الأقباط متحدون | الموت جوعًا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٣٤ | الثلاثاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١١ | ١٠ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦١٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الموت جوعًا

الثلاثاء ٢٠ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: مينا ملاك عازر

بعد بيان المجلس العسكري الأخير- وبغض النظر عن كذبه المعتاد- تبيَّن للكل بما لا يدع مجالًا للشك أن من قُتِلوا في أحداث مجلس الوزراء الأخيرة ماتوا جوعًا، أيوه حضرتك ما تستغربشي، الناس جاعوا بعد ما شكوا في كل ما يقدَّم لهم من أكل بعد حكاية التسمم الأخيرة دي حضرتك عارفها، أيوه أكلوا حواوشي مسموم فتعبوا، وكده من ساعتها نفسهم شالت من الأكل، وبطلوا أكل فجاعوا وماتوا جوعًا.

 

طبعًا السؤال البديهي الإصابات جاءت منين؟ حاقول لحضرتك إنه سؤال سخيف، لإن لو حضرتك تأملت حاتلاقي إنهم مكسَّرين نفسهم من كتر ما شالوا في نفسهم وهبدوا في نفسهم، وده إللي بيسموه الهرية والنكتة لغاية ما إتكسَّروا خالص، وفيهم ناس إتكسَّروا من كتر ما خبطوا دماغهم في الحيط بتاع مجلس الوزراء ومجلس الشعب، إمال الدكتور "الجنزوري" ليه بيقول إنهم عملوا عمل مش كويس لما أخدوا يكسَّروا في حوائط سور مجلسي الشعب والوزراء، الراجل إتضايق من كتر ما خبطوا دماغهم في الحوائط والأسوار لغاية ما إتكسَّرت.

 

والموت جوعًا أفضل من الموت خنقًا بالغاز أو سمًا بالحواوشي أو قتلًا برصاص من مجهولين من الشرطة المدنية والعسكرية، وهي التي فشلت للآن في معرفة أولئك المسلَّحين الذين يظهرون في المصائب ويختفون، فجأة ظهروا في "إمبابة"، وفي تفجير خطوط الغاز، وفي "ماسبيرو"، وفي أحداث "محمد محمود"، وفي أحداث مجلس الوزراء، وفجأة يلبسون طاقية الإخفاء ويختفون يتبخرون، والثوار يتساءلون: هم فين مَنْ للثورة يُؤمِّنون، فتأتي الإجابة بأنهم نائمون لا يستيقظون إلا في تأمين الانتخابات ليكسب المتطرفون.

 

في هذه اللحظة تستطيع حضرتك أن تغمض عينيك وتسمع موسيقى هادئة كموسيقى أغنية أمل حياتي، أو سيرة الحب، ولا تأتي لي بأغنية "ثوار ثوار"؛ لأن الثوار الأنقياء ذهبوا على حد قول "الجنزوري"؛ فقد حلَّل الـ DNA لمن في الشارع فوجدهم ليسوا ثوار، صحيح هما مصريين لكنهم ليسوا ثوار أنقياء، بهم نسبة شوائب، يعني ممكن تقول عليهم كده ثوار تمانين زي البنزين، لكن ثوار خمسة وتسعين ما بقوش موجودين، شحوا، ممكن تلاقيهم في المجلس العسكري الذي طالما قال لا لمبارك، وهما الثوارالحقيقيون، مش الناس اللي في الشارع الثوار المغشوشين!!.

 

واليوم خمر وغدًا مشاريع وأمر، واليوم انتخابات وغدًا دستور وممات. نعم ممات لمدنية الدولة، وللشرعية الثورية، لحق الشهيد، لحق الدم..

 

لا تنسى عزيزي القارئ أن غدًا يصنعه الرجال، واليوم هو صنيعة رجال الأمس، ورجال الأمس واليوم هم رجال "مبارك" سواء المدنيين أو العسكريين. فهل تظن أن غدًا أفضل ماداموا بالحكم؟ أم أن الحكمة أن يخرجوا ويأتي رجال آخرون لم يبرموا الصفقات مع "مبارك" ورجاله لكي يغيِّروا، وإلا ما سيحدث هو أن يأتي مدَّعو معارضة "مبارك" ويأخذوا هم مكان "مبارك" في السلطة، وتكون بذلك نجحت الثورة من وجهة نظرهم.

 

وأخيرًا، لا تنتظر مني أن أقول لك إن الغد أفضل مادام الحال على ما هو عليه، لكن تأكد أن غدًا أفضل ما دام هناك منْ على استعداد أن يضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن أمام من لا يقدرون على التضحية بمجلسهم أو دستورهم أو كرسيهم في سبيل إنقاذ دماء شباب الوطن، وليبقى الوطن رغم أنف الإرهابيين والمتطرفين، وليرحل رجال المخلوع أيًا من كانوا مدنيون أو عسكريون.

 

المختصر المفيد، قلتها وسأقولها للمرة الثانية: "ارحلوا".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :