الأقباط متحدون | "مصر" مرآة السموات على الأرض
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٠٦ | الثلاثاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١١ | ١٨ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٩٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

"مصر" مرآة السموات على الأرض

الثلاثاء ٢٩ نوفمبر ٢٠١١ - ٥٣: ٠٤ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: لطيف شاكر
في مقالي السابق بعنوان "مصر أول دولة في التاريخ"، ولكن للأسف صارت أسوأ دولة في العالم، وهذا طبعًا بفضل العروبيين والمتأسلمين... قرأت تعليقين أحدهما يقول: "إذًا فالردود واضحة وتدل على التوجه إلى نبذ عروبة مصر وإخفاء كون مصر بلد مسلم... هههههه من حقك أن تتمنى أن تكون مصر فرعونية، ولكن الواقع أن مصر بلد أهله مسلمين حتى لو لم يتكلمون العربية وتحدثوا بالهندي فهم مسلمون".
وتعليق ثان انهال على الحضارة المصرية بالطعن والاستصغار، قائلًا: "كان هناك دول مركزية أقدم من دولة مصر المركزية في الصين والهند وفارس وحضارة بين النهرين وحمورابي ومعابد البوذيين والهندوس أقدم كثيرًا من المعابد الفرعونية وأكثر منها حضارة وتقدمًا- لا داعي للشوفونية وتضخيم الذات والنفخ فيها بصورة تخالف الواقع وتجعل من حياة العبودية والأوبئة والأمراض والطاعون التي كانت متفشية في وادي النيل نتيجة الفيضانات ومستنقعات الدلتا والبرك تجعل المصري يهرب إلى الصحراوات..."

بداية، يقول "سليمان الحكيم": "إلى متى أيها الجهال تحبون الجهل والمستهزئون يسرون بالاستهزاء والحمقى يبغضون العلم؟".

وسوف أكتب بشئ من الإسهاب على حضارتنا المصرية التي أبهرت العالم وتحتاج إلى مئات المجلدات لكي نعطيها شيئًا من حقها، لكن لحين الرد أقول: يوجد في جميع بلدان العالم مادة تسمي إيجبتولوجي تُدرَّس في كل جامعات العالم، وهذا ما تبقى لنا أن نفتخر به أمام العالم، ولا يوجد شئ آخر نتطنع على العالم به، ويكفي أن أذكِّرك بأن حصيلة السياحة السنوية في ميزانية 2010 بلغت أكثر من 13 مليار دولار، أي حوالي 78 مليار جنيه مصري، ويمثل نسبة كبيرة من إيرادات الدولة، وسوف أترك للأستاذ الكبير "أحمد عبد المعطي حجازي" يرد على الذين يتطاولون على حضارة "مصر":

"والحضارة المصرية في كل عصورها تراث وطني لا يمكن تقسيمه وتوزيعه على الشيع والنحل، وإذا كان المسلمون المصريون سيكتفون بالانتساب للعصر الذي صاروا فيه أغلبية، أي بالقرون العشرة الأخيرة من تاريخ مصر، والمسيحيون سيكتفون بالانتساب للعصر الذي كانوا فيه أغلبية، أي بالقرون العشرة التي سبقت، فمن ينتسب من المصريين لمصر التي لم تكن مسلمة ولم تكن مسيحية؟

المؤسف أننا لانزال نجد اليوم مصريين يتعصبون للدين ويتطرفون إلى الحد الذي يتنكرون فيه للوطن ولتاريخه السابق على ظهور الديانة التي يتعصبون لها، وهم رغم هذا عالة على هذا التاريخ الذي يتنكرون له، فالسياح الأجانب الذين يقدمون إلى مصر بالملايين لا يجدون في مصر ما يغريهم بزيارتها وإنفاق نقودهم فيها إلا ما تركه لنا أجدادنا الذين يتنكر لهم بعضنا الآن، وهم يأكلون خبزًا مدعومًا بما حصلته الدولة من السياح الأجانب."

ويقول عميد الأدب العربي د. "طه حسين" في مجلة "كوكب الشرق" في الثاني عشر من أغسطس سنة 1933: "إن الفرعونية متأصلة في نفوس المصريين، وستبقى كذلك بل يجب أن تبقى وتقوى، والمصري فرعوني قبل أن يكون عربيًا، ولا يطلب من مصر أن تتخلى عن فرعونيتها، وإلا كان معنى ذلك: اهدمي يا مصر أبا الهول والأهرام، وانسي نفسك واتبعينا.. لا تطلبوا من مصر أكثر مما تستطيع أن تعطي، مصر لن تدخل في وحدة عربية سواء كانت العاصمة القاهرة أم دمشق أم بغداد، وأؤكد قول أحد الطلبة القائل: "لو وقف الدين الإسلامي حاجزًا بيننا وبين فرعونيتنا لنبذناه".

يقول "سيد كريم" في كتابه "لغز الحضارة المصرية": "إن الحضارة الفرعونية اختلفت عن جميع حضارات البشرية في أنها لم تخضع لسنة النشوء والارتقاء، بل ظهرت متكاملة ومتطورة في جميع عناصر مقوماتها، وكلما تغلغل الباحثون في الأعماق السحيقة للوصول إلى جذور المعرفة تكشف لهم مفاجأة بدايتها من القمة وتوازن جميع عناصر مقومات تكوينها من علوم الفلك والطب والكيمياء والهندسة والزراعة والفنون والآداب.... وفي مقدمتها العقيدة التي شملت أسرار الوجود والإيمان بالإله الخالق، ووضعت تشاريع حياة المجتمع فمهدت طريق الحضارة المتعددة الأبعاد وحددت معالمه.. الخ."

يقول "هنري بريستد": "إن عطاء مصر للحضارة والإنسانية دائم ومتجدد وينهض دليلًا على عبقرية أصيلة ووجدان مرهف لشعب وادي النيل، وهي عبقرية لم تنقطع".

وقال امري: "إن عظمة مصر تتجلى في تاريخ حضارتها ومدنيتها التي استمرت خمسة آلاف سنة عاشتها أمة عظيمة موحدة ثابتة منظمة كانت دائمًا تخطو الارتقاء والتقدم".

وقال "سونيرون": "الإنسان المصري لم يعرف العقم في حياته. عرف العطاء منذ أن رفع شعلة الحضارة. فالمصري صنع الحضارة لا في مصر وحدها بل في العالم أجمع". ويقول إن "مصر" الفرعونية فجَّرت أول ثورة صناعية جمعت بين العقيدة والمعرفة أو بين الدين والعلوم منذ فجر التاريخ، وتشابكت جذورهما دون انفصال. لذا أطلقوا على العلوم اسم المعرفة المقدسة..

وفيما يلي تاريخ نشأة الحضارات لغير العارفين:
حضارة المصريين القدماء- 3200 ق.م
حضارة عيلام في إيران اليوم- 2700 ق.م
حضارة الكنعانيين في سوريا 2350 ق. م
الحضارة الصينية 2200 ق.م
الحضارة الإغريقية "اليونانية" 2000 ق.م
حضارة الأتروسكان والرومان القدماء 900 ق.م
حضارة الفرس 550 ق.م
ولكن ليست العبرة بالتاريخ، فالحضارة الهندية والسوميرية أقدم من المصرية، لكن ماذا تركت هذه الحضارات من معرفة وفن وعمارة وطب وهندسة..الخ؟؟ إن الحضارة المصرية مميزة، وهي الوحيدة التي تركت لنا علوم مازلنا لم نسبر أغوارها حتى تاريخه، وحيَّرت العلماء، وأدهشت المؤرخين والأثريين.

بل هل تعلم أن حضارة "مصر" القديمة هي الحضارة الوحيدة، نعم الوحيدة، وأؤكد الوحيدة المدونة والمكتوبة دون أية حضارات أخرى؟؟ لقد علَّمنا العالم الكتابة، والكتابة هي أساس الحضارة.

هل علمتم الآن لماذا شوفينيتنا للحضارة المصرية؟ ولماذا نحلم أن تكون "مصر" مصرية وليست عربية؟.

وأرجو أن تفهموا الفرق بين الإسلام كدين والعرب كجنس، فليس كل المسلمين عرب وليس كل العرب مسلمين.. ولعلكم تدركون الحقيقة وتفهمون المعنى وتميِّزون الحق والحق يحرركم..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :