الأقباط متحدون | ليليان تراشر و مواقف خطيرة... (6)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٣٣ | الاثنين ٢٦ ديسمبر ٢٠١١ | ١٦ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٢٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ليليان تراشر و مواقف خطيرة... (6)

الاثنين ٢٦ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم : د.ممدوح حليم
حين حدثت ثورة 19 ، مرت مصر بفترة عصيبة حيث قطعت خطوط السكك الحديدية والطرق، فعزلت أسيوط عن العالم، كما انتشرت أعمال السلب والنهب، خشي أهالي أسيوط أن يهجم الغوغاء على الملجأ، تجمع الأجانب الموجودين في أسيوط، وكانوا في ذلك الوقت كثيرين، تجمعوا في المدرسة الأميرية الثانوية، وأقيمت حولها حراسة مشددة، طلب منها أصدقاؤها أن تفعل مثل غيرها من الأجانب لكنها رفضت، وبقيت مع أبنائها وبناتها، ولما اقترب الغوغاء من الملجأ أخذت الأطفال ومعها ما خف حمله والنقود واختبأت في مكان مجاور، كان هناك خوف على حياتها من أن يظن الغوغاء أنها إنجليزية، وكانت الثورة ضد

الإنجليز، نهب الرعاع بيوت الأجانب، واشتعلت الحرائق، حاول بعض الدهماء الهجوم على الملجأ لكن فلاحا ً يسكن بجوار الملجأ تصدى لهم، ووضّح لهم خطأ الهجوم على مكان تمتلكه سيدة تفعل الخير، تسلق واحد سور المكان وصعد إلى سطحه فإذا برصاصة طائشة جاءت من الضفة الأخرى من النيل تصيبه فيسقط قتيلا ً، كان الرصاص هنا وهناك، والفوضى تعم، كانت القرويات يحضرن الطعام البسيط لليليان والأطفال في مخبأهم، إلى أن مرت الأحداث دون أذى لها ولأولادها. لكن تعليمات صارمة صدرت للأجانب بمغادرة مصر حرصا ً على حياتهم، فاضطرت ليليان أن تحصل على إجازة إجبارية في أمريكا بعد أن وزعت الأطفال على مدرسة الأمريكان والمستشفى الأمريكي بأسيوط. لكنها عادت بعد أن هدأت الثورة.

عاشت ليليان في أسيوط خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وما شهدته مصر خلالهما من غلاء وويلات ومتاعب وخراب ودمار، الأمر الذي كان عسيرا ً على سيدة أجنبية أن تجتازه ومعها مئات الأطفال. وفي يوليو 1942 اجتاز الألمان حدود مصر، فصدرت تعليمات من السفير الأمريكي لجميع الأمريكان بمغادرة مصر، ففعل هذا جميع المقيمين بأسيوط منهم، باستثناء ليليان تراشر!! وكان تحت رعايتها آنذاك أكثر من 800 طفل.

وفي سبتمبر 1974 ، حدث وباء الكوليرا، وقررت ليليان أن لا تقبل أي طفل جديد، لكن رجلا ً جاء إليها من مكان بعيد حاملا ً طفليه بعد وفاة زوجته، فتراجعت وقبلتهما، ليموت أحد الطفلين في اليوم التالي مصابا ً بالكوليرا، كان هذا يعني إمكان وفاة 50 طفلا ً كانوا معه في نفس العنبر، حاصر البوليس المكان ومنعوا الدخول والخروج، واتخذت السلطات الصحية إجراءات قاسية، كان الموت يهدد الجميع، لكن الفترة مرت على خير، وأقيمت صلاة شكر تذكارية في كنيسة الملجأ.
(انتظر الحلقة القادمة)




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :