الأقباط متحدون | إعادة اكتشاف المسيحية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٣٢ | الاربعاء ٤ يناير ٢٠١٢ | ٢٥كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٢٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

إعادة اكتشاف المسيحية

الاربعاء ٤ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم : د. ممدوح حليم

في قداس ليلة رأس السنة، وفي عظته التي ألقاها بهذه المناسبة، دعا البابا بندكت السادس عشر البشرية عامة، والمسيحيين بصفة خاصة إلى إعادة اكتشاف المسيحية.

ولاشك في أن هذه الدعوة التي جاءت من بابا الفاتيكان، والذي يعد من كبار أساتذة الفلسفة المسيحية على مستوى العالم، إنما تعكس احتياجا ً ضروريا ً، لمن عاش في المسيحية منذ طفولته سواء بصفة صورية أو متعمقة، أو لمن حكم عليها من بعيد انطلاقا ً من صورة تلقينية تلقاها دون تمحيص فكوّن صورة مشوهة عنها في ذهنه، الأمر الذي حرمه من النهل من نبعها الصافي.

لقد شبعت المسيحية فحصا ً من المؤمنين بها ومن أعدائها، من الفلاسفة ومدارس النقد المختلفة، بصورة تجعل البعض يعتقد أنها قتلت بحثا ً، على أن دعوة البابا هنا تثير التعجب والإعجاب آنيا ً. ترى لماذا أطلق البابا دعوته هذه؟

إن المسيحية نبع متجدد لا تصيبه شيخوخة، ولا يمسه نضوب، إنها مناسبة لكل جيل ولكل عصر، ومن ثم هناك حاجة بشرية لإعادة اكتشافها، وإن كان في العلوم والآداب هناك كل يوم الجديد، فإن المسيحية لم تدرك البشرية بعد ما فيها من كنوز وثراء. لقد أثرت المسيحية الحضارات القديمة والحديثة في الشرق والغرب، وأشبعت – ومازالت – البشر من كافة الشعوب، بكل اللغات، في كافة المستويات الفكرية والثقافية، دون أن تفقد قوتها وضياءها.

تأتي عظمة المسيحية من قدرتها على إدراك احتياج الإنسان، كان الإنسان محور عمل المسيح وتعليمه ومعجزاته، لقد رفع شأن الإنسان واحترم حريته وداوى أوجاعه. كان الإنسان محور وهدف عمل المسيح، فلقد جاء من أجل فدائه وخلاصه.

ونحن في مطلع عام جديد، أدعوك مع قداسة البابا أن تعيد اكتشاف المسيحية، وهذا يتطلب أولا ً التحرر من القوالب والموروثات والتلقينات، تفاعل معها بفكرك ووجدانك، وإنني على يقين أنك ستجد فيها جديدا ً سيغير حياتك، وسيكون هذا بمثابة طاقة خلاقة متجددة ستدفعك إلى الأمام لتخرجك مما أنت فيه من جمود وبرودة وإحباط.
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :