منْ تدخَّل فيما لا يعنيه
بقلم: سحر غريب
منذ تسعة أعوام- وبالتحديد عندما كنت حامل في طفلي الأول، وأثناء شهري التاسع، يعني "كرنبة هانم"، عندما كان الحجم إكس إكس لارج، والملابس فضفاضة، والملامح مخنشرة بفعل هرمونات الحمل- استقللنا أنا وزوجي سيارة أجرة يجلس على مقودها سائق بلحية مشعثة يلبس جلبابًا أبيض على ملامحه غضب الله، يستبيح لنفسه أن ينظر على امرأة غيره ويحدّد ملامحها وملابسها، ثم ويالبجاحته يُعلق عليها!!. وعندما وصلنا لوجهتنا وتركت السيارة لأنتظر زوجي على الرصيف حتى يحاسب السائق، وجدت زوجي يتأخر، فقلت في عقلي: أكيد اختلفا على الأجرة كالعادة.
جاء زوجي فسألته عن سبب تأخره، فرد بأن السائق كان ينصحه نصيحة لوجه الله.. فسألته عن تلك النصيحة، فبدأ يحكي: السواق شايف إنك حرام تحطي روج- أي أحمر على شفاهي والعياذ بالله-. قلت له: وكيف رددت على هذا المتطفل؟ قال لي: هو بدأ كلامه بأنه ذي أخويا وينصحني لوجه الله، فرددت عليه إنه لا يجوز للأخ أن ينظر و يبحلق في زوجة أخيه..
هذه الأحداث حدثت قبل تسع سنوات، قبل أن تشتد شوكة السلفيين، فما بالك بما سيحدث منهم غدًا؟؟ وعندما ستحاورهم ساعتها سيتهمونك بأنك عدو لدود للديمقراطية التي صعدوا عن طريقها، فهذا هو رأي الأغلبية وعلينا أن نضع ألسنتنا داخل أفواهنا ونصمت!.
نعم يا سادة، سنحترم رأي الأغلبية، ولكن فلتذهب الأغلبية للجحيم عندما تقيِّدون حريتنا، وتتحكمون فينا، وتتخيلون أنفسكم ولاة أمورنا وعلينا طاعتكم.. هذه حريتنا وتحتها ألف خط أحمر، وعليكم أنتم أن تحترموها. فهناك قاعدة عامة سنتبعها جميعًا معكم وهي أن من يتدخل فيما لا يعنيه سمع مالا يرضيه.
أما إذا أردت أن تحصل على ثواب عظيم في الدنيا وفي الآخرة، فعليك حقًا أن تكتفي بتقديم نصحك لأهل بيتك لا أن تقدِّمه لجميع أهل "مصر"، وكما يطالبنا البعض بإنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نطالبكم نحن باحترام أنفسكم وتعميم غض البصر، فلو غضضتم البصر لارتحتم وأرحتم، وكل واحد يبدأ بنفسه.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :