اللهم آمين
بقلم: مينا ملاك عازر
كتبت أخت عزيزة قارئة تُدعى "دينا أحمد" تعليقًا على مقالي منذ أسبوع الذي نُشِر بجريدتنا الغراء "الأقباط متحدون"، حيث نشرت مقالًا عنونته "شيبسي بالتمر"، تعليقًا من حسابها الشخصي على الـ"فيسبوك"، قالت لي داعيةً "ربنا يشفيك".. وأنا شخصيًا أشكرها على دعوتها الكريمة لضعفي أن يشفيني ربنا، وهو أمر أتمناه أن يشفيني ويرحمني.
وأقول "اللهم آمين". ولأنني أتمنى وأمرِّن نفسي على أن أخرج من دائرة الذات لأعمم لدائرة الأحباء والأخوة الذين يعيشون معي في الوطن، فتمنيت الشفاء للكل، وتمنيت أن الأستاذة "دينا" تتمنى معي الشفاء للمتطرفين والإرهابيين، ومفجري خطوط الغاز، وهادمي الكنائس، ومزوري الانتخابات، وسارقي الثورات، ومُقصي من يختلفون معهم في الدين، والشتامين والقتلى، ومقيمي الصفقات، ومخربي العقول، ومدمري النفوس، وحارقي الأوطان بلهيب الفتن الطائفية.. تمنيت أن الأستاذة "دينا" تتمنى الشفاء معي لكل من مرض بمرض الانتماء لأوطان غير وطنه الذي وُلِد وتربى فيه، وكل من خرّب في وطنه، وقتل جاره، وحرم أخيه من دخله لأنه يرى أنه حرام.
أتمنى أن الأستاذة "دينا" تتمنى أن يشفيني ربنا كما يشفي كل من ينظر لها ولأخوتها النساء مُجرِّدًا إياهن من كل علامات العقل والروح، وكأنهن فقط أجساد للإثارة والإغراء، مجرِّدهن من حقهن في الحياة الكريمة، في مساواة مع الآخر إللي هو الرجل الذي يرى نفسه وكأنه أعلى منهن كلهن، وفوق الجميع، مع أنه خُلِق مثله مثل المرأة، لم يميِّزه الله بشيء عن المرأة، لكن المرضى النفسيين فقط هم من يصورون الرجل أعلى مرتبة والمرأة إناء يأتي من خلاله الأولاد والبنات، ولا حق لها في العمل والإبداع، وكأن العالم بدون "مارجريت تاتشر" كان سيكمل مشواره نحو الإنسانية بشكل طبيعي، أو بدون "ماري كوري" كان سيكتشف ما اكتشفته تلك الفذة، أو بدون "هيلن كيلر" سيأتي من يعبر عن طاقات إبداعية وفكرية لا يشق لها غبار.
أخيرًا، تمنيت للأستاذة "دينا" الشفاء من مرض قصر النظر الذي جعلها ترى مرضي الذي لا أعرفه للآن للأسف، لأنها ضنت عليّ بتشخيصه، لترى مرض الآخرين الذين سيجعلون من الوطن أوطان، ومن النساء جواري، ومن العلم وثن، وسيكفِّرون ويحرمون ويخربون البيوت، ويقطعون الأرزاق. ولا داعي لأنتظر ماذا سيفعلون متى وصلوا للحكم؟ فهم بتصريحاتهم غير المسئولة يعبرون عن فقر في الفكر، وقصر في النظر، وتهوُّر غير محمود، وانظروا لحال من بالسياحة وحال السياحة على أثر ما قالوه وهم لم يصلوا بعد لسدة الحكم، فما بالنا بما سيقولونه وسيفعلونه متى يصلوا؟!
المختصر المفيد، ربنا يشفيهم هما، ويرحمنا نحن.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :