آسفين يا ريِّس!
بقلم: مينا ملاك عازر
بعد ما تابعته من إقبال شعبي منقطع النظير في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، وقلة نسبة التزوير والأمان النسبي الذي مرت به العملية الانتخابية حتى الآن، أستطيع أن أضم صوتي لصوت جماعة "آسفين يا ريِّس"، وأقول له "آسفين يا ريِّس"، فقد كنت تريحنا من مشقة النزول للجان، ومن مشقة التفكير والاختيار بعناية فائقة لنختار الأفضل لنا ولـ"مصر".. نعم آسفين يا ريِّس، فقد قطعنا أرزاق ناس كتيرة مثل البلطجية ورجال الشرطة الذين كانوا يساهمون في تزوير الانتخابات أو تطبيخها لصالح مرشحي الحزب "الوطني" المنحل.. آسفين يا ريِّس، فنحن حرمنا أنفسنا من طلعتك البهية لتقول لنا ما قالوه لك أعوانك وأكّدوه من نزاهة العملية الانتخابية وسلامتها، وطهارتها.. لقد أسأنا لـ"مصر" بالغ الإساءة حين أخرجناك أنت ورجال عتاولة التزوير والنصب السياسي، حيث أتينا برجال غير محترفي التزوير، حاولوا تقديم البلاد والثورة على طبق من ذهب للتيار الإسلامي المتطرف والإرهابي، لكنهم فشلوا في أن يقدِّموا انتخابات مزوَّرة تزويرًا غير مفضوح.. صحيح رجالك في آخر مرة أقاموا العملية الانتخابية- أقصد السنة الماضية- عملوها بشكل مفضوح، لكن على كل حال من تركتهم وراءك ليؤمِّنوا خروجك هم أيضًا حينما حاولوا التزوير زوَّروا بفضيحة؛ كصناديق مليئة بأوراق التصويت جاهزة من قبل التصويت بـ"البحر الأحمر"، وأوراق غير مختومة، ومدارس لا تفتح لاستقبال الناخبين، وتركهم للأحزاب المتطرفة لتمارس ما كان حزبك يمارسه من رشوة الناخبين بالزيت والسكر والصابون والعدس واللحوم وغيرها، لكنهم أضافوا عليه الدعاية الدينية التي اُستغلت فيها الجوامع والمساجد والزوايا أسوأ استغلال في هذا الصدد، وبرعوا في استخدام الجهل فيما يُعرف بالتمييز الديني.
لكننا على الرغم من ذلك نرضى بالأمر الواقع، وسنقول لك "آسفين يا ريس"، ولا تغضب منا، فما باليد حيلة.. فالبلطجية بيد الداخلية تتحكم بهم، وحتى البلطجية أنفسهم والداخلية فشلوا والحمد لله في إخلاء "التحرير" ممن به من ثوار. أتعرف منْ بـ"التحرير"؟ نعم، هؤلاء الذين أطاحوا بك، ويحاولون الآن تطهير جرح "مصر" من الصديد الذي تركته وراءك يؤمِّن خروجك، والذي بدوره يقدِّم الحكم للإخوان ليؤمِّنوا له خروجه.
بجد آسفين يا ريِّس؛ لأننا ظننا فيك أنت وحدك السوء حين قدَّرنا أنك الوحيد الطامع لنفسك ولابنك من بعدك في السلطة، لكننا الآن اكتشفنا أن منصب رئيس البلاد والمتحكم في أرزاق وحياة العباد منصب مغر يجعل الكل انتهازيين، بائعين، يبحثون عن من يشتري ويدفع فينا أكثر وفي حكمنا أكثر.. فمن تركتهم من وراءك كانوا أكثر منك حرصًا على كرسيهم وعلى حكمهم.
آسفين يا ريِّس؛ لأننا ظلمناك. فأنت لست الوحيد الذي لا تستجيب لنبض الشعب، وأنت لست الوحيد الذي تغلق أذنيك إلا لمن يمدحوك، وتغض البصر عن من يقدحوك، وأنت لست الوحيد من يسمع مشورة مستشاري السوء، فمن أتوا بعدك كانوا أسوأ منك حين سمعوا مشورة من لا مشورة لهم، وأهملوا صوت الشعب، واستخدموا العنف، مما يعني أننا آسفين يا ريِّس، فلست الوحيد ممن استخدموا العنف ضدنا وضد الثوار.
المختصر المفيد، أخرجنا رئيسًا بدرجة لواء، وأتينا بـ 18 رئيسًا؛ 16 بدرجة لواء، واثنين واحد فريق أول والآخر مشير!!!!!. يا نهار أسود.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :