الشعب المسيحي إلي الإستمرارية في الرفض .. وهذا لعدم وجود مجموعة مسيحية وطنية تجمع الشعب المسيحي إلي كيان واحد .. له أجندة أولها وأهمها أهداف تخص أمن وسلامة مصر .. وهذا لا يكتمل إلا بشرط أن يشعر المسيحي أنه يعيش بحرية , ولا يعيش وكأنه من الدرجة الثانية .. يعيش بعقيدته بدون أي مضايقات .. له حق تبوء المراكز العليا .. لا يُفاجيء بمَنْ يسأله عن سبب وجوده في الشارع اثناء مواقيت صلواتهم .. لا تُجبر المراة المسيحية علي لبس الحجاب او النقاب .. لا يُفاجيء بأنه يُحاكم لمجرد أنه كان يمسك أيد زوجته أو إبنته أو والدته في الشارع .. لا يُجبر بأن يغلق المسيحيون متاجرهم في اوقات الصلوات أو أيام اعيادهم . لا يفاجيء بهدم أو علي الأقل بتغطية الأهرامات وأبو الهول وغيرها من تراث أجدادنا القدماء . لا يفاجيء بتعتيم الفن والثقافة بجميع وسائلها مثل غلق المسارح والسينما وأماكن إلتقاء الثقافات المختلفة مثل عقد مؤتمرات أو مهراجانات بحجة أن هذه المؤتمرات تؤول إلي الإختلاط بجماعات كفرة من وجهة نظرهم . كذلك نزع وتحريم الرياضة بجميع انواعها من قلوب محبيها , وتحويل جميع ملاعب الكرة إلي ملاعب مبارزة بالسيوف أو إلي سباق خيل .


نحن لا ندافع عن المسيحية .. فهي لها رب يدافع عنها .. لكن وجود هذا الكيان هو ما إلا لحفظ التوازن بين طوائف الشعب .. كما أنها هي بمثابة الخط الدفاعي ضد أي تعدي علي خصوصيات المسيحي .. هذا الكيان هو ما إلا لسان حال الشعب المسيحي في رفض أي قانون خوميني غير لائق او مناسب للثقافة المصرية والتي تميل إلي حرية الفكر وترجيح العقل ومشاعر الحب .
أخيرا احب اقول , و بصراحة أعلنها :
نحن كشعب مسيحي لدينا القدرة في تقبل مَنْ تفرزه صناديق الإنتخابات حتي ولو أفرزت لنا خوميني .. سوف نتعامل معهم بطريقة سوية .. لكن في حالة تجاهل هذه المجموعة لنا أو تمس كل ما ننتمي به كمسيحيين أو أن تشرع قانونا ضد عقيدتنا أو تخص إيماننا أو فيه أي لمحة بأننا من أهل الذمة أو يطلقون علينا بالكفار أو أي تدخل في مدخراتنا الخاصة وتعاليمنا المسيحية , سوف نصبح لهم مركز قلق .. سوف لا يهدأ بالنا ولا نستكين ولا نيأس أو نخمد تحت ضغوطهم مهما كانت تهديداتهم .. سوف نصعد إلي ميدان التحرير بالترانيم والمزامير والصلاة .. سوف نرفع شكوانا أولا إلي إلهنا .. وإلي الهيئات الدولية لحقوق الإنسان .. سوف لا نترك بابا وإلا ونتوجه إليه , مهما نفقد من أرواح .. عليكم أن تعلموا أن اي مصري مخلص سوف لا يقبل أن يجد بلده تسير نحو الجهل والظلام , وتصبح بلدة متأخرة بعد أن كانت من أعظم البلدان إنفتاحا وتقدما وحضارة , وتصير مصدرا للإرهاب ..
ليس معني هذا أننا نرفض مَنْ تفرزه الصناديق أو ننكر المبدأ الديموقراطي .. فأهلا ومرحبا لأي حزب مهما كانت توجهاته , وسوف نتماشي مع أي قوة ليبرالية او دينية طالما تعمل لصالح الشعب المصري عامة , وتحترم خصوصيات الأقليات خاصة .
فعلا .. قد فشلت يا سيادة المشير في وعدك .. وإنكسرت كلمات اركان حربك سامي عنان .. وتبقي كلمات ووعود مَنْ يحتفل جميع العالم بميلاده خلال هذا الشهر .. حيث يقول الوحي :
«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَـــــــــــــــا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :