زواج "مصر" من الإخوان المسلمين والسلفيين باطل باطل باطل!!
تنويه: هذا الموضوع من وحي الخيال
بقلم: صبحي فؤاد
مباشرة بعد رحيل الرئيس السابق "مبارك" في فبراير 2011 م، جلس المشير "طنطاوي" ومجلس العسكر في "مصر" مع عدد من قيادات الإخوان المسلمين والسلفيين، وسألوهم عن طلباتهم، فرد الإخوان بأنهم يريدون الزواج من "مصر"، أما السلفيون فردوا قائلين بأنهم يردون تطبيق شرع الله والحكم بدينه بين الناس كما أوصاهم نبيهم.
وعندما طلب "طنطاوي" والعسكر من الإخوان والسلفيين بعض الوقت لأخذ رأي العروسة، فجأة اختفت الابتسامة من على وجه الإخونجية والسلفيين الوهابين، وقالوا بصوت واحد: لقد صبرنا عشرات السنين، وتحمّلنا الكثير في السجون والمعتقلات، وعانينا الأمرين من أجلها، وبعد اليوم لن نصبر لحظة واحدة.. نحن لم نجىء إلى هنا لطلب موافقتكم، وإنما لإبلاغكم فقط بطلباتنا وترتيبات الفرح وموعده والمهر الذي سوف ندفعه لكم، واللي مش عاجبه يرحل يشوف ليه بلد تانية..
قاطعهم المشير "طنطاوى" قائلًا: اهدى يا عم الشيخ أنت وهو، وحدوا الله.. مين قال لكم إن إحنا معترضين.. إحنا موافقين بالعشرة بس إدونا شوية وقت عشان نقنع الناس بزواجكم منها ونضحك عليهم بكلمتين حلوين ونراضيهم بأي حاجة؛ لأن سمعتكم مش تمام، والناس واخدة فكرة زي الزفت عنكم..
فرد واحد من الإخونجية: إذا كان كده ممكن نستنى عليكم شوية لحد ما تقنعوا الناس بينا، عشان برضوا منظهرش قدام الناس إن إحنا اتجوزناها بالعافية.. ماشي ونكون كمان جهزنا المهر بالكامل.. وتكونوا انتوا كمان جهزتوا العروسة واقنعتوها بأن خيرها ومصلحتها مربوطة بزواجها مننا.
ورد واحد سلفي قائلًا: وياريت قبل ما نعلن للعالم عن موعد زواجها مننا تخلوا الترزي بتاعكم يفصلها كام برقع على كام حجاب وتفهموها إنه بعد الزواج مفيش خروج بره البيت أبدًا، ولا شغل، ولا كوافير، أو أصدقاء، أو مسارح وسينما.. مفيش مسخرة، ولا فسح، أو إنترنت، أو تليفزيون.. مفيش..
وهنا قاطعة واحد من العسكر: طيب يا سيدنا الشيخ، ولو خليناكم تتجوزوها، إحنا بالمقابل هاناخد إيه؟؟ إحنا ها نطلع من المولد بلا حمص ولا ها تفتحوا مخكم معانا..؟؟
فرد واحد من الإخونجية: تقصد مهر العروسة؟؟ مهرها.. ها نحميكم.. وها نخليكم تاكلوا الشهد معانا بالحلال والله؛ لأن إحنا مش بنحب الحرام ولا بنتعامل فيه أبدًا.. ولو حد مسكم بكلمة أو قرب منكم ها نفرمه.. وفوق كل ده لو رضيتم تشتغلوا معانا ها نزود مرتباتكم أضعاف، ومش ها نلغي بدلات الوفاء اللي كان المخلوع بيدهالكم، وها ندفع لكم بسخاء بدلات كثيرة أخرى.. في اختصار ها نبسطكم على الآخر..
وافق المشير "طنطاوي" وبقية مجلس العسكر عند انتهاء الاجتماع السري على زواج الإخونجية والسلفيين من "مصر" مقابل الحصول على المهر السخي الذي وعدهم به عريس الهنا، وتهيئة الأجواء في كل أنحاء "مصر" والرأي العام على اتمام الزواج بدون مشاكل.
وضع العسكر أياديهم في أيادي الإخونجية والسلفيين الوهابيين، وأقسموا جميعًا على الوفاء والإخلاص لبعضهم البعض، وتنفيذ كل ما اتفقوا عليه مهما كلَّفهم الأمر.
مرت أيام قليلة وإذا بالشعب المصري يفاجىء بالمشير "طنطاوي" وهو يعلن للعالم أن "مصر" مستعدة للزواج مرة ثانية بعد خلع "مبارك" وحصولها رسميًا على أوراق طلاقها منه، ولديها الاستعداد للنظر بجدية في طلب من يريد الزواج منها.
بلع الطعم الكثيرون على أرض المحروسة، وتصوَّروا بحق أنها كانت دعوة صادقة من "طنطاوي" والعسكر وليست مجرد تمثيل وتضليل للرأي للعام، فكان الاعتراض على كل المتقدمين لأسباب مصطنعة، والضرب على قفا من لا يعجبه منهم، أو تلفيق تهمة له وسجنه للتخلص منه وإزاحته من الطريق وكتم صوته..
وفي اليوم المتفق عليه، أعلن "طنطاوي" ومجلس العسكر للعالم أجمع أنهم لم يجدوا من بين المتقدمين للزواج من "مصر" غير الإخوان المسلمين والسلفيين الوهابيين، وأنهم قبلوا عن اقتناع بزواجها منهم لما يتمتعون به من صفات حميدة وميزات كثيرة لم يجدوها في أحد غيرهم.. وبينما كان "طنطاوي" يزف للعالم الخبر السعيد، كان الإخوان والسلفيون يطوفون شوارع مدن وقرى المحروسة لطمأنة الغلابة والجوعى والعاطلين والمرضى والأرامل والفلاحين والعمال وغيرهم، يوزعون عليهم الرز والزيوت والصابون واللحوم وكام جنيه مصري، ويقولون لهم إنهم يحملون الخير لـ"مصر"، وينوون رعايتها والاهتمام بها وإعلاء شأنها..
وفي يوم فرح "مصر"، وبينما كانت تجلس متجهمة عابسة حزينة متعبة تذرف الدموع من عيونها المرهقة بجوار عريسها المفروض عليها من قبل "طنطاوي" والعسكر، في حضور أعداد غفيرة من كل الرتب العسكرية الكبيرة وأصحاب العمم والذقون الطويلة، الذين كانوا يرتدون السراويل والشباشب.. إذا بالمكان يهتز كما لو أن زلزالًا حدث فجأة، وبدأت أصوات قوية تُسمع، وهتافات كالرعد تقترب أكثر وأكثر من المكان، تهتف قائلة: "زواج مصر من الإخوان والسلفين باطل.. زواج مصر من السلفين باطل".
وعلى الفور، أعطى "طنطاوي" أوامره للحراس والجنود والشرطة العسكرية بالتصدي للمتظاهرين بالذخيرة الحية، وإكمال زواج الإخونجية والسلفيين من "مصر" رغم أنف ألوف المعترضين الذين كانوا يحاصرون قاعة الأفراح ويهتفون بصوت واحد هتافات مدوية مستنكرة.
لم يخف المتظاهرون من أصوات طلقات الرصاص التحذيرية التي كان الجنود يطلقونها في الهواء، واستمروا في زحفهم لتخليص "مصر" من أيدي العسكر والإخونجية والسلفيين، فبادر الحراس ورجال الأمن بإطلاق النار والذخيرة الحية على الحشود الزاحفة إلى داخل القاعة، فسقط المئات ضحايا. ورغم هذا استمر زحف المتظاهرين وكذلك إطلاق الرصاص.
وأثناء هذا التخبط والهيجان والزحف والكر والفر والتشابك بالأيادي والأسلحة بين المتواجدين في القاعة والمتظاهرين، أطلق أحد الحراس رصاصة في اتجاه "مصر" فأصابها في صدرها إصابة أعجزتها عن الحركة تمامًا، وعندما رأي الإخونجية والسلفيين ما أصاب "مصر" عروستهم التي كانت جميلة ورائعة منذ لحظات لم تعد كما كانت وإنما أصبحت عاجزة لا تقدر على الحركة أو الكلام، هربوا سريعًا وغادروا المكان مثل الفئران من فتحات التهوية والشبابيك.. أما العسكر فكان مصيرهم لا يرضي عدوًا أو حبيبًا. ومنْ تبقى أحياء من المتظاهرين أخذوا "مصر" معهم، وقاموا على الفور بتضميد جروحها وإيقاف نزيفها لكي تتشافى وتسترد صحتها وعافيتها من جديد، وتصبح قادرة على الحركة كما كانت طيلة حياتها.
عانت "مصر" من إصابتها بالطلق الناري لعدة سنوات لم تكن خلالها قادرة على الحركة، ولكنها بإصرارها وعزيمتها القوية عاشت وتعافت واستردت قدرتها على الحركة من جديد، ولكنها قرَّرت أن تكون زوجة وأم وأخت لكل مصري، وتكريس حياتها لرعايتهم وخدمتهم والسهر على راحتهم وخيرهم حتى آخر لحظة في عمرها، وآخر نبضة في صدرها.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :