المستشارة "نهى الزيني"
بقلم: فايز فرح
كان من حسن حظي أن أشاهد وأتابع حوارًا للمستشارة الدكتورة "نهى الزيني" في أكثر من برنامج تليفزيوني، هذه السيدة الفاضلة والقانونية البارعة صورة مشرقة للمرأة المصرية الناجحة القوية ابنة الحضارة المصرية العريقة، هي إنسانة واثقة في نفسها، تتحدث بطلاقة ولغة عربية فصيحة مفهومة للجميع، تعرف روح القانون، وتعبّر عن رأيها في حرية واضحة، وتتمتع بالكاريزما التي يتمتع بها المفكرون والفنانون، ثم هي بجانب كل هذا مصرية مسلمة متدينة مستنيرة محجبة. تابعت آخر حوار معها في برنامج الحقيقة الذي يقدمه "وائل الإبراشي"، وشعرت بفخر حقيقي أن في "مصر" سيدات فضليات مثل المستشارة الدكتورة "نهى الزيني".
تحدثت المستشارة عن أخطاء وخطايا العملية الانتخابية، وقالت: بعد ثمانين سنة فساد سياسي واجتماعي، من الطبيعي أن توجد هذه الأخطاء، والفزاعة من الإخوان المسلمين والسلفيين خلقها الإعلام غير المسئول، وأنها لا تخف منهم فما يقوله الإعلاميون من أن النظام الإسلامي إذا نجح في الوصول إلى الحكم سيجبر النساء على ارتداء النقاب والمكوث والتزام البيت وعدم خروج المرأة أو السماح لها بالعمل، ومنع السياحة أو تقليصها، كلام غير حقيقي، وضربت مثلًا بمنع الخمور من التداول في شركة مصر للطيران، قالت إنه في السبعينيات من القرن الماضي كانت الشركة تقدم الخمور للركاب وكانت تخسر ماديًا، والآن منعت الخمور من الطائرات، والشركة مازالت ناجحة تحقق أرباحًا معقولة.
السياحة ستظل موجودة ولا يستطيع أي نظام قادم أن يستغني عنها لأنها عصب الاقتصاد المصري، المهم ألا نخف وننظر بأمل في المستقبل.
تحدثت المستشارة "نهى الزيني" أيضًا عن الداعية "عبد المنعم الشحات"، وقالت إنها تحترمه كشيخ ورجل دين داعية، لكنها لا تعترف به كسياسي؛ لأنه عندما رشّح نفسه في الانتخابات اهتم بتقديم نفسه كداعية ورجل دين ونسى السياسة تمامًا ومن هنا سقط في الانتخابات لأنه خوّف الناس منه.. أما عن رأيه في كاتب "نوبل" الأستاذ "نجيب محفوظ" فقالت إنها تحترم الكاتب وتستمتع بمؤلفاته ولا تتفق مع رأي الشيخ في أن أدبه يدعو للدعارة، وهي تعتقد أن الشيخ يتهم الكاتب دون أن يقرأ له وهذا خطأه..
وفي جرأة غير عادية طلبت المستشارة "نهى الزيني" من الشيخ أن لا يفكر في ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية لأنه لن ينجح، وأنها شخصيًا لن ترشّحه لأنه لم يقدّم نفسه كسياسي يناسب المنصب بل اهتم بتصريحاته الدينية التي قد تبث الخوف في المواطنين عن المرأة والسياحة وغيرها..
كاتب هذه السطور يعلِّق على موضوع "نجيب محفوظ" بأن يشير إلى ما فعلته "فرنسا" من تكريم لأديبنا الكبير من إطلاق اسمه على أحد ميادين "باريس" عاصمة النور، وهو ميدان "كونفستون".
هكذا في الوقت الذي تكرِّم "فرنسا"- بلاد النور والثقافة والحضارة- أديبنا العملاق "نجيب محفوظ" وتطلق اسمه على أحد ميادين عاصمتها العملاقة، يتنكَّر له أحد شيوخنا، بل ويتهم أدبه بالدعارة، مما يجعل دول العالم المتحضرة تنظر لنا في شفقة على تخلفنا وتأخرنا ونحن في القرن الحادي والعشرين!!.
كان جميل من المستشارة الدكتورة "نهى الزيني" أيضًا أن تعبر عن احترامها للناشط السياسي "جورج إسحق" الذي اعترف بسقوطه في الانتخابات في "بورسعيد" وحيا وبارك لخصمه من الإخوان المسلمين الذي فاز بالمقعد المتنافس عليه.
حقيقة، إن أي مصري يسمع ويرى المستشارة الأستاذة "نهى الزيني" يشعر بالفخر لبنت بلده حواء المصرية الرائعة، حفيدة "هدى شعراوي" و"سيزا نبراوي" و"نبوية موسى" و"درية شفيق" و"أمينة السعيد".
والعجيب حقًا، أن تسفر انتخابات ثورة 2011 عن عدم نجاح أي امرأة مصرية في الانتخابات، على الرغم من ترشُّح كثيرات من المصريات الفضليات الثائرات أنفسهن!!.
إنه التقدّم للخلف، أو الصعود للهاوية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :