الأقباط متحدون | الثوار لا يحرقون
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٣٩ | الجمعة ٣٠ ديسمبر ٢٠١١ | ٢٠كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٢٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الثوار لا يحرقون

الجمعة ٣٠ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٤: ٠٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: فايز فرح
الثوار لا يحرقون ولا يدمرون ولا يشاغبون. الثوار يعشقون الحياة ويأملون فى السلام ونشرون الحب وينشدون الخير لكل انسان. وهم يثورون ويتعذبون من أجل رسالتهم الإنسانية وتغيير المجتمع للاصلح والقضاء على الشرور الكثيرة والخطايا العديدة التى يرتكبها الكبار والمسئولون المغيبون.
الثوار غير مسئولين عن حرق المجمع العلمى أو التراث الضخم الذى يحويه من كتب نادرة ومخطوطات لا توجد إلا فيه، إنها مأساة حضارية بالطبع، لكن الذى يرى صورة المجمع العلمى وهو يحترق لابد أن يصاب بصدمة نفسية شديدة وهلع كبير، وربما يصاب بأمراض نفسية ولا يصدق أن هذا يحدث فى مصر العريقة الحضارة، التى عرفت الورق وصنعته منذ آلاف السنوات. وقبل أن توجد دول الحضارة العالمية المعاصرة.
المتأمل للصورة والدارس والمحلل للموقف، يشعر بأن العملية تخريبية مخططة لا يستطيع أي إنسان أن يقوم بها، والنار المشتعلة المتاججة تدل على مواد سريعة الاشتعال استخدمت فى العملية، وأيدٍ مدربة على التخريب قامت بها.
الثوار أبرياء من كل هذا, هم شباب طاهر يريد أن يعمر لا يدمر, يريد أن يعترض فى صمت, يبذل نفسه ويتقدم إلى الموت فى سبيل مستقبل بلاده, الغريب والعجيب حقًا أن يخرج علينا المجلس الأعلى العسكري بتصريح يقول أنه مخطط لحرق مصر, وأنه كان يعلم قبل أربعة أيام ’’ والسؤال الذى يفرض نفسه هو: إذا كنتم تعلمون فلماذا لم تستعدوا؟ وهل الحفاظ على أمن المجمع العلمى من التدمير يمثل مشكلة عندكم أو صعوبة؟ وهل هو أصعب من اقتحام قواتنا الباسلة لخط بارليف وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذى لا يهزم؟؟ وهل.... وهل....إلخ؟!!
ثم أليس معرفتكم هذه تدل على براءة الثوار من هذا العمل الإجرامي الذى هز موقف مصر عالميًا؟.
ونأتى لطريقة معالجة العسكريين للموقف, وهى عجيبة أيضًا فى تأخر عربات المطافئ في الحضور، مع أنه توجد مطافئ بجوار المكان نفسه, مجرد أمتار فكيف لم تطفئ الحريق فى الحال؟
أما التعامل مع الثوار فحدث ولا حرج, العسكريون يقولون أنه مخطط إجرامي ويعلمون أن الثوار أبرياء من هذا المخطط وأن الذى قام بالحريق وكل الشغب مجموعة من البلطجية والأطفال المشردون، الذين نسميهم أطفال الشوراع، والصورة لا تكذب، وهناك صور عديدة للبلطجية والأطفال واضحة جدًا أثناء حرقهم المبنى وضربهم الثوار بالطوب,, فلماذا لم يقبض عليهم؟؟ ماهى الصعوبة في ذلك؟؟ أيصعب على جيش مصر العظيم القبض على شوية بلطجية؟!
ثم ما هى حكاية الأطفال والشباب الذين صعدو إلى سطح مجلس الوزراء أو الشعب وأخذوا يقذفون الثوار بالحجارة؟ ألم يكن أولى بهم أن يذهبوا إلى فلسطين ليشتركوا فى حرب الحجارة؟!! من الذى أتاح لهم فرصة الصعود وكيف تمت ومن أين جاءوا بالحجارة؟!! أسئلة كثيرة لا تجد حلًا.
ويصرح المجلس الأعلى العسكرى بأنه مخطط خارجى وداخلى فى نفس الوقت, دول خارجية تصرف الملايين بل المليارت لتحترق مصر, ومن الداخل بقايا العصابة التى حكمت مصر ثلاثين عامًا تريد أن تخرب مصر عملًا بالمثل القائل: عليَّ وعلى أعدائي!!
أين المخابرات المصرية القوية الذكية التى استخدمت جمعة الشوان وسمير الاسكندراني وغيرهما فى الوصول لقلب إسرائيل والحصول على أحدث أجهزة التنصت المخابراتية في العالم؟
وإذا كان المجلس العسكرى يعرف كل هذا فلماذا يضرب الثوار ويقتلهم يوميا فى نفس الوقت الذى نجد فية البلطجية وأطفال الشوارع يمرحون فى مكان الجريمة بوجوههم الكالحة المعبرة عن الإجرام دون إصابات أو قتل؟ هل هو اللهو الخفى؟ التعبير الكوميدى المخيف عن جريمته, والاسم الحركى لعمليات لا نعرفها!! وكله كوم وحكاية الفتاة المنقبة التى ضربها العسكريون والجنود البواسل أمام مجلس الوزراء كوم آخر. ما هذه الوحشية ضد فتاة برئية مجرد ثائرة..
ثم كيف تضرب وتسحل على الأرض ثم يعرى جسمها وهى المنقبة أساسًا ويضربها الجنود بأحذيتهم؟!! إنها مأساة القيادة العسكرية في أرض الثورة وقد اعترف المجلس الأعلى بان الصور حقيقية فعلًا وأنه جاري التحقيق في هذه الواقعة! تماما كما يجرى التحقيق حتى الآن في موقعة ومأساة ماسبيرو ومسرح البالون وحرق كنيسة إمبابة والجيزة..... إلخ
تحقيقات في تحقيقات ولا نتيجة إلا اللهو الخفي!!
صورة الفتاة وهى مسحولة على الأرض وسط جنودنا البواسل، نشرتها معظم الصحف والمجلات ووكلات الأنباء العالمية في صفحتها الأولى, وقالت معلقة عليها: "تعرية الفتاة وسحلها إذلال لنساء مصر وخيانة للثورة".
ولو دفعت إسرائيل مليارت الدولارات لما أساءت لمصر مثلما أساءت هذه الصورة الحيوانية اللاإنسانية المجرمة. ومع الحزن العميق لهذا المشهد التراجيدي الماسأوي إلا أننا نجد شابًا من الثوار لم يعجبه المنظر وشعر أن تعرية هذه الشابة المنقبة هو إساءة وهتك لعرضه هو, فقام بمحاولة الدفاع عنها وتغطية جسدها فكان جزاؤه الضرب والسحل ورصاصة غدر استقرت فى ركبته هذا الشاب المصرى الشجاع هو :
إيهاب حنا إشعياء
ومازلنا ننتظر نتائج التحقيقات عن كل الجرائم والاستثناءات حتى تنتهى الاعتصامات, وتعود مصر إلى حياتها وتسبق الزمن لتحقق كل التطلعات..
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :