كلاكيت ثالث مرة.. اللي مش عاجبه يطلع برة!!!
بقلم: حنان بديع ساويرس
لاحظنا جميعًا ولاسيما بعد انتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، زيادة النزعة التسلُطية وازدهارها لدى التيارات الدينية المُتشددة، سواء جماعة الأخوان المُسلمين مُتمثلة بعد الثورة في حزب الحرية والعدالة، أو السلفيين ويُمثلهم حزب النور، فيطل علينا من حين لآخر أحد قادتهم أو أعضاءهم في الفضائيات بطلعته البهية، ليشجينا مُغردًا كالبلبل الصداح، مُدليًا بتصريحات عجيبة جدًا، ولسان حالهم جميعًا إن "اللي مش عاجبه حكم الإسلاميين يطلع برة"!.
نشرت جريدة اليوم السابع 9 ديسمبر حوارًا مع المرشد السابق لجماعة الأخوان المُسلمين يقول فيه "اللي عايز يسيب مصر اعتراضًا على حكم الأخوان مع السلامة" كما صرح بنفس الشئ الداعية صفوت حجازي رغم تراجعه عن هذه التصريحات بعد ذلك قائلًا "اللي مش عاجبه حكم الإسلاميين يمشي" وبعد تراجعه عن هذه التصريحات فيما بعد، قال أنه لم يقصد بهذا الكلام الأقباط، بل يقصد العلمانيين الرافضين لتطبيق الشريعة الإسلامية.
أما القيادي بجماعة الجهاد الإسلامية، فقال في حالة وصولهم للحكم فإنه واجب على النصارى دفع الجزية أو يخرجوا برة البلد! إلى نهاية تصريحات له أكثر من مستفزة عن الديمقراطية وتدمير الأقباط في حالة لو فعلوا مشاكل!!
فهكذا عزيزي القارئ "كلاكيت ثالث مرة" فقد تكررت مقولة "اللي مش عاجبه حكم الإسلاميين يطلع برة" ثلاث مرات من ثلاث شخصيات تتبع التيارات الإسلامية المتشددة بمختلف أنواعها، وبدون استحياء، فيتحدثون عن مصر وكأنها ملكية خاصة، أو كأننا "كمصريين" قد قمنا بتأجيرها منهم لفترة من الزمن، وقد انتهى عقد الإيجار، وقد أضاف المُلاك الجُدد بنودًا جديدة للعقد شرطًا للإقامة، وإن لم نقبل هذه البنود المُستحدثة فسَيقومون بطردنا منها!!! فلو كانوا بالفعل قد أمتلكوها ونحن لا ندري، فرجاء أن يُطلعونا على عقد الملكية فربما نحتمل منهم سخافة هذه التصريحات!! وبهذا لم يُصبح الشيخ يعقوب صاحب واقعة غزوة الصناديق الشهيرة صاحب الانفراد عندما قال اللى مش عاجبه يطلع بره، عندهم أمريكا وكندا.
وكأن لديهم يقينًا أنهم مَن سيحكمون مصر!! لكن لا أعرف هل هذه الثقة التي جاءتهم فجأة وعلى حين غرة هل سببها هو مجرد حصولهم على النسب التي تم الإعلان عنها في انتخابات المرحلة الأولى، أم لقاءات بعض المسئولين الأمريكان بهم ولا سيما جماعة الإخوان أم أن هناك شئ آخر لم ندركه والله أعلم!! ونحن لسنا بصدد أن تحكم هذه التيارات من عدمه، طالما أن هذا لو حدث "لا يسمح الله أو يشاء" سيكون حسب إرادة المواطنين، لكن ما أنا بصدده الآن الا وهو أنهم قبل أن يحدث ذلك خرجوا علينا بدون تجميل أو تزيين، في صراحة بالغة غير معهودة يُحسَدون عليها يُصرحون جهرًا بما سيفعلونه بالشعب المصرى فى حال حكمهم لمصر!!!
فلم ينتظرون من فرط اشتياقهم لقهر المصريين، إلى أن يحكمون بالفعل ثم يُفاجئونا بأهوالهم!!!
فالمشكلة تكمن في هذه الجرأة، والتحدث فى أمور سابقة لأوانها، فماذا سيفعلون هؤلاء بالمصريين لو حكموا مصر بالفعل فقد بدأوا يُكشرون عن أنيابهم مُبكرًا جدًا وأصبح شغلهم الشاغل كيف يُحجبون ويُنقبون نساء مصر وهذا رغم أن أغلبية المُسلمات مُحجبات أو مُنتقبات ولكن يبدوا أن هذا غير كافٍ بالنسبة لهم فمازالت النساء القبطيات سافرات!!! فلا أحد يفهمهم بشكل خاطئ فالناس نواياهم حسنة ويُريدون الاطمئنان على أن نساء مصر باتوا مستورين!! عفوًا عزيزي القارئ فشر البلية ما يُضحك.
فمنهم من خرج علينا صارخًا فى وجوهنا مُصرحًا بأنه بمجرد أن يمسك بزمام الأمور سيُطبق الشريعة، ولم تخرج تصريحاتهم على اختلاف تياراتهم الدينية المُتشددة عن موضوعين وهما "المرأة والأقباط " وكيف سيتفننون فى إذلالهم لو حدث وحكموا مصر فقد أختزلوا كل مشاكل مصر من بطالة واقتصاد وتعليم وتعامُلات دولية، وغيرها من أمور مصيرية للبلد في المرأة والأقباط ولا ينتبه صاحب الآراء منهم والتي تتسم بالفانتزيا، أنه يتحدث عن مصر وهي بلد كبير، عليه، وأنه لا يتحدث عن قرية أو دائرة، قد نجح فيها في الانتخابات بتضليل البسطاء، أو ربما يعتقد أحدهما أنه يتحدث عن كيف يضع خُطة ليُدير بها بيته وأسرته، أوكيف يتعامل مع أبنائه أو يتحكم في زوجته، كلا فأنتم تتحدثون عن مصر مهد الحضارات وتنوع الديانات، وتتحدثون عن أبناء مصر الأحرار سواء نساءها أو رجالها، أقباطها أو مُسلميها فأنتم لا تتحدثون عن عبيد قد قمتم بشرائهم لتصبحون أصحاب الأمر والنهي في مُختلف أمور حياتهم، أوتشكلون تهديدًا لمُستقبلهم ومُستقبل أولادهم وبناتهم، فأنتم ليسوا بآلهة لنرضخ لابتزازكم ولن نترك لكم مصرنا لتعبثوا بها، لتعودون بها وبنا لعصور الجاهلية والظلام وضرب حضارتها في مقتل، فمن تسول له نفسه أنه سيفعل ذلك فهو حالم ولا يعيش في أرض الواقع، ولن يكون دورنا كمواطنين مصريين أصلاء هو الصمت المقيت المُميت، أو أن تتخيلوا أننا سنقف فى صفوف المُشاهدين مكتوفين الأيدى، فلم يُدرك أحد من هؤلاء أنه يتحدث فى إعلام واسع يسمعه ملايين البشر داخل وخارج مصر، وليست فى خطبة فى أحد الزوايا يسمعه العشرات ويشجعونه قائلين "الله ياعم الشيخ قل كمان" أو ربما يعتقد أحدهم أنه يجلس على قهوة بلدى وهو يلعب دورين شطرنج أو طاولة ويروي لمن يصغي إليه عن عنترياته مع أهل بيته وكيف يقوم بتأديبهم وتضييق الخناق عليهم!!!
أفيقوا من أوهامكم فأنتم تتحدثون عن أبناء الفراعنة والذى تُريدون طمس هويتهم وحضارتهم فحتى لو حكمتم مصر لن تمتلكونها أو تملكونا،فحتى الحاكم لا يملك ولا يمتلك أهلها وشعبها فنحن لسنا بعبيدٍ أو إماء أو ماكيت تُحركونه كما تشاءون.
والجدير بالذكرأيضًا: أن جريدة الأهرام نشرت تصريح لرئيس الدعوة السلفية نقلًا عن برنامج آخر النهار قال فيه " أن الأقباط ليس من حقهم تولى الوظائف القيادية والسيادية فى مصر وإنه عندما تقبل إسرائيل أو أمريكا أوبريطانيا أن يكون رئيسها مُسلم سيوافق السلفيون أن يكون رئيس مصر قبطيًا بخلاف تصريحاته المُستفزة عن البنوك والديمقراطية والسياحة وفصل شواطئ الرجال عن النساء وإنه لن يتم فرض النقاب على المرأة بالقوة وأن الفتاة القبطية غير مُلزمة بالنقاب لكن مش ممكن نوافق إنها تمشى عريانة.
* فلا أدرى بأى مناسبة يعطى هؤلاء أنفسهم حق الموافقة من عدمه فى أن يكون رئيس مصر قبطيًا أو من أى دين آخر أو حق قبول أو رفض شكل ملابس النساء!! وما هذه المُقارنة الغير مُستنيرة بأن يكون رئيس إسرائيل أو أمريكا أو بريطانيا مُسلمًا وهى بلاد تمنح الجنسية للمهاجرين بها، والمُسلمين بها ليسوا بمواطنين أصليين فيها لكى يُصبح المُسلم رئيسًا لأى دولة منها، فكيف يتساوى هذا مع أقباط مصر المواطنون الأصلاء وهذا حقهم الطبيعى فى بلدهم وبلد آبائهم وأجدادهم الذين ولدوا فيها ودفنوا في أراضيها.
أما تعليقه عن عدم فرض النقاب على المرأة، ولاحظوا معى أنه يتحدث عن عدم فرض النقاب وليس الحجاب، أي سيفرض الحجاب بالقوة، فالرجل كرم الله وجهه لن يفرض النقاب على المرأة المسيحية، لكن عن شرط أن لا تسير المرأة المسيحية عارية!!! بمعنى أنه يرى أن المرأة المسيحية حاليًا تسير عارية بالشوارع فواضح أن المرأة مكشوفة الشعر فى نظر من يدعى التقية يصفها بالعارية!! أم أنه ربما تكون النساء القبطيات يسرن بالمايوهات فى الشوارع ونحن لا نعلم!! فلماذا تفترض أنك ستعلمنا الفضيلة ولماذا تتجرأ أن تتحدث بهذا الشكل المُخجل عن المرأة المسيحية وتتهمها بالعري؟ فما هذا التطاول والإسفاف فى التعبير وكيف تتجرأ مُعطيًا لنفسك حق المنح والمنع في خصوصيات المواطنين، فبدلًا من أن تتحدث عن ملابس المرأة، والتى لا تفكرون في سواها، وفي كيفية البحث لها عن طرق تُقبرونها بها، فالأفضل أن تتمثلون بتعاليم السيد المسيح الذى قال "إن أعثرتك عينك اليمنى فأقلعها" أي على الإنسان أن يتحكم فى غرائزه ويضبط شهواته بدلًا من أن يكبت الآخر من أجل غرائزه المُستثارة التي لا يستطيع أن يتحكم فيها، لذلك الأسهل له أن يتحكم فى الآخرين ويُقمع حريتهم من أجل أن يستريح هو.
عمومًا إذا كان تطبيق الشريعة والحُكم بها هى رغبة جماعية للمُسلمين بمُختلف طوائفهم وتياراتهم، فليكن لهم ما يُريدون لكننا كمسيحيين لا نقبل أن نُحكَم بشرائع تُخالف عقائدنا الدينية، فنحن غيرتنا على ديننا ومُعتقداتنا لا تقل شأنًا عن غيرتكم على الشريعة الإسلامية، والتى لو تم تطبيقها على الأقباط سيكون هذا بمثابة إنكارهم لعقيدتهم وهذا لا يقبله أي عاقل. فقد لفت انتباهي رأي أحد أعضاء الوفد الأمريكي الذى جاء لمُراقبة انتخابات المرحلة الأولى، عندما سألته مُراسلة إحدى القنوات قائلة له: مارأيك في صعود التيارات الدينية، وأنهم يُريدون تطبيق الشريعة؟ فأجابها قائلًا: إذا أرادوا أن تطبق الشريعة فيجب أن تطبق على من قام بانتخابها ومن وافق عليها ولا يجب أن تطبق على الأقباط. كما قال أيضًا أنه من المُمكن أن تطبق فى مصر التجربة التركية، فهذه التجربة لا يروق للإسلاميين تطبيقها، فهم يُريدون الاستحواذ على حكم مصر بدون أى شروط أو قيود تعوقهم عن جعل مصر ولاية إسلامية بحتة، بدون تدخل أى جهة مدنية أو وضع أي أفكار تدعو لعلمانية أو مدنية الدولة، لدرجة أنهم يُكفرون الديمُقراطية وحتى يُُصبح من يحكم منهم من أولي الألباب أو أولي الأمر والنهي ومن يُخالف سيكون بالطبع من الكافرين!!
أريد أن ألقى الضوء على التجربة التركية حسبما أوضحها رئيس وزراء تركيا "رجب طيب أردوغان" فى زيارته لمصر فى سبتمبر الماضى وكيف تم إستقباله من الإخوان المُسلمين والسلفيين، فمثلًا اليوم السابع كتبت "إستقبال حافل من طلبة الأزهر والإخوان لأردوغان أمام مشيخة الأزهر" وأيضًا "الآلاف من الإخوان والسلفيين يستقبلون أردوغان بمطار القاهرة"، "وإستقبال شعبى لأردوغان بمطار القاهرة"،وهذا على سبيل المثال وليس الحصر فمثلًا الخبر الآخير يقول " وقد أصطف أعضاء الإخوان المُسلمين على طول الطريق المؤدى إلى الصالة المُميزة بالمطار رافعين صور أردوغان وشعارات الترحيب الممزوجة بشعار جماعة الإخوان المُسلمين ورددوا شعارات " أردوغان يا أردوغان ألف تحية من الإخوان "، "ومصر وتركية خلافة إسلامية"، وأفرحى يا فلسطين أردوغان صلاح الدين" والكثير من الشعارات التى أخذت شكل دينى بحت *فإستقبلوه إستقبال الفاتحين فقد توسموا فيه البطولة لتحقيق أهدافهم المَرجُوة والمكبوتة ولكن لم تأتى الرياح بما تشتهى السُفن وإنقلب الأمر رأسًا على عقب وتحول هذا الهتاف له إلى صراخ عدائى ضده بين ليلة وضُحاها وهذا فى اليوم التالى لإستقباله عندما أستضافته الإعلامية منى الشاذلى ببرنامجها العاشرة مساءً وسألته مُستفسرة عن مفهوم العلمانية بتركيا وهل تتناقض مع الإسلام وقد أجابها بالنص قائلًا " تركيا دولة حقوق وعلمانية وديمقراطية والعلمانية يختلف معناها من أمريكا إلى أوربا عن الدول الإسلامية، العلمانية تحترم كل الأديان، ولاتعنى اللادينية ولا تنفى الدين وتركيا تطبق مبدأ العلمانية وتقف على قدم المساواة من كل الأديان أما الشعب فليس علمانيًا ويعيش كل فرد دينه الذى يعتقد فيه وبعد أن أدلى بتصريحاته هذه قامت عليه الدنيا من الإخوان والسلفيين وتنصلوا من تصريحاته وكأن الرجل أصبح كافرًا فى طرفة عين وكانت ردود أفعالهم ضده عنيفة فقال الكتاتنى أمين حزب الحرية والعدالة " نحن غير مُلزمين بما قال أردوغان، وصرح غزلان المتحدث الرسمى للحزب بأنهم لم يتوقعوا كلامه وهو مرفوض لأن مصر غير تركيا كما صرح أيضًا بعض رموز السلفيين قائلين نحن لم نرحب به أو بتصريحاته!!!! وهكذا تصريحاته بعلمانية ومدنية الدولة جعلتهم يبيعون بطلهم الوهمى بدون ثمن والجدير بالذكر أن أردوغان أحد مؤسسى حزب العدالة والتنمية بتركيا والذى تم تأسيسه قبل توليه رئاسة وزراء تركيا سنة 2003 وهذا الحزب يُعادل فى مبادئه حزب الحرية والعدالة للإخوان المُسلمين بمصر والتى تم تأسيسه على نفس نهج الحزب التركى لذلك كان إستقبالهم لأردوغان حافل وإستقبالهم لآرائه عن علمانية الدولة صادم ومروع بمعنى أنهم فى التشدد يقتدون بالحزب التركى، ولكن فى المرونة رفضوا الاقتداء بعلمانية الدولة كتركيا!!!
فقد رفضوا المبدأ الأساسى لعلمانية الدولة، ألا وهو أنها تقف على قدم المساواة من جميع الأديان، ولأنهم بالطبع يُريدون التمييز بين دين وآخر لذلك يُريدون تديين الدولة، ولم يكتفوا بتديُن المواطنين ولا سيما أنه كما أوضح أردوغان أن الدولة علمانية أما الشعب فيعيش كل فرد حسب دينه، فلماذا إذًا التمسُك المُستميت فى أن يكون الحكم دينيًا، لذلك تحول أردوغان فى نظرهم من صلاح الدين إلى شخص مرفوض قبول حتى تعليقاته، طالما أن رأيه ضد تديين الدولة وهذا مُجهضًا لأحلامهم وطموحاتهم الفاتحية!!! وحقًا كما قال أحدهما فى تعليقه ضد تصريحات أردوغان أن مصر ليست تركيا وأقول أيضًا أن مصر ليست السعودية فهى أكبر وأعظم وأعرق من ذلك بكثير لذلك ستكون أفضل من تركيا بكثير بإصرار أبنائها وعزيمتهم القوية للوصول إلى مدنيتها التى ينشدونها مُنذ ثورة يناير وأيضًا لن تستطيعون أن تفعلون بأقباطها كما فعلوا أجدادكم بأجدادنا فالتاريخ لن يُعيد نفسه ثانية ولن يقبل المصريين الشرفاء الذين تتشدقون بطردهم يوميًا، سواء كانوا أقباط أو مُسلمين، ويرفضون حكمكم الديني لهم، بأن تتحكمون في مصيرهم، ولن نصدق وعود من لا عهد لهم، فقد انتزع المصريون نظامًا ديكتاتوريًا وسالت دماء الشهداء على أرضها من أجل الحرية، فلن نخلع ديكتاتورًا لنستبدله بآخر، وكما قال السيد المسيح له كل مجد "مبارك شعبي مصر" فسنعيش فيها كما نريد نحن وليست كما تريدون أنتم "وعلى فكرة مش عاجبنا ومش هانطلع برة"!.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :