فى قلب التحرير، وعلى بعد خطوات من المتحلف المصرى يتلألأ المطعم، رغم إغلاق الميدان، وأغلب الشوارع المحيطة به، بفعل أحداث شارعى محمد محمود ومجلس الوزراء، ورغم ذلك يفتح المطعم أبوابه،

فإذا فكر أحدهم فى زيارته لتناول الطعام، سيفاجأ بأربعة رجال أمن فى استقباله، وجرسون واحد لزوم تقديم الطلبات. المطعم المملوك لسويدية،

تعمد أن يؤمن نفسه وسط الأحداث بزيادة أعداد رجال الأمن، وتقليل عدد المضيفين والجرسونات، بما يلائم حجم الإقبال على المطعم، الذى لا يزيد ــ حسب تأكيد أصحابه ــ عن شخصين فى اليوم، ورغم ذلك أصروا على افتتاحه بمنطق «الثورة تبنى وتعمر».
 

لم يظهر المطعم فعليا فى الميدان إلا فى مارس الماضى، عندما بدأت صاحبته السويدية تجهيزاته، ليفتتح بشكل رسمى فى ١٥ نوفمبر، قبل أيام من اندلاع أحداث محمد محمود، ورغم محاولات الاعتداء التى تعرض لها المطعم،

فإنها أصرت على فتحه، خاصة بعد أن أقدم شباب مصرى عادى من رواد الميدان على تكوين دروع بشرية لحماية المطعم، الذى تحول بمرور الأيام إلى ملتقى للقوى الثورية والحركات السياسية،
 

وهو ما شجع أصحابه على استمراره. لا تتقن سيسيليا جولد سميث العربية، لكنها تستطيع التحدث بها بصعوبة، بدأ تعلقها بمصر من خلال كتيب دعاية، عثرت عليه فى مترو الأنفاق فى السويد،

وكان قرارها بالسفر إلى مصر مع زوجها وابنها والاستقرار فيها. فكرت سيسيليا فى إنشاء مشروع يعينها على الحياة فى مصر، وقررت أن يكون مشروعها مطعما يقدم للمجتمع المصرى الأكلات السويدية.

وحرصت على أن تعبر جدرانه عن أحداث الثورة، من خلال لوحات جرافيتى أغرقت بها مطعمها وعبرت من خلالها عن أحداث الثورة، هذا فضلا عن اسم المطعم الذى اختارت له «التحرير»

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها