الأقباط متحدون | مقال : دروس وأخطاء إنتخابات برلمان الثورة المصرية ؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٢٨ | الجمعة ٢ ديسمبر ٢٠١١ | ٢١ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٩٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

مقال : دروس وأخطاء إنتخابات برلمان الثورة المصرية ؟

الجمعة ٢ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم : د/إيهاب العزازى
مدير مركز السلام للدراسات والتنمية

تشهد الإنتخابات التشريعية المصرية منافسة شرسة جدآ بين كافة التيارات السياسية فى الشارع المصري لكونها أول إنتخابات ديمقراطية حقيقية يصنع فيها الشعب مستقبلة دون أى توجية حكومى كما كان يحدث فى السنوات السابقة .
تعتبر هذة الإنتخابات عرس حقيقيى للديمقراطية وحرية الرأى وأهم ثمار ثورة 25 يناير العظيمة التى نطمح أن تعيد مصر لمكانتها الطبيعية كأكبر دولة عربية وإسلامية تصنع أمجادها وتميزها عبر أبنائها المتميزين وإصرارهم على إحداث نهضة حقيقية تصعد بمصر لواحدة من أهم الإقتصاديات فى العالم لتمتعها بثروات طبيعية وبشرية هائلة .


وفى قرائة سريعة لأهم نتائج المرحلة الإنتخابية نرى أنفسنا أمام دروس وأخطاء ولكننا سنبدأ بعرض أهم هذة الدروس :
1-أن الشعب المصري عندما شعر بحريتة وقيمة صوتة فى صنع مستقبل مصر شارك بكثافة عالية لم تكن متوقعة حتى أن الإنتخابات على يومين لم تستطع مواجهة جموع الناخبين الذين إحتجزوا بعض القضاة لإصرارهم على التصويت فى الإنتخابات وهذة رسالة قوية للعالم كلة أن الشعب المصري لن يترك حقة فى صنع مستقبل مصر


2- أظهرت الإنتخابات وحدة الصف المصري والرغبة الحقيقية فى إنتخابات حرى عبر توفير كافة الوسائل الممكنة من تأمين شامل عبر القوات المسلحة ووزارة الداخلية واللجان الشعبية التى ساهمت فى عمليات التأمين ولم تشهد أى لجان إنتخابية أى عمليات عنف وبلطجة .
3- أثبتت العملية الإنتخابية أن الشعب المصري هو القادر على عزل كل رموز الفساد والشخصيات التى تتربح من وظائفها وإقصائهم شعبيآ هو الطريق الحقيقي للديمقراطية والحرية وهذة رسالة هامة لكل السياسيين فى مصر أن المواطن المصري يمتلك من الوعى والقدرة الكبيرة على تحليل البرامج والشخصيات وكشف زيف البعض والتصويت لصالح من يخدم المجتمع المصري وهذا ماحدث مع أحزاب بقايا الوطنى والأحزاب الورقية فى مصر .
4- قدمت العملية الإنتخابية نموذجآ يحتذى بة يردد على كل المشككين فى شباب وفتيات مصر فهم الكتلة التصويتية الكبري التى نزلت لتشارك بفاعلية فى كل اللجان والتى كانت تتهمم بأنها مهمشة ولا علاقة لها بالسياسة ولكنها أثبتت للجميع أن الشباب هم الرهان الحقيقي للحرية والديمقراطية فى مصر
5- يعتبر نجاح وتفوق التيارات الإسلامية سواء جماعة الإخوان المسلمين والتيارات السلفية من أهم المؤشرات على أن الناخبين فى مصر يبحثون عن عدة عوامل لإختيار من يمثلهم فعبر سنوات طويلة من العمل السياسى للإسلاميين وتواجدهم الفعلى فى الشارع وكذلك مشاركتهم الحقيقية عبر سنوات طويلة فى عمليات الدعوة ومحاربة الفساد وكذلك لا أحد ينكر فى مصر أنهم الممثلون للإسلام فذلك يعطيهم مصداقية أكثر وكذلك خبراتهم الإنتخابية وتنظيمهم الشديد لكل تحركاتهم جعلهم يفوزون بالنسبة الأكبر فى البرلمان القادم إن شاء الله .


6- من أهم الدروس فى الإنتخابات الحالية هى أن المواطن المصري يبحث عن نواب حقيقيين موجودين فى دوائرهم وليس فقط عبر الفضائيات فهناك فارق كبير بين النائب الحقيقي ونواب الفضائيات وهذة رسالة هامة نتمنى أن تتعلم منها النخبة فى مصر .
7-يعتبر هبوط أحزاب الشباب والإئتلافات الشابة فى سباق برلمان مصر من أهم الظواهر ولكنة أمر طبيعى فليس لديهم تمويل ولا خبرة سياسية وكذلك عدم تواجد فعلى فى دوائرهم وأتمنى أن ينحصر هذا العدد من الأحزاب فى حزب واحد كبير مؤثر حتى لايتحولوا إلى أحزاب كرتونية ومجرد عدد فى الشارع السياسي المصري .


8- الأحزاب الليبرالية واليسارية فى مصر بالطبع سيكون لها نصيب فى البرلمان ولكنة قليل جدآ لعدة أسباب لأن خطابهم نخبوى يعتمدون على ظهور إعلامى وليس تواجد فى الشارع وليس لديهم خطاب شعبى حقيقي فهم لايظهرون سوى فى المناسبات والإنتخابات وعليهم النزول للشارع بشكل أكبر ومكثف فى الفترو القادمة وتصحيح صورتهم بشكل كبير بسبب اللغط والجدل حول تعريف العلمانية واليسارية والليبرالية فى الشارع المصري .
ونأتى لأهم أخطاء المرحلة الأولى من الإنتخابات وهى فى مجملها نتيجة طبيعية لحالة التدهور السياسي وغياب مناخ الحريات والديمقراطية فى مصر ومن أبرز هذة الأخطاء :


1- أستخدام الدين فى السياسة عبر الصراع على الكتل التصويتية فالبعض يتهم التيارات الإسلامية بإستخدامها للدين وأنهم الممثل الحقيقى للإسلاميين وغيرها من الإتهامات التقليدية لجماعة الإخوان المسلمين وجاء ظهور قوائم الكنيسة ليحول التصويت من صراع على الديمقراطية لصراع طائفى يسعى كل طرف لإثبات وجودة وهذة كارثة كبرى من الممكن أن تدخل مصر فى نفق مظلم من سياسات التشكيك والتخوين وهذا مالاتمناة فمصر للمصريين جميعآ ويجب أن نحترم عقلية المواطن المصري وندفعة لإختيار شخصيات لها برامج وتاريخ سياسي وليس إنتخاب طائفى .
2- من أبرز سلبيات العملية الإنتخابية هى التعامل الإعلامى مع الإنتخابات فتعدد القنوات الفضائية فى مصر ساهم فى خلق حالة من الإنقسام فى الشارع المصري عبر قيادة حملات إعلامية موجهة لمحاربة تيار أو فكرآ وكذلك الفوضى فى التصريحات وحالة إستدراج بعض رموز الأحزاب لتصريحات تؤخذ ضدهم وكذلك التغطية غير العادلة للعملية الإنتخابية وشعور عدد كبير من المواطنين بعدم حيادية مقدمى البرامج وتوجيههم للرأى العام والبعض يرجع هذة الفوضى للمصالح الخاصة لهذة القنوات والصحف وساهم فى عزوف عدد كبير من المصريين عن متابعة الفضائيات فحاليآ فى مصر الكل يعلم أن بعض مقدمى البرامج أصبحوا أوصياء على الشارع السياسي المصري ولهذا يجب أن يقوم صناع الإعلام بتطبيق ميثاق الشرف الإعلامى لأن مصر أكبر من مصالح ضيقة لشخصيات تبحث عن الشهرة .


3- من أهم سلبيات العملية الإنتخابية عدم التجهيز لأماكن الإنتخابات من لجان إقتراع وفرز فتعددت الشكاوى حتى أن بعض القضاة صرح أن لجان الفرز غير أدمية وهذا بالطبع لايليق بقيمة وعظمة مصر .
4- الجميع إتهم اللجنة التى قامت بتكبير الدوائر الفردية والقائمة بأنة لايفهم طبيعة الشارع المصري فهى تحتاج لإنفاق ودعاية بشكل كبير جدآ مما أدى لهبوط فرص عدد كبير من الأحزاب الشابة وعدد من الشباب الذى لايملك غير فكرة ورؤيتة من أجل مصر .


فى النهاية أثبتت إنتخابات المرحلة الأولى أن الشعب المصري لن يفرط فى حقة كمواطن لة دور كبير فى بناء مصر فى الفترة القادمة وسيظل يشارك بقوة وكثافة فى كافة الفعاليات لأن مصر وطن للجميع وعلى كل الأحزاب فى الفترة القادمة التواجد بشكل مكثف فى الشارع لأنة المقياس الحقيقي لقوة أى تيار سياسى وعلى الجميع أن يعبر عن رؤيتة ويدفع بأفكارة فى كافة المجالات لأن مصر مقدمة على عملية تحول ديموقراطى وسياسي كبير سينجح وينضج بمشاركتنا جميعآ وعدم إقصاء أى فصيل أو تيار ولنتعاون جميعآ من أجل صنع مستقبل أفضل للمصريين جميعآ
DreemStars@gmail.com




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :