الأقباط متحدون | لكى يبقى الأمل حياً فى النفوس
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٢٤ | الخميس ٢٢ ديسمبر ٢٠١١ | ١٢ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦١٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

لكى يبقى الأمل حياً فى النفوس

الخميس ٢٢ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى

وداعا لعام يمضى ...
ونحن نودع عام 2011 وما فيه من أحداث ومتغيرات متلاحقة على المستوى الشخصى من المعاناة من غياب الأمن والامان والوضع الاقتصادى المتدهور أو على المستوى الوطنى بعدم الوصول بالثورة الى غايتها المنشودة من الحرية والديمقراطية وتوفير لقمة العيش الكريمة للشعب المصرى الصابر. كما ان الوضع الاقليمى بما فيه من اوضاع متدهوره وانقسام فى فلسطين وسوريا واليمن والمخاوف من دق طبول الحرب الاسرائيلية الايرانية التى قد تمتد لتشمل دول أخرى فى المنطقة حال قيامها ، كما ان الوضع الدولى ومعاناة الاقتصاد العالمى لاسيما فى بعض من دول الاتحاد الاوربى من تعثر اقتصادى وظلال ذلك على الاوضاع الاقتصادية ، فالغالبية من البشرية تعانى ، البعض من الصراعات والحروب أو تضارب المصالح والاخر من الأنانية والكراهية والسعى نحو السلطة والسيطرة . الكثيرين يعانوا من الفقر والمرض والجهل وما ينتج عنهم من احباط واكتئاب أو اليأس من الاصلاح . ونحن نستعد لاستقبال العام الجديد فاننا نتطلع الى السماء بعيون الإيمان والرجاء فى الله ضابط الكل لكى ما ينظر الينا بالرحمة والغفران ويتأنى ويشفق على عالمه الملئ بالشقاء والاحزان والدماء . وندعو كل الخيرين لاسيما رجال السياسة والفكر والدين والاقتصاد للعمل معاً من أجل بلادنا وحاضر أفضل لها ومستقبل مستقر نسير فيه نحو الامن والحرية والتقدم والازدهار والسلام فسفينة حياتنا فى هذا البلد العريق حبلى وتتمخض وعلي كل منا عمل ما يمكنه لكى يأتى المستقبل بالخير ولكى لا تموت الأجنة قبل الولادة أو تنهار مقدراتنا وأقتصادنا وحياتنا وحتى ننجو من الطوفان .

دورنا اصلاح النفوس والعمل الصادق ..
ان كان العالم يموج بصراع المصالح فالمؤمن الحق دوره ان يصالح ويسعى الى صنع السلام ويجد فى آثره وان كانت نيران الكراهية تتأجج فى بعض النفوس فالانسان الصالح هو من يطفئها بالمحبة والحكمة والعمل الصالح وان كان هم البعض جمع المال والفلوس فالانسان الخير همه الأكبر اصلاح النفوس . وان كان البعض لا هم له سواء الفرجة وانتقاد الاوضاع السائدة فيجب علينا ان نشمر عن يد العزم ونعمل بصدق وأخلاص من أجل النهوض بمجتمعنا كل فى موقعه وحسب قدراته .

يجب ان نلتقى معا على أهداف سامية نسعى الى الوصول اليها ويجب علينا ان نتبنى مشروع وطنى يجمعنا ولا يفرقنا ويبنى بلادنا لا يهدمها وعلينا ان نتفق على القواسم المشتركة والقيم الاخلاقية والروحية القادرة على بناء مجتمع ينعم فيه الجميع بالعدل والامن والحياة الكريمة دون تحيز او تمييز دينى او عرقى او سياسى . لقد انبهر العالم عند قيام ثورة 25 يناير وفى ظل غياب الامن من التلاحم الشعبى فى كل شارع وحى ومدينة للحفاظ على الامن والاعراض والممتلكات وتأمين لقمة العيش حتى للفقراء المعدمين . فلماذا لا يستمر هذا التعاون ويدوم فى ظل وجود السلطة والنظام . ان ثورة الشباب لم تظهر نتائجها على ارض الواقع بعد ونحن فى حاجة لمذيد من الوقت والعرق والكفاح والصبر والتعاون والتصميم حتى ما تستقر الامور الامنية والسياسية والاقتصادية . يجب ان نتعلم أداب الحوار واحترام المعارضة والمحتجين وتفهم مطالبهم والسعى لاستعادة سيادة القانون دون أعمال شريعة الغاب أو القمع والارهاب .
نحن فى حاجة الى ثورة أخلاقية .. لا بالتظاهرات أو الشعارات ولكن بمراجعة الذات وتبنى واعلاء قيم الامانة والعدالة والمساوة والتعاون والحرية والمحبة واحترام القانون والنظام ومعاقبة المفسدين ومكأفاة الامناء . نحن نحتاج للعمل الدؤوب لمحاربة الجهل والفقر والمرض والظلم .
ان انتصار الانسان على ذاته ونزواته وضبطه لنفسه هو اعلى درجات الانتصار والحكمة ولكى يبقى الامل حياً فى النفوس نحتاج لرؤية خطوات سريعة وحازمة وملموسة لاستعادة الامن والأمان وتنفيذ القانون على كل من تسول له نفسه بترويع المواطنين وسلب ممتلكاتهم .وادارة طوارئ وازمات على عدة مستويات وطنية لحل مشاكل وازمة المجتمع من أقتصاد ينهار الى شوارع تسير فيها العربات بسرعة السلحفاء الى بطالة متفاقمة وتعليم يترنح بدون طلبة فى المدارس ، واسر تئن تحت ثقل الدروس الخصوصية . الى غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار .

نحتاج للشجاعة الادبية للأعتراف بالاخطاء سواء على المستوى الشخصى أو المستوى العام من المسئولين ومن ثم تصحيح المسيرة والتخطيط السليم والمتابعة الدقيقة لاوضاعنا .

ولهذا ايضاً يجب ان تسلم الأمانة الى رئيس منتخب يقود دفة البلاد نحو الخير والبناء والاصلاح .
الأمل والرجاء المتجدد فى حياتنا ..

الانسان المؤمن كلما زادت عنده قوة الأمل الرجاء كلما أنعكس هذا على حياته العملية وظهر فى تفكيره وسلوكه نتائج الأمل وثماره الصالحة في حياتنا..
الإيمان والرجاء والامل يعطينا قوة وغلبة وكما قال السيد المسيح {ان كنت تستطيع ان تؤمن كل شيء مستطاع للمؤمن} (مر 9 : 23). ان منتظروا الرب لا يخزون ابدا { واما منتظروا الرب فيجددون قوة يرفعون اجنحة كالنسور يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون }(اش 40 : 31). يجب ان نتغلب على الضعف والخوف والجهل فالرجاء يجعلنا ايجابيين فى الحياة نثق ان بعد ظلمة الفجر الحالكة لابد من ان يشرق لنا شمس البر والشفاء والخلاص معها . لنا رجاء في الله ان يهبنا الخير ويقود خطانا للسلام والامن والايمان وهو الذى قال مبارك شعبى مصر وقادر ان يتمم وعده فينا وبنا ولكن علينا ان نعمل ونطلب من الله ان يسدد للخير خطانا.

الرجاء والامل يثمر فينا عدم خوف وطمأنينة .. فنحن نثق فى الله القادر على كل شئ. قد يخاف الانسان الذى لا يثق فى الله ورعايته اما المؤمن فواثق حتى لو كان فى بطن الحوت كما كان يونان فى بطن الحوت ونجا من الموت { ارجعوا الان ايها الخطاة واصنعوا امام الله برا واثقين بانه يصنع لكم رحمة }(طو 13 : 8). {اذاً يا أخوتي الأحباء كونوا راسخين غير متزعزعين، مُكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب}1تس 3:1.

الفرح فى كل الظروف .. اننا عندما نضع الله امامنا ويحلّ بالإيمان فينا فان الضيقات تختفي والاتعاب تزول ويكون الله فرحنا ورجاءنا {فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة } (رو 12 : 12) انْ من يتطلع إلى الله والسماء ، لابد أن يمتلئ قلبه بالتعزية والفرح وسط هموم الحياة {لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا} (2كو 4 : 17). فلنتمسك اذا بالرجاء والأمل وليكن لنا إيمان راسخ فى الله { لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين }(عب 10 :23).ونعمل معا من أجل عام جديد بأمل فى مستقبل أفضل ونتفائل بالخير ونعمله فنجده ونحيا سعداء به .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :