الأقباط متحدون | انقلاب داخل الجيش اصبح شديد الاحتمال
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٣٤ | الأحد ١١ ديسمبر ٢٠١١ | ١ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٠٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

انقلاب داخل الجيش اصبح شديد الاحتمال

الأحد ١١ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم :  صبرى فوزى جوهره

لاشك, و دون التعلل بالتزوير و الانحرافات و تجاهل القواعد و الاصول, و ان كانت جميعها او الكثير منها تبدو و كأنها حقائق موثقة, فان الشعب المصرى ابدى رغبنه القوية فى اجلاس الاسلاميين على كراسى الحكم. و لكنى اعتقد ان هذا لا يناسب مصالح مصر و الولايات المتحدة الامريكية بالرغم من الغزل الفج الذى مارسته هذه الاخيره مع الاخوان المسلمين. لنتذكر ان عام 2012 هو عام انتخاب الرئيس الامريكى, و ان من اسباب فشل الرئيس الامريكى السابق جيمى كارت فى ان يعاد انتخابه كان فشله فى التعامل مع حكومة ايران الاسلامية.

 

تكاتفت معطيات متعددة لتقرب الاسلاميين الى حكم مصر بهذا القدر. كان من اول و اخطر هذه العوامل التمهيد الدائب و المتعمد من العسكر منذ 1952 لابراز "الطابع الاسلامى" لمصر باظهار العداء المستحكم "للغرب المستعمر" (اقرأ المسيحى) حيث لم يضير المصريون تبعيتهم المهينة للمسلمين العثمانيين على مدى خمسمئة عام و امتصاص خيرات البلاد من المال تحت اسم "الخراج للباب العالى" شكرا و تقديرا له على اذلاله لهم! كان هذا عن المال, اما عن الرجال, فقد سلب المجرم العثمانى سليم الاول غازى مصر خيرة حرفييها و صناعها لرفع مستويات الصناعة و الفنون بين قومه القبليين النازحين حديثا من اواسط آسيا بعد ان قضوا على الدولة البيزنطية و استقروا فيما يسمون الان تركيا. "الحرب ضد الاستعمار", كما ادعى صاغات و بكباشية 1952 , لم تكن سوى غلاف شفاف واهن من الادعاء "بالوطنية" ثم "القومية" لاستثارة الشعب و اعداده لاقامة دولة اسلامية منذ البدء. ومن الدلائل على صحة هذا التهميش غير المبررلاقباط مصر خاصة, بالرغم من اصولهم و انتمائهم الوطنى الصلد الذى لا يجرؤ على تجاوزه او تجاهله سوى عميل او جاهل او مخبول. عزل صغار الضباط الاقباط سياسيا و استهدفوا اموالهم و مؤسساتهم بلا داع سوى التمهيد لاسلمة مصر تماما.

 

توالت التحضيرات الرامية الى احالة مصر الى "دولة اسلامية" من ديكتاتور الى آخردون تراجع او كلل و باضطراد هسترى واضح حتى استبعد حسنى مبارك, آخر الطغاة المتفردين, و استبدل بجماعة من صنائعه وامثاله من العسكر.

أظهرت عصبة (او عصابة) العسكر الجديدة ميلها الواضح للاخوان المسلمين دونهم من الفصائل الاخرى التى اندفعت الى العمل السياسى بعد ثورة 25 يناير. يرجع هذا الانجذاب المثلى غير الطبيعى الى عوامل عدة فاسدة ربما كان منها الاعتقاد بان مسايرة الاخوان و ارضائهم ستجنب العصابة (الغشيمه) التعامل المباشر مع الشعب المنقاد الى الاخوان كالشاه, و ستكفل لهم حماية "مؤخرتهم" من هجوم اخوانى خاطف قد يلقى بهم من اعالى كراسى الحكم قبل التمكن من تثبيت مبدأ مناعة الجيش عن الخضوع للدولة, والتزامه بالا تحكم مصر الا بمن يرتضى بهم (يعنى بالبلدى يبقى دولة داخل الدولة). و لما كان الواجب الاول للجيش هو الحفاظ على امن البلاد من العدوان الخارجى, كان كذلك الابقاء على الاستقرار الداخلى للبلاد خاصة فى غياب او فساد مؤسسات الدولة المدنية الحديثة, كا هو الوضع القائم فى مصرمن اهم ما يقع على عاتق الجيش ايضا. يعنى الجيش فى مصر اليوم "بتاع كله" زى ما كان ايام بتاع النكسه و مشيره العبقرى الذى نط من رتبة صاغ الى لواء بجرة قلم! عود على بدء.

 

أضف الى سوء خبرة المصريين تحت حكم العسكرالعامل الجديد الذى اثبت وجوده فى ميدان التحرير وهو انقى و اطهر عناصر العمل السياسى فى مصر اليوم. يوم 18 من نوفمبر عندما رفض الميدان استمرار مأساة حكم او تحكم العسكر و تكرارها و طالبوابنهايتها الفورية مما اربك العسكر فعمدوا الى القتل بعد ان كانوا قد اعتادوا على قتل ابرياء المصريين فى التاسع من اكتوبرفى ماسبيرو بلا لوم يذكر, وتساقط عدد جديد من شهداء الثورة اليوم التالى (19 من نوفمبر). اقترب العسكر بتكرارهذا الفعل الاجرامى بدرجة مقلقة جدا من الانحدار المزرى الى وضاعة قوات القذافى و عبد الله صالح و بشار الاسد, قتلة شعوبهم. , تعقدت الاحداث بقرب اجراء انتخابات مجلس الشعب الذى اعد الاسلاميون له انفسهم منذ عشرات السنين. و كان فى الفوز الساحق للاسلاميين تحد للعسكر بالاسراع الى التخلى عن السلطة. و لكن, لم يكن من المرغوب فيه او المستطاع "تأجيل الانتخابات" خاصة بعد وضوح تفوق الاسلاميين واشارات الولايات المتحدة غير الخفية المتمثلة فى الغزل العلنى معهم و الذى فسر على انه قبول حقيقى لفوز الاخوان

 

: "اخوان اخوان, ما فيش مانع". كان فى الغاء او تأجيل الانتخابات البرلمانية من قبيل العسكر عند هذا الحد ما يوحى بشدة بان الجيش "ما صدق" و سيعود بصورة اكثر فجاجة الى السيطرة التامة و "باليد من حديد" المشهوره اياها الى حكم مصر ربما الى انقضاء الدهر! و من الطبيعى ان يكون فى مثل هذا التصور لالغاء الانتخابات ما سيشعل مقاومة جماهير التحرير و من يمثلون و الاسلاميون و من يجرجرون و تزداد النيران سعيرا و تتضاعف حوسة الجيش بعد ان وضح له انه ليس من المستطاع التعامل مع هذه الاعداد من شعب مصر بطريفة ماسبيرو....كان من المحتم ان يتراجع العسكر, و هذا ما فعلوا: فأطاحوا بعصام شرف و السلمى وأتوا بكمال الجنزورى رئيسا للوزارة, و اصروا على اجراء الانتخابات فى موعدها, بل و حددوا موعد انسحابهم الى ثكناتهم باليوم على ان يكون فى اليوم الثلاثين من يونيو القادم. قدم هذا "الباكيج" فى عجالة على طريقة السادة الامريكان فى ال"كرايسيس مانجمنت" و ال "دامج كنترول". و لكن مصائر الشعوب العريقة و البلاد المحورية لا تقرر بمثل هذه العشوائية.

 

فلما تدهورت الامور الى ما قد لا تستسيغه المصالح الامبراطورية بانتصار الاخوان و معهم من هم اكثر ضلالا (السلفيون), و بالرغم من التناقض اللى ما فيش حد فاهمه لغاية دلوقت بين تأييد الولايات المتحدة و قبولها بالاخوان قبل الانتخابات مع علمها ان فى مجيئهم الى الحكم فى مصر ما قد يقض مضاجعها (مش ناقصين ايران تانيه) على الاقل فى مجالات الاثارات الديماجوجية و ليس فة القدرة الحقيقية على التغيير الفعلى للامور داخل مصر و خارجها خارج (زى ايام عبد الناصر لغاية ما كسروا رقبته). و هنا يبدو ان لما الحكاية طلعت "بجد" و اقترب الاسلاميون من حكم مصر, عندئذ خرجت اشارة من واشنطن للعسكر بان الحديث عن سيطرة الاسلاميين على مصر شيئ و حدوثه شيئ آخر: نرجو عمل اللازم! وفى الحال, قفز على المسرح لواء اسمه الملا (امام عدة صحفيين امريكان فقط وواحد انجليزى, زى ما تقولوا فاسوخه) ليعلن للخارج ان الامور لن تفلت من زمام الجيش (التابع كلية للولايات المتحدة), و ان صح ذلك, فهو يعنى الرجوع الى ما قبل التصريح بان الجيش سيتوارى عن الانظار و يحجم عن الافعال فى الاول من يوليو القادم حينما يكون غربال الاخوان فى عز شدته و جربعتهم فى مصير مصر و شعبها فى عنفوانه من خلال مجلس الشعب الجديد "نوفى".

 

بناء على ما سبق, يعتقد العبد لله ان الخطوة القادمة هى انقلاب داخل الجيش لاسقاط من تعهد بالرجوع الى الثكنات فى 30-6-2012, و احلال "طاقم" جديد يعلنها على الملاْ ان الجيش سيظل صاحب الكلمة العليا فى تسيير سياسة البلاد الداخلية و الخارجية, حيث انه سيصبح من الصعب جدا (و ان لم يكن من المستحيل) استمرار المشيرمحمد حسين طنطاوى و سامى العنانى فى قيادة الجيش بعد ان وعدوا بتسليم السلطة الى المدنيين فى يوليو بينما تشير الامور الى عدم امكان تحقيق هذا الوعد.

 

لقد قالها سير وينستون تشرشل قديما: "الشعوب تستحق الحكومات التى تحكمها". و لا شك ان المصريين سيحصلون على حكومة محترمة عندما تهدأ امورهم و يبتعدون عن الاستسلام للاستثارة الدينية التى اثبتت فشلها و خطورتها فى كل مرة عبر الزمان.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :