كتبت: ميرفت عياد

أقامت لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة حلقة بحثية تحت عنوان "نجيب محفوظ في السينما والتليفزيون" بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة، حضرها كل من د. "شاكر عبد الحميد"-وزير الثقافة-، و"ممدوح الليثي"، والفنان "سمير حسني"، و"هاشم النحاس"- المشرف على حلقة البحث-، ولفيف من كبار الفنانين ونقاد السينما والمخرجين، بالإضافة إلى حشد كبير من الإعلاميين والصحفيين.

أعمال إبداعية خالدة
في البداية، قدَّم وزير الثقافة الترحيب بهذا الجمع الغفير من رموز الأمة أصحاب العقول المستنيرة والقلب النابض بالإبداع من النقاد والمخرجين والفنانيين الذين أثروا الحياة الفنية بأعمالهم الخالدة، مؤكِّدًا أن الفعاليات المختلفة التي تقام للاحتفال بمئوية "نجيب محفوظ" تعد أكبر رد عملي على كل الاتهامات والأقوال الخارجة عن الزمان والمكان ومحاولات التشويه التي تتعرَّض لها أعماله بهدف التقليل من قيمة إبداع هذا الرجل الذي استطاع أن يصل إلى العالمية بكتاباته المبدعة وأعماله التي غاصت في النفس البشرية، حيث كان يتجوَّل في الواقع، ويرصد تفاصليه، وينتقد أبرز ما فيه، ثم يحوِّله إلى مادة إبدعية خصبة ممتعة ومفيدة لخيال المتلقي، ومن هنا خرجت أعماله الإبداعية لتجسِّد واقع المجتمع المصري بصورة أدبية جميلة التقطتها أيدي السينما، لتخرج لنا أعمالًا سينمائية وأفلامًا خالدة لن تُمحى بمرور الزمن.

الحلم بمجتمع متحضر
وعن مفاتيح شخصية "نجيب محفوظ"، قال المخرج "هاشم النحاس" إنه كان دائمًا يحلم بمجتمع متحضر، تسوده العدالة والحرية والعلم والقيم السامية التي جاءت بها كل الأديان السماوية، كما أنه تميَّز بحبه الشديد للنظام حتى في عاداته الشخصية، حيث كان يختلط بالناس بقدر ليستوحي منهم أفكاره، ثم ينعزل عنهم بقدر ليكتب إبداعاته، محققًا توازنًا جميلًا بين التواصل مع الناس والانعزال عنهم، كما كان إنسانًا شديد التواضع، متسامح، يقبل الاختلاف إلى أقصى درجة، لديه القدرة على فهم البشر بجميع مستوياتهم، قادرًا على التعامل مع جميع فئات المجتمع.

التواضع والمهنية
وركَّز الدكتور "سمير سيف" على نقطتين في حديثه عن عالم "نجيب محفوظ" الإبداعي، الأولى أن "محفوظ" بدأ الكتابة إلى عالم السينما في ذات الوقت الذي بدأ فيه كتابة أعماله الأدبية، وهذا ما ساعد كل منهما، حيث أثرت حرفته السينمائية في كتاباته الأدبية كما أثَّرت موهبته الأدبية في كتاباته السينمائية، أما الثانية فهي كم التواضع والمهنية التي تميَّز بها الأديب الجميل "نجيب محفوظ"، حيث كان يكتب سيناريوهات الأعمال السينمائية دون الحوار لأنه كان يرى أنه ليس متمكنًا بالقدر الكافي لكتابة الحوارات باللغة العامية، فكان يكتفي بكتابة الأدب والسيناريو دون الشعور بأي غضاضة.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :