الأقباط متحدون | غزوة التوابيت
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٠٠ | السبت ٣ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٢ هاتور ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٩٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

غزوة التوابيت

السبت ٣ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب
لن أعتبر الانتخابات عُرسًا للحرية، بل سأعتبرها "جنازة حارة"، والصندوق الانتخابي كان فيها التابوت الذي نامت داخله الديمقراطية، الديمقراطية التي سيستخدمها الإظلاميون سُلمًا للوصول للحكم ثم سيهدون السلم حتى لا يصعد عليه غيرهم!!.. شاركنا جميعًا في الجنازة؛ فهي العزيزة الغالية التي صنعنا الثورة من أجل عينيها، رغم إرادتنا صوَّتنا، وقد اعتبرت تصويتي همًا ويجب أن ينزاح عن صدري المُثقل بالهموم.. كنت غير متفائلة، وأصبحت أكثر يأسًا؛ فالحياة أصبحت ظلامية ضبابية سوداء، نذهب للجان على أشلاء ضحايا "التحرير" وقبلهم ضحايا "ماسبيرو"، الجميع أبناؤنا، والذي جلس ليتلقى العزاء كان الشخص الذي وقف يشاهد من بعيد فلذات أكبادنا يموتون، ثم ذهب ليعقد صفقات مشبوهة مع المجلس العسكري على عمولته جراء صمته، وكانت العمولة كراسي في البرلمان.

ذهبت حتى أبعد كل من كفَّرني من قبل عن الحكم، ووجدت اللجنة مترشقة إخوان، شعرت بحزب وطني رضيع يثبِّت أقدامه في السُلطة، هو الكل في الكل، لا وجود لآخرين خارج اللجان وداخلها، تشعر أنك في بلد ليست بلدك، أنت ضيف ثقيل ستختار غيرهم وعليك أن تنتهي سريعًا حتى يتسنى لهم تزوير إرادتك وإملاء إرادتهم، فهم يعرفون أكثر.

تحكي أختي التي كانت مُراقبة على لجنة من لجان "مدينة نصر"، أنها كانت تجلس بجوار سيدتين من حزب "الحرية والندالة"، تقول إنهما كانتا تشتغلان "الله ينور عليهم"؛ فكلما دخلت سيدة يبدو على ملامحها التوهان وعدم تحديد مصير صوتها بعد، تتبرع واحدة منهن لكي تختار بالنيابة عنها!!. ألا ترى معي نفس الوصاية التي فرضها "مبارك" علينا؟.. فـ"مبارك" كان يعرف مصلحتنا أكثر من وجهة نظره، وهم يعرفون مصلحتنا أيضًا من وجهة نظرهم أيضًا!.

سألت المراقبة الإخوانية أختي عن توجهي أنا، فقالت لها إن "سحر" سوف تختار الكتلة المصرية، فهبت فيها مثل وابور الجاز القديم: "يانهار أسود، أختك تختار الكتلة، هي اتجننت؟ الكتلة بتاعة ساويرس، كلميها تختار الإخوان". لم توافق أختي أن تعرضني لغسيل مخ تلك السيدة، فهي تعلم أنه من الصعوبة بمكان أن يغسل مخي إنسان. أما زوجي فقد جاء ليخبرني عن سيدة بسيطة تعمل في خدمة أحد أصدقائه والتي عرض الإخوان عليها مائة جنيه مع وعد بالخدمة إذا وصلوا للحكم في مقابل بيع صوتها لهم، وطبعًا باعت، فنحن مازلنا شعبًا يبيع، فالفقر والجهل هم صنيعة الديكتاتور السابق، وحتمًا سيكونا ضمانة الديكتاتور القادم للبقاء في الحكم، فهكذا تضمن السيطرة..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :