الأقباط متحدون | أقباط التحرير
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٤٩ | الخميس ١ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٠ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٩٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

أقباط التحرير

الخميس ١ ديسمبر ٢٠١١ - ٥١: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: فادى يوسف
 كما كان أجداد الاقباط متواجدين في ميدان الحرب لحماية الوطن من الغزاة، على مر القرون، أيضًا أحفادهم يكملون كتابة شرف تاريخهم العظيم، ولكن تلك المرة في ميدان التحرير.
فالأقباط بميدان التحرير، وفي ظل الأحداث الجارية، والفارق بينه وبين الأقباط في ميدان التحرير وقت ثورة 25 يناير، لا يختلف في تعدادهم ولكن في تنظيمهم.
فداخل ميدان التحرير(وأقصد هنا ليس فقط ميدان التحرير الواقع فى وسط مدينة القاهرة ولكن كل ميدان فى مصر شهد تحرر عقول المصريين إلى الحرية هو رمزيًا ميدان التحرير) وقت ثورة 25 يناير العظيمة كان تواجد الأقباط مؤثرًا، ما بين المستشفى الميداني، أو الرعاية، أو اللجان الشعبية، أو التنظيف، أو الهتاف، والتغني في حب مصر.

 
 ولكن ميدان التحرير بعد الرجوع إليه في ظل الأحداث الجارية، وهي ليست بثورة جديدة، ولكنها استكمال لثورة الحرية واللوتس المصرية السلمية والرفض لكل أنواع القهر والظلم والانفرادية بالحكم، نجد الأقباط أيضًا متواجدين ومؤثرين بطبيعتهم وأخلاقهم، وتعاليم إنجيلهم التي تجعلهم يحبو ويخدمو الكل بلا مخاصمة أو ضغينة، ولكن تواجدهم تلك المرة يظهر بشكل منظم أكتر، ويتضح هذا من خلال الفترة ما بين بداية الثورة فى 25 يناير واستمرارها طوال 10 أشهر حتى الآن، وانتفاضتها مرة أخرى في 19 نوفمبر.
تلك الفترة القصيرة شهدت خروج كيانات ومؤسسات واتحادات وحركات، وهيئات قبطية كثيرة، ربما جلعت هناك بعض الاختلافات في وجهات النظر، لكن من المؤكد أنها أوجدت طريقًا صحيحًا لنشاط الآلاف من الأقباط الراغبين في الحصول على حقوقهم المشروعة، ورغبتهم في مواطنة كاملة وعدالة اجتماعية. 
وإذا رغب البعض منكم زيارة ذلك الميدان الرهيب بمكانته في قلوب المصريين، وعظمته المستمدة من حرية هذا الشعب، ستجدون الأقباط لهم المكان والإثبات في الميدان.

 
وأنا شخصيًا أحرص في كل مرة عند تواجدي في ميدان التحرير أن أزور وأطمئن على أعضاء حركة "مينا دانيال" الحديثة النشأة، ورغم أنها ليست بحركة قبطية ولكنها حقوقية إلا أني أجد من خلال أعضائها الكثير من الروح المصرية الحقيقية، والإصرار في عيونهم، ليس فقط لاسترجاع حق الأخ الحبيب الشهيد مينا دانيال، ولكن فقط حق كل المصريين في مواطنة كاملة بلا قهر أو قمع أو إذلال.
وأجد منهم شخصيتين هما الأقرب إلى قلبي، بشعوري أنهما أخوتي، وربما عند زيارتكم لهام ستجدون المحبة جهتهما تتواجد سريعًا، وهما "ماري" و"شيري" الاختين الشقيقتين لللشهيد "مينا دانيال"، وتجد في عيونهما ليس إصرارًا على مبادئ الحركة، ولكن تحدٍ كبير أن يمثلو وبكل شرف روح وشخصية الشهيد مينا دانيال داخل الميدان.

 
 وعلى سبيل المثال، ومن المواقف التى لا تنسى لأحداهما وهى الاخت الكبيرة للشهيد مينا، والتى كان يدعوها دائمًا بماما ماري، أنها أخذت علم الحركة الذي يعتبر أشهر علم في ميدان التحرير، وهو علم مصر متحد مع علم مينا دانيال الأحمر، والذى ظل لمدة 6 أيام داخل شارع محمد محمود، يواجه الضرب والقذف والقنابل المسيلة للدموع من جهه قوات الداخلية، وصمد ذلك العلم الشهير من أجل أصحابه وهم مصر ومينا دانيال.
فقد دخلت الأخت مارى ممسكة بالعلم داخل شارع محمد محمود، ووقفت أمام مدرعة من مدرعات الجيش المصرى، والتى ذكرتها بتلك المدرعات التى دهست أخوها، وكثير من أخوتها الاقباط أمام ماسبيرو، في المذبحة الشهيرة، وأصرت مارى أن تعرف هي ومن معها من حركة مينا دانيال القيادات المتواجده أمامهم من الجيش، أن صاحب هذا العلم هو من قتلوه دون ذنب، ونطق من أفواههم صوت الحرية، وبرغم قلة الدقائق التى وقفوه فيها فى تحدٍ أمام تلك  الترسانة التى قتلت أكثر من 27 قبطيًا وجرحت المئات منهم، الا أن هذا لم يجعل قوات الجيش أن تصمت وتعدت عليهم بالقوة حتى ينصرفو.
 
 
وإذا تجولنا أكثر فى الميدان، سنجد فى كل ركن به للأقباط تواجد، فمنهم من ذهب للمستشفى الميدانى (بالصينية) ليساعد كل مريض أو جريح، ومنهم من حول كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية إلى مستشفى ميدانى عظيم، استقبل الكثير من الجرحي وقت الصدام بين الثوار والشرطة، ومنهم من تعمق أكثر داخل الكنيسة ليقدم صلاة إلى الله لكى يعطى لشعب مصر السلام والأمان.
ومنهم أيضًا من شارك فى الهتاف والغناء فى حب مصر، وحشد حوله الكثير من الثوار لإحياء روح الثورة المصرية داخلهم، ومنهم من شارك فى لجان شعبية عند بوابات الشوارع المطلة على ميدان التحرير، ومنهم من قام بشراء الأدوية والأغذية والمياه من أجل هولاء الفقراء، وأسر الشهداء المتواجدين في الميدان.

 
يا سادة هناك وعلى مقربة منكم، وداخل ميدان التحرير ملحمة وطنية لا تنسى من ذاكرة الوطن مهما طال الزمان، وإذا أردت أن تشاهدها بعينك فلتشارك معهم داخل الميدان، وستشاهد وبالأخص وقت إقامة الصلاة عند أخوتنا المسلمين، كيف يقيم الأقباط قلعة حصينة حولهم، وتتشابك أيديهم في أيدي بعض لمنع الاعتداء على أخوتهم المسلمين وقت صلاتهم.
 مصر بالنسبة للأقباط ليست فقط كنيسة وبيت وعمل، لكن هى روح وحياة تعيش داخلنا، ونشترك فى كل نبضة مصرية، حتى وإن كنا متألمين من رفض البعض لنا، ولكن صدوقني الأكثر هو من يحبنا ويعشق تواجد الأقباط معهم في كل مكان وزمان.
فدعونا نشترك في صناعة وطن جديد وهلم نبني معًا بلد حر.
 ____________
ناشط وحقوقي قبطي




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :