الحاج "عبد الرحيم" رجل مصري بسيط، قرَّر أخيرًا- مُجبرًا علشان يتفادى غرامة الـ 500 جنيه- أن يصبغ أصبعه بلون الانتخابات ويُدلي بصوته.

يقول الحاج "عبد الرحيم" ذو الثمانين عامًا- لا فض فوه- إنه أبدًا لن يختار "الإخوان المسلمون" ليمثلوه.. دي ناس متشدِّدة يا أخوانا هايتعبونا في المستقبل. فسألناه: ومن اخترت يا عم "عبد الرحيم"، فقال: "اخترت حزب النور"، فسألناه: هل أنت سلفي يا حاج "عبد الرحيم"؟ فرد مستفسرًا: "يعني إيه سلفي؟ بصوا بقى أنا لا بسلِّف ولا بستلف"، ثم استطرد قائلًا: "هو حزب النور دول هايتعبونا"، فقلنا له: لا يا حاج مش حيتعبوك أنت.. هيتعبونا إحنا، فأنت اختيار مودِع لكن إحنا اختيار القادم، وعمومًا إحنا متشكرين على  دور الواجب الجامد ده معانا.

 

أما "تامر"، وهو شاب عاطل عن العمل- بمزاجه- حيث أنه يبحث منذ تخرجه عن عمل قريب من البيت لا يحتاج فيه إلى ركوب أي نوع من المواصلات وهو ما يُعد درب من دروب المستحيلات.

 

"تامر" يا سيدي الفاضل اختار حزب "النور" أيضًا. لماذا يا سي "تامر"؟.. رد "تامر" بثقة وفرحة عارمة: "حزب النور هايجوزنا مثنى وثلاث ورباع ليقضي على فتنة النساء والعنوسة في آن واحد". فقلنا له: وهل تعلم أن هؤلاء النسوة الأربعة سيكن عاطلات عن العمل بأمر الحزب، وستكون أنت عائلهم الوحيد؟، ثم سألناه: هل تستطيع يا سي "تامر" أن تعيل واحدة فقط وأنت عاطل عن العمل؟ فما بالك بأربعة أفواه وأبنائهن؟ فرد بكل ثقة وقال: "الحزب حيشغلني وحيديني فلوس".. بجد راجل يا تامر، الحزب حيعملك كل حاجة وأنت داخل الجواز بمجهودك فقط.. بجد جدع يا "تامر".

 

ثم هناك ثالث قال: سأختار حزب "النور" لأجرِّبه؟. شوف يا أخي- بمنتهى الاستسهال- سيجرِّبه، وكأنه سيتذوَّق كيلو فاكهة غريبة لا يعلم طعمها ولن يختار حزبًا سياسيًا سيحكم ويتحكَّم.

الحق أقول لكم، إن الشعب اختار، وبالشفا وألف هنا علينا "فاكهة ديمقراطية النور"، بس يا ريت مايكونش طعمها في حلاوة وطراوة وجمال الحنظل.