الأقباط متحدون | نحو حركه مدنيه قبطيه 2
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٥٤ | الأحد ١١ ديسمبر ٢٠١١ | ١ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٠٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

نحو حركه مدنيه قبطيه 2

الأحد ١١ ديسمبر ٢٠١١ - ٤٢: ٠٤ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : جوزيف شفيق

حركة المجلس الملى :
تعتبر حركة المجلس الملى هى أول نموذج للحركه المدنيه القبطيه , كما أنها تعتبر هى أول محاوله لتجسيد مفهوم الأمه القبطيه و هو مفهوم أشمل من الكنيسه خاصة فى مراحلها الأولى
شكل بعض الأقباط جمعيه سموها " الجمعيه الإصلاحيه " وكان لهذه الجمعيه سمعه طيبه بين الأقباط ، و عندما خلا الكرسى المرقسى بنياحة البابا ديمتريوس , و قبل رسامة بطريرك جديد تشاور أعضاء هذه الجمعيه مع الأنبا مرقس القائمقام لتشكيل مجلس ملى للأقباط , وكانت فكرتهم تقوم على أن يقوم الأقباط فى كل إبراشيه (محافظه أو مدينه ) عن طريق الإنتخاب الحر بإنتخاب مجلس ملى , ثم تقوم هذه المجالس المليه بإنتخاب مجلس ملى عمومى مما يقترب كثيراً و يشبه برلمان قبطى منتخب من الأقباط , و هذا بالطبع سيعطيهم شرعية تمثيل الأقباط أمام الدوله و تبنى بطرس غالى باشا فكرة المجلس الملى , و بما أنه كان أبرز الأقباط وقتها حيث كان و كيلاً لوزاره فتمكن من إستصدار أمر عالى من الخديوى إسماعيل بإنشاء مجلس ملى عمومى للأقباط سنة 1874م


و عندما تمت رسامة البابا كيرلس الخامس كان عليه أن يتعامل مع أمراً واقعاً و هو المجلس الملى الجديد و كان البابا كيرلس الخامس ( 1874-1927 ) الذى جلس على الكرسى البطريركى 52 سنه ذو شخصيه صلبه .. عنيد .. له مواقف سياسيه فإصطدم بالمجلس الملى الجديد حيث أنه وجد أن المجلس أخذ الكثير من سلطات البطريرك و أنه لا يدير شيئاً و فى مايو 1883 م تمكنوا من إستصدار أمر عالياً جديداً بتشكيل مجلس عمومى للأقباط من 12 عضو و 12 نائب و حددوا إختصاصاته فيما يلى " يختص المجلس بالنواحى الإداريه و غير الدينية فى حياة الكنيسه فيدير و ينظر كل ما يتعلق بالأوقاف الخيريه و المدارس و الكنائس و المطابع القبطيه و المعونات للفقراء و المعوزين و ينظم حياة الكنيسة و حياة الرهبان فى الأديره و سجلات الزواج و التعميد و الوفاه و النظر فى الدعاوى المتعلقه بالأحوال الشخصيه و كذلك الوصايا و المواريث "
أما البابا كيرلس الخامس فكان يرى " أن هذه الحركه تهدف إلى طرد الإكيلروس " رجال الدين " عن آخرهم و أن يسيطر الشعب على الكنيسه و هى فكره نبعت من الكنيسه البروتستانتيه" و نتيجة ذلك الصدام ظل المجلس الملى لا ينعقد لمد 8 سنوات من عام 1883 -1891 م فحتى ينعقد المجلس لابد أن يكون بدعوه من البابا الذى يرأسه


فلجأ الباشوات إلى تصعيد مقابل بأن بدأوا ينشروا على صفحات الجرائد بعد المخالفات الماليه و الإداريه داخل الكنيسه وإعتمدوا على الماده 9 فى لائحة المجلس التى تتيح لهم حصر الأوقاف القبطيه وإستخدم جرجس بك حنين الذى كان مديراً لمصلحة الأموال و كان مسئولاً عن تسجيل الملكيه العقاريه و الزراعيه سلطاته فى حصر أملاك الأديره و التى وجد أن كثير منها غير مستغل الإستغلال الأمثل كما أن بعض رؤساء الأديره يكتبون هذه الأملاك بأسمائهم و أسماء أقاربهم مما ساعد فى إشتعال مشاعر الأقباط فقاموا بمظاهره عظيمه و إنتدب المتظاهرون وفداً لمقابلة البطريرك ليطلب منه ضرورة إجتماع المجلس الملى إلا أن البابا رفض البابا إنعقاد المجلس و قال أنه مخالف للشرائع و القوانين الكنسيه و عرض إقتراحاً بالدعوه لإجتماع للمجمع المقدس " قيادات الكنيسه " لعرض فكرة المجلس الملى عليه فرفض أعيان الأقباط بقيادة بطرس غالى باشا هذا الإقتراح و خرجوا غاضبين من هذا الإجتماع
و كخطوه تصعيديه أخرى دعوا الشعب القبطى للتوجه للدار البطريركيه لإنتخاب مجلس ملى " عمومى " للأقباط فإتصل البابا بالبوليس لطردهم من البطريركيه


فعقد البابا كيرلس مجمعاً مقدساً و طرح عليه تساؤل " هل تكوين مجلس ملى يتوافق مع الإنجيل ؟" فأصدر المجمع المقدس بياناً قال فيه " أن تداخل أحد من الشعب فى تدبير أمور الكنيسه و متعلقاتها فى شكل مجالس أو بأى شكل هو أمر مخالف للأوامر الإلهيه و النصوص الرسوليه " و أخذ البابا القرار وذهب لمقابلة الخديوى توفيق ليكسب الحكومه فى صفه إلا أنه نتيجه لموقفه السياسى المؤيد للثوره العرابيه لم يلقى تأييداً من الخديوى و فى اليوم التالى ذهب وفداً من المجلس الملى برئاسة بطرس غالى باشا لمقابلة الخديوى ليأخذوه فى صفهم و بعد مقابلتهم للخديوى أسسوا " جمعية التوفيق القبطيه " و يبدو من الإسم أنهم إختاروه ليكسبوا الحكومه فى صفهم و رد البابا عليهم بتأسيس " الجمعيه الأرثوذكسيه " و أصدرت كل جمعيه صحيفه و بدأ تراشق الإتهامات بين الفريقين
و فى مايو 1892 م و بناءاً على طلب بطرس غالى باشا من الخديوى أن يساعدهم فى تشكيل المجلس الملى أصدر الخديوى أمراً بإجتماع الجمعيه العموميه و تشكيل أول مجلس ملى قبطى ووجهت الدعوه إلى 500 من الأقباط لإنتخاب مجلس ملى و خرج للتاريخ أول مجلس ملى منتخب
الأعضاء : بطرس باشا غالى – حنا بك نصرالله – بطرس بك يوسف - مقار بك عبد الشهيد – قلينى بك فهمى – خليل أفندى إبراهيم - يوسف بك وهبه – يوسف أفندى سليمان – حنا بك باخوم – نخلة بك الباراتى - حبشى أفندى مفتاح – يعقوب أفندى نخلة روفائيل
النواب : باسيلى بك تادرس – مرقس أفندى سميكه – عبد المسيح بك حبشى – إبراهيم أفندى منصور – وهبه أفندى يوسف عبده – رفلة أفندى جرجس – إبراهيم بك روفائيل الطوخى – باسيلى أفندى روفائيل الطوخى – فرج أفندى إبراهيم – بطرس أفندى أبادير – يعقوب أفندى نخلة يوسف – عوض بك سعد الله


و يتضح من هذه الأسماء أنه كان بينهم 2 أصبحوا رؤساء وزراء و واحد أصبح وزير و هو مؤسس المتحف القبطى
ثم إجتمع مجلس النظار برئاسة الخديوى و أصدر قراراً بإعفاء البطريرك من تولى الأشغال الإداريه و أن يعين و كيلاً له يتولى هذه الأعمال فإشتدت الأزمه بين الطرفين مما دعا القنصل الروسى أن يتدخل للتفاوض بينهم و نجح القنصل الروسى فى الإتفاق على بعض الشروط أهمها :
1- تقسم المسائل المتعلقه بالأحوال الشخصيه إلى قسمين شرعى ينظره مجلس روحى و مالى ينظره المجلس الملى
2- يدير البطريرك البطريكخانه
3- أن يحل محل الأعضاء الذين إتهمهم البابا بالروتستانتيه عدد من الإكيلروس و يصبح تشكيل المجلس بنسة الثلث من الإكيلروس إلى الثلثين من الشعب
ووقع البابا كيرلس و بطرس غالى باشا الإتفاق إلا أنه عندما عرض بطرس غالى باشا الإتفاق على أعضاء المجلس رفضوه بحجة أنه يأخذ منهم صلاحياتهم و بدأوا يبحثون سراً عن مطران أو أسقف يقبل أن يصبح بطريركاً للكنيسه ( تمنع قوانين الكنيسه تنصيب بطريرك فى حياة بطريرك أخر ) فى حال نجاحهم فى نفى البابا و بالفعل وافقهم الأنبا أثناسيوس أسقف صنبو بأسيوط و إستصدروا أمراً من الخديوى بنفى البابا إلى دير البراموس
خرج البابا و تحيط به قوة من البوليس و نال تعاطف الشعب القبطى الذى إصطف لوداعه كما أن المسلمين وقفوا مؤيدين له على محطات القطار نتيجة لموقفه السياسى الداعم للثوره العرابيه و كان الجرائد تمتلئ بمقالات المسلمين الداعمين لموقف البابا و الباكين لنفيه
لم يحتمل الباشوات غضب الشعب القبطى طويلاً فطلبوا من الخديوى أن يصدر أمراً بعودته لكرسيه و فعلاً أصدر الخديوى الأمر بل و منحه أعلى وساماً مصرياً فى ذلك الوقت و عاد البابا على أن يتم حل المجلس الملى و تعيين مجلس مؤقت من 4 أشخاص حتى يتم تشكيل مجلس جديد و قد تم ذلك فى عام 1904 م و إستمر المجلس الملى فى أداء دوره ومرت فترات توتر و فترات هدوء مع القيادات الكنسيه حتى قامت ثورة يوليو 1952 و أصدر جمال عبد الناصر القانون رقم 460 و 461 لسنة 1955 م الذى ألغى المجالس المليه و المجالس الحاليه ما هى إلا ديكور و ليس لها أى صفه رسميه لدى الدوله و بحسب تعبير الأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط و عضو المجمع المقدس " أن المجالس الحاليه جاءت نتيجة مجاملة الدوله ووزارة الداخليه لقداسة البابا " فلا يوجد وضع رسمى أو قانونى لهم أو إختصاصات أو سلطات أو أى شئ و بالتالى أصبح البابا هو الممثل الشرعى و الوحيد للأقباط لدى الدوله منذ عام 1955م


يبقى ملاحظه هامه على هذه الفتره الزمنيه التى يعتبرها الكثيرين هى أكثر الفترات ليبراليه فى التاريخ المصرى الحديث أنه على الرغم من إنخراط الأقباط فى العمليه السياسية و وجود الكثير من القيادات السياسيه القبطيه إلا أن هذه القيادات فى الغالب إلتزمت بتمثيل المصريين جميعاً فمثلاً نجد أن سياسى كبير مثل مكرم عبيد باشا لم يكن أبداً ممثلاً للأقباط أمام الدوله أو بالنسبه للأقباط بينما نجد بطرس باشا غالى و حبيب المصرى و إبراهيم المنياوى كانوا ممثلين للأقباط إرتضتهم الدوله و إرتضاهم الأقباط .
و إلى لقاء فى المقال الأخير من هذه السلسلة




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :