الأقباط متحدون | نحن لا نخاف
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٤٧ | السبت ٣١ ديسمبر ٢٠١١ | ٢١كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٢٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

نحن لا نخاف

السبت ٣١ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم نسيم عبيد عوض
جملة من ثلاث كلمات سمعتها من قداسة البابا شنودة الثالث فى رده على أحد الأسئلة ‘ الخاصة بالإحتفال بعيد الميلاد المجيد ‘ فى عظة الأربعاء 28 ديسمبر ‘ فقال هذه الجملة ‘ نحن لا نخاف ‘ " الله " ‘ ماأجمل هذه الكلمات ‘ وما أجمل جو الفكاهة التى نشرها قداسته على المجتمعين فى إجتماع دينى مشهور‘ حتى أنه قال نكته عن نجيب الريحانى ‘ رجل حكيم يرسل رسالة لكل النفوس الخائفة والمضطربة ‘ نحن لا نخاف ‘ ولذلك نحن نضحك ‘ وقد أشار قداسة البابا لحادثة قد عاصرتها فى طفولتى وما زلت أتذكرها ‘ قبل عيد الميلاد المجيد جائت لكل المسيحيين أخبار أن جماعة الإخوان المسلمين ‘ سيفجرون كل كنائس المسيحيين ليلة العيد ‘ بوضع متفجرات بداخل الكنائس ‘ حتى أن رجال الأمن كان لهم وجود ظاهر فى نلك الليلة ‘ والمفرح فى الموضوع ان الكنيسة الصغيرة إمتلأت عن آخرها فى تلك الليله ‘ ليلة عيد ميلاد رب المجد يسوع ‘ مخلص البشرية ‘ وكانت الإشاعة كنكته كنا نتداولها فيما بيننا.


والمسيحى الحقيقى لا يخاف من الإضطهاد أو الإستشهاد ‘ بل ان عصور الإستشهاد فى تاريخ الكنيسة كانت عصور إنتشار المسيحية ‘ لأنه كلما زاد عدد الشهداء تضاعف المؤمنين المسيحيين ‘ وكان المؤمنين فى الدول الوثنية يتصارعون ويتسابقون فى الذهاب لقاطعى الرقاب ‘ حتى ينالوا إكليل الشهادة ‘ ولعل تاريخ القديس العظيم الأنبا أنطونيوس ‘ يحكى لنا أنه كان يترك ديره فى البرارى ‘ وينزل للأسكندرية يعظ المؤمنين ويشجعهم وهم فى طريقهم للإستشهاد ‘ وللذين لا يعرفون ‘ عليهم أن يطالعوا على كتاب السنكسار ‘ وهو سجل شهداء الكنيسة منذ العصر الرسولى الأول وحتى يومنا هذا ‘ ويقرأ فى الكنائس يوميا قبل قراءة الإنجيل المقدس ‘ وهو كتاب تاريخ الكنيسة والمكمل لما بعد الإصحاح الثامن والعشرين من سفر أعمال الرسل ‘ وهو سجل لن تنتهى صفحاته إلا بمجئ السيد المسيح الثانى ‘ كقول الرب لنفوس الشهداء تحت المذبح بعرش الله ‘عندما فتح الرب الختم الخامس كقول القديس يوحنا الراءى " رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التى كانت عندهم . وصرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس والحق لا تقضى وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض . فأعطوا كل واحد ثيابا بيضا وقيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ابضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم واخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم ." رؤ6: 9-11"


نحن لا نخاف لأن هذا وصية من رب المجد ‘ وقالها حرفيا ‘ لا تخف ايها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت."لو12: 32‘ ويقول أيضا " لا تضطرب قلوبكم .يو14: 1‘ وسبب عدم خوفنا هو سلام الله الذى وهبنا إياه حسب قوله " سلاما أترك لكم . سلامى اعطيكم. ليس كما يعطى العالم اعطيكم أنا . لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب " يو14: 27‘ وأيضا عرفنا أنه ستأتى ساعة يظن فيها الذى يقتلنا انه يقدم خدمة لله ‘ وأيضا " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد .." والكتاب كله يعلمنا ان لا نخاف ‘ لأننا نثق ان الله قد غلب العالم وبه نحن أيضا سنغلب العالم " وهذه كلها تعاليم ربنا وكلام الكتاب ‘ وقد عاش القبطى طول حياته وبإيمانه هذا لا يخاف ‘ والدليل على ذلك الثورات العاتيه التى قام بها الأقباط ضد الإمبراطورية الرومانية ومن قبلها اليونانية والفرس ‘ ويكفينا فخرا واحدة فقط من الثورات ‘ ثورة الأقباط البشموريين التى هزت الدولة العباسية والأموية ‘ ولم يستطيعوا ان يغلبوهم إلا بحرقهم وهم وبلادهم بالكامل ‘ وقد واجه الأقباط عصور الظلم والطغيان والقهر والقتل والتصفيات الجسدية ‘ فلم يكن حكم الولاة العرب لمصر رحلة ونزهة ‘ بل كانت على مر التاريخ ذبح وقتل وسفك دماء وسبي نساء ‘ وسيف يقطع الرقاب فى كل مكان ‘ حتى وصل الى قطع لسان كل من لا يتحدث اللغة العربية ‘ ونذكركم بالحاكم بأمر الله وأمثاله كثيرون طوال الحكم الإسلامى فى مصر ‘ وهاهم الأقباط على أرضهم عائشون ‘ وكنائسهم عامرة وتزداد ‘ وهاهو بطريرك الأقباط على كرسى مارمرقس يقول النكات ويشيع البهجه فى قلوب شعبه ‘ ويعلمهم أننا لا نخاف .


فإذا جاء الإسلاميون اليوم ويطالبون بتحكيم الشريعة الإسلامية وتطبيقها ‘ فلن نقبلها وسنرفضها بكل قوانا ‘ أننا ونحن شعب الأرض لابد من إحترام وجودنا كشريك فى الوطن ‘لا يستطيع الوطن ان يسير بكفة وعجلة واحدة ‘ لا يستطيع الحياة كأعرج وسط عالم متحضر ‘ الحياة بدون الأقباط فى مصر ‘ لا أغالى إذا قلت ستمحوا هوية مصر ‘ فالتوافق الوطنى بين شعب مصر ضرورة للحياة الآمنة المستقرة ‘ فالمجتمع المصرى يحتاج الأقباط كما يحتاج للمسلمين ‘ وهم قوة واحدة لا يمكن تفتيتها وإلا يحدث الإنفجار ‘ فرغبة تطبيق الشريعة الإسلامية عفا عليها الزمن ‘ وأيضا إجبار القبطى على قبول نص المادة الثانية فى الدستور ‘ بأن الأسلام دين الدولة ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع " عودة للخلف ‘‘ مادة لا معنى لها ولا رائحة ونحن الأقباط رافضين لها ‘ ووجودها فى الدستور لا يخيفنا ‘ والمادة مفروضة بالقوة على الأقباط ‘ونحن لا نخاف ‘ وإذا خرج السلفيين يشيعون الوهابية فى أرجاء المجتمع لا يخيفنا ‘ فنحن الأقباط لا نهتز من هذه الزوابع ‘ فأنتم لا تعيشون فى مصر وحدكم ‘ هناك أصحاب الأرض الحقيقيين ‘ وهم لا يخافوا ولا يقلقوا ‘ وإذا أراد الإعلام المريض أن يشيع فى مصر هذه الفقاعات من حين لآخر ‘ سنرد عليهم أبدا ودائما قول البابا " نحن لا نخاف" ولكننا نقلق على أمن وإستقرار الوطن كله ‘ ويهمنا سلامته وتقدمة ورخاؤه ‘ وكل هذا ينعكس على كل فرد فى أرض الوطن ‘ ونحن فى كنائنسنا نرفع صلوات يومية لإزدهار الوطن ونماءه ولكل خيرات البلد ‘ ولعل الله يسمع صلواتنا ويعم بالخير والسلام لمصر‘ ويعطينا فى العام الجديد بداية طيبة لحياة آمنة مستقرة سالمة.‘




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :