الأقباط متحدون | كتاب وصف مصر 2011
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٢٣ | الجمعة ٣٠ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٠كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٢٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

كتاب وصف مصر 2011

الجمعة ٣٠ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم : نسيم عبيد عوض

فى 27 ديسمبر العام الماضى ‘ كتبت مقال بعنوان كتاب مصر عام 2010 ‘ وكتبت فيه اودع العام ‘قلت عنه أسوأ عام فى تاريخ مصر ‘ ولم أكن أعلم ماتخفيه الأيام لمصر ‘فقد بدأ العام بمذبحة شباب الأقباط فى نجع حمادى ‘ وانتهى بمذبحة شباب الأقباط فى العمرانية ‘ وكان مبارك حاكما لمصر 30 عاما ‘ وفى أول صفحات عام 2011 ‘ فجر مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى كنيسة القديسين فى الأسكندرية ‘ هذه المجزرة التى فجرت كل شئ فى مصر كلها ‘ والتى كشفت فخاخ الحكم وأخرجت الشعب فى كل شوارع مصر ‘ وجمعت شبابها حول الفيس بوك ‘ يجمعون قواهم لثورة فى ميدان التحرير ‘ وإنتهى العام بحرق كتاب وصف مصر ومجلداته فى المجمع العلمى المصرى ‘ بميدان التحرير.

جاء نابليون بونابرت الى مصر على رأس حملة عسكرية عام 1798 ‘ وبتخطيط عسكرى ‘ ولكن وللعجب ولسمعة وتاريخ حضارة مصر ‘ قدم ومعة على مراكبه 160 عالما وباحثا فى كل فروع الحياة ‘ ليكتبوا كتاب فى 192 مجلدا يوصفوا فيه حياة هذا البلد ‘ الذى يبهر العالم بحضارته وتاريخه العريق ‘ وفى آخر صفحات العام 2011 ‘ تم حرق معظم مجلدات الكتاب ومعه الآلاف من فروع المعرفة الأخرى ‘ فالذين حاولوا حرق وتدمير كنيسة الله فى مصر ‘ هم الذين يحرقون كل ماله أثر بتاريخ وحضارة مصر أيضا ‘ ومابين حرق الكنيسة فى أول العام وحرق آثار الحضارة فى نهايته ‘ إحداث وثورات وتغيرات وتحولات خطيرة للغاية ‘ قد تغير وجه الحياة فى مصر والمنطقة بأجمعها ‘ حتى أن العالم كله مازال واقفا على أطراف أصابعة ‘ محلقا يريد أن يعرف ماسترسى علية الأمور فى هذا البلد المتميز ‘ إحتوى كتاب عام 2011 ‘ مايمكن أن يملء أكثر من مجلدات وصف مصر الفرنسى ‘ فعام 2011 بدأ بنهاية حكم مبارك وبدأ حكم ورثته القوات المسلحة ‘ تسلموا منه الحكم فى 18 فبراير بطريقة ما غير معروفة لأحد حتى الآن ‘ أزاحوا وريثه إبنه جمال ‘ وورثوا هم الحكم كما تنبأ هو يوما ما أن القوات المسلحة سترث حكمه ‘ وينتهى العام وهم قابعون على قلب وأنفاس المصريين ‘ الرافضين لهذه الوجوة السوداء والحمراء والخضراء.

فى 24يناير ذهب مبارك الى أكاديمية الشرطة ‘ وفى حماية رجال حبيب العادلى ‘ ألقى خطابه الذى وصفته فى مقال لى –خطاب فى عرش الشرطة – وقد كتبت عن خطابه هذا ‘ انه خطاب إنتهاء الخدمة ‘ خطاب وداع العرش ‘ خطاب خلو طرف من فترة خدمة فشل فى القيام بواجباتها ‘ كان خطاب كآخر محاولة قبل النطق بالحكم ‘ وكتبت أيضا أن ماورد بالخطاب هو صك إتهام فى وثيقة حكم مصر ‘ وصحيفىة إدعاء موثقة بالأدلة أمام محكمة شعب مصر.
وخرج الشعب عن صبره وصمته الطويل ‘ وبعد 30 عاما ‘ وفى ميدان التحرير ‘ التف شعب مصر حول شبابه اليافع الناضج ‘ يزأر طالبا إسقاط النظام ‘ وما هى إلا أيام معدودة حتى رضخ الحاكم الظالم ‘ وخرج ولكنه لم يخرج تماما ‘ فقد أودع مفاتيح الحكم ‘ لزبانيته وقادة مجلسه العسكرى ‘ فقد سلمهم الصندوق ولكنه إحتفظ بالمفتاح ‘ وبعد خروجه من قصر إقامته الى قصر إقامة آخر ‘ رأى شعب مصر ضباط الجيش يعودون بعد 60 عاما يحكمون البلاد كمجلس قيادة مسلحة ‘ وعلى الفور نشروا الحكام العسكريين فى كل ربوع بلاد مصر ‘ والبلد تحكم حتى الآن بحاكم عسكرى فى كل ركن من أرض الوطن ‘ فخرج من الحكم عسكريا واحدا ‘ ليورثها الى كل العسكريين فى مصر .

وبدأ الورثة ينفذون مخططاتهم للبقاء فى حكم البلاد الى مالا نهاية ‘ فأخرجوا المتطرفين المسلمين وعلى رأسهم جماعة الأخوان المسلمين والسلفيين من سجون مصر ‘ ليعبثوا فى الأرض فسادا ‘ فبدأوا بحرق الكنائس ‘ وكانت كنيسة أطفيح –صول- أكبر مثل على الكراهية والبغضة ‘ التى نفث فيها هؤلاء السلفيين تعصبهم وحقدهم على كنيسة المسيح ‘ ثم تلاها كنائس كثيرة ‘ مسلسلات خطف البنات وإرغامهم على الأسلمة ‘نشر الرعب فى المجتمع بفرض الحدود ‘ وبدأوها بقطع الأذن ‘ فاق المجتمع ‘ على عصابات ومافيات بلحى وبدون ‘ يحرثون الأرض ويزرعونها بالفتاوى القاتلة ‘ وغطت مصر سحابة من سواد إسلامى يوزع الحقد والكراهية فى كل مكان ضد المسحيين وبحماية من العسكريين ‘ يقتلون ولا حساب ‘ يخطفون ويغتصبون البنات والحقوق ‘ ولا معين ولا منقذ من كل هذه البربرية القانونية ‘ أفاق المجتمع على المجلس العسكرى يقوم بتجميل جماعة الأخوان المسلمين لحكم البلاد ‘ فقام بتعيين مستشاريهم –طارق البشرى وصبحى صالح – ليتم تفصيل تعديلات دستورية ‘ وقانون تفصيل الأحزاب السياسية ‘ ووضح لرجل الشارع ‘ أن الإتفاق قد تم بين الإسلاميين وقادة الحكم ‘ على خطة تحجيم هذا البلد وتغليفة بحكم أسود تحت قوانين القمع الإسلامية ‘ وبقيادة عسكرية تحمى مخططاتهم وتركتهم التى ورثوها من حكم الثلاثين عاما من الفساد والطغيان .

وبدأت الأمور والمخفيات تظهر على السطح ‘ فوضح لنا أن ثمن الحرية الهشة هو الأقباط ‘ فبدأوا كما قلت بهدم الكنيسة وحرق الأخرى وقتل وخطف المسيحيات ‘ وفى ظل فتوى لمفتى الديار بتكفير هؤلاء المسيحيين ‘ خرجوا ليحرقوا كنيستين فى إمبابة فى يوم واحد‘ والتى قتل فيها 6 من الأقباط وجرح أكثر من 230 ‘ وإستمر قمعهم وقهرهم فى كل المجالات ‘ وتركوا الحبل على الغارب للإسلاميين يطاردون المسيحيين وقادة الكنيسة ‘ وإجتاحت مصر غمامة وسحابة من التأسلم الظاهر للعيان ‘ وظهر للكل أن تصفية الأقباط من أرض مصر قد وضعت موضع التنفيذ ‘وأن هناك حرب أهلية على الأبواب يكون ضحيتها الأقباط والكنيسة ‘ واستمر المخطط ‘ وفى شارع ماسبيروا أطلقت قادة القوات المسلحة فى مناورة مكشوفة ‘ بقيادة الشرطة العسكرية ورجال الصاعقة والمظلات ‘ قادوا عملية تصفية وتهريس لأجساد الأقباط فقتلوا 29 قبطيا منهم 17 مدهوسيين بالمدرعات ‘ وعلى مرأى من العالم كله ‘ لم يأبهوا لأحد ‘ كفاهم رضاء الإسلاميين فى مصر والسعودية ‘ وبلاد الخليج العربى .

ووضح للجميع أن مخطط المجلس العسكرى يسير فى غوايته لحكم البلاد ‘ فقد أطلق العنان لجماعة الإخوان المسلمين وللسلفيين ولكل الجماعات الإسلامية فى مصر ‘ أن تكون أحزابا شكلها الخارجى سياسى وفى حقيقتها أحزاب دينية ‘ ترك لهم العنان فى إنتخابات شغلت البلاد كلها ‘ ليحصدوا كل كراسى مجلس الشعب ‘ وسيخلفه مجلس الشورى ‘ ترك لهم المجلس الإنتخابات لينعموا بها ‘ وعلى الجانب الآخر ‘ مستمرا فى تصفية كل عناصر الثورة الشبابية المصرية ‘ التى تجرأت وزأرت فى يناير الماضى ‘ وفى ظل هذه الإنتخابات قامت القوات المسلحة بإستخدام الغازات والكيماويات لقتل مئات الشباب المصرى فى موقعة محمد محمود ‘ولحقها مذابح وقتل وحرق بمواقع مجلس الوزراء وميدان التحرير ‘ ومع مسيرة الإنتخابات ‘ عين مجلس وزراء لحكم مصر ‘ من عناصر معينة ‘ إختارها بمعرفته متجاهلا الشعب المصرى ومطالبه ‘ وظهر جليا أن الذى يفعل كل ذلك فى شعب مصر لن يترك الحكم لأحد بل هو مستمرا على كرسى الوراثة ‘ كتم إنفاس للشعب لدكتاتورية الحكم .

وهذا ما يسطر أواخر صفحات كتاب عام 2011 ‘ لقد حرقوا النسخة الأصلية الفرنسية من كتاب وصف مصر عام 1798 ‘ وعيونهم على حرق كتاب وصف مصر الحديث هذا العام والأعوام القادمة ‘ولإلهنا نسأله أن يحفظ أرض مصر من المتآمرين على ألأرض والشعب المبارك منه ‘ لنبدأ كتاب 2012 بصفحات مضيئة يسطر فيها المصريين مايبعث فينا الأمل والرجاء ‘ فى حياة جديدة آمنة وسالمة على أرض وطننا الغالى.
 

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :