نعم لدولة دينية فى مصر على أساس التقاسم المشترك
بقلم : د. فكرى نجيب أسعد
يوجد أنفلات أخلاقى ومظالم أقتصادية وإجتماعية على المستوى العالم، أدت إلى تقسيم العالم على أساس من التقدم والغنى والفقر دون مراعاه إتخاذ خطوات إيجابية فى تحقيق التنمية والمساواه لكافة شعوب العالم بصرف النظر إلى الجنس والعقيدة واللون والنسب والمستوى الإجتماعى ، وهو ما دفعنى أن أقترح بتأسيس دول دينية على أساس التقاسم المشترك للأديان فى العالم للتقليل من هذا الإنفلات الأخلاقى وبما يخلق هوية عالمية تقبل الأختلاف والتنوع وقبول الآخر وذلك بما يؤدى فى النهاية إلى ترابط الأسرة البشرية على أسس مشتركة نابعة من الأديان السمائية،
وبما لا يتعارض مع حرية الفرد فى قبول أو رفض الإيمان بالله الواحد.
بناء على أعلان نتيجة إنتخابات المرحلة الأولى فى مصر لتشكيل برلمان الثورة القادم على أساس من الحرية والديمقراطية، فأنه يمكن أن نصل إلى أحد الأحتمالات الثلاثة التالية التى تراعى الرأى والرأى الآخر لتأسيس أحزاب يتم على أساسها تشكيل دولة مصرية مستقرة تتناقلها الأجيال من جيل إلى جيل فى طواعية وتراضى :
( 1 ) حزب يعمل على تأسيس دولة دينية إسلامية .
( 2 ) حزب يعمل على أساس التقاسم المشترك بين الأديان التى تؤمن بالله الواحد .
( 3 ) حزب يعمل على تأسيس دولة مدنية تضع الأديان على أبعاد متساوية منها بلا تمييز بين مواطن وآخر على أساس الدين.
أرى أن تأسيس دولة دينية فى مصر على أساس التقاسم المشترك بين الأسلام والمسيحية هو الأفضل. وأنه لا يشترط على الأطلاق أن يقوم بتأسيس هذا الحزب الذى يعمل على تأسس دولة مدنية مسلمون ومسيحيون فى تعاون مشترك، بل يمكن أن يقوم بتأسيس الحزب أيضاَ مسلمين فقط أو مسيحيين فقط وذلك فى حالة رفض التعاون المشترك بين المسلمين والمسيحيين فى تأسيس دولة دينية على أساس التقاسم المشترك للأسلام وللمسيحية.
وأقترح هذه الخطوات الثلاثة التالية لإنشاء دولة دينية فى مصر على أساس التقاسم المشترك للأديان التى تؤمن بالله الواحد :
( 1 ) فصل نقاط الإتفاق عن نقاط الإختلاف بالإستعانة بالجنة حوار الأديان للعمل بنقاط الإتفاق على أساس من التعاون المشترك وذلك بلا تمييز بين مواطن وآخر على أساس الدين هذا بالإضافة إلى العمل على الأحتكام إلى معتقد الفرد فى نقاط الإختلاف بما يحقق الحريات المتكاملة للمواطنين وفقاَ لميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان .
( 2 ) تحقيق تعاون مشترك بين المذاهب المختلفة فى كل دين حتى لا تعانى الدولة الدينية المقترحة تقاسمات داخلية تضر بلإستقرار وأمن وسلامة الوطن.
( 3 ) إقامة حوار حول نقاط الإختلاف للوصول إلى إتفاق بشأنها وذلك بالإستعانة بمحايدين من الأديان الأخرى التى لا تؤمن بالله وما أكثرهم وذلك بدعوتهم فى تنسيق وتعاون بالإيمان بالله الواحد ثم تحكيمهم فى نقاط الإختلاف بين الأديان التى تؤمن بالله الواحد الذى لا يقبل الإنقسام .
وأرى أن التقاسم المشترك بين الأديان يمكن تحقيقه بأن تعيش البشرية بحياه آدم وحواء برفض أى وسيط بين الله والإنسان والعمل على تحكيم العقل والضمير فى كل أمور الحياه وذلك بما لا يتعارض مع التقاسم المشترك للإديان.
لقد سبق أن أقترحت فى مقال سابق تحت عنوان : " قضية مياه النيل وإستثمار الثقافة " بأنه لمساهمة مصر بالتمويل لصالح اليونسكو ولصالح قضية ندرة المياه بها أن تسعى اليونسكو بوضع كتاب عن أفضل الأمثال لشعوب العالم بعد حزف ما هو مكرر منها وترجمته إلى اللغات المختلفة بما يحقق إستثمار لليونسكو أو بما يفتح مجال لمساهمة شعوب العالم لليونسكو بالتمويل الزم لها بالعمل على شراء الكتاب وهو ما أثق بأنه سيكون من أفضل الكتب التى لا تستغنى عنها كل أسرة فى العالم.
ومن الإستثمارات الثقافية الأخرى التى أقترحها والتى يمكن أن نجد أقبال عالمى عليها وبما يساعد اليونسكو فى النهوض بدورها نحو شعوب العالم بوضع كتب فى موضوعات التقاسم المشترك بين الأديان وهو ما لا يتعارض على الأطلاق مع التقاسم المشترك للعقول الواعية والضمائر الحية وذلك بالبناء على ما هو قديم فى التقاسم المشترك وليكن بمعدل كتاب كل شهر ليتم جمعها بعد ذلك ووضها فى كتاب واحد.
وأن وضع موضوعات فى التقاسم المشترك بين الأديان لإلقاء عليها محاضرات أو عظات فى أدوار العبادة ثم العمل على جمعها وحذف ما هو مكرر منها لوضعها فى كتب سيساعد اليونسكو كثيراَ فى القيام بدورها فى ترابط الأسرة البشرية بوضع ثقافة موحدة تجمع ولا تفرق ، وذا كان هناك أختلاف فيها فيتم إقامة منتديات حوار حولها ووضعها فى كتب جديدة يتم مراعاه فيها الرأى والرأى الآخر.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :