الأقباط متحدون | رســالة إلي قــاتـل
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٥٧ | الجمعة ٦ يناير ٢٠١٢ | ٢٧كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٣١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

رســالة إلي قــاتـل

الجمعة ٦ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: هـانـي شـهـدي

عبرت علينا جميعاً الدقائق الأولى من العام الجديد ٢٠١٢ ثقيلة وبطيئة مصحوبة ب"ستر الله" مع أنفاسنا المتعثرة كالولادة المتعثرة حيث دمائنا ودموعنا وسرقة ابتسامتنا في مذبحة كنيسة القديسين٢٠١١، ونظراً لبعدي وبعد الكثيرمنا عن الحدث ذاك الوقت فكلما استرجع الفيديوهات الخاصة بالحدث ومشاهدة - بكل المقاييس- آلام مذبحة المسيحيين ٢٠١١ أري نفس منظر الشيطان متصدراً الصورة خلف كل هذه الكواليس تماما كما وقف يراقب كيف سيقتلون المسيح في فيلم "آلام المسيح" لميل جيبسون ٢٠٠٨، رسالة تعزية لكل أهالي الشهداء من إله التعزية فهو الوحيد القادر أن يعطي عزاء بحجم الجرح والألم ،ورسالة حب لكل الشهداء "احنا حبيناكم من غير ما نشوفكم وأنتم وحشتونا كتير" وما أن ولد العام الجديد ، وعبرت الساعات الأولى بسلام و" بدون سفك دم" حتى تنفسنا جميعاً الصعداء في كل مكان . وهنا تبادر الى ذهني سؤال "الشهداء وبعد مرور عام "الله يرحمهم" وعرفنا أين هم ، أما أنت أيها القاتل فأين أنت ؟!هل قتلت معهم في نفس اللحظة وتذوقت مثلهم مرارة الألم وتطاير اللحم و واندثار الحلم كما أذقتها لهم ولأهلهم ،

هل شربت من نفس الكأس المر؟هل دفنت معهم بطريق الخطأ "كشهيد" وزحمتهم في مقابرهم ونحن لا ندري،هل سلبت منهم حق الرقاد الهاديء الآمن في مقابرهم كما سلبت منهم حق الحياة الهادئة الآمنة وبكدة "بتقرفهم في الدنيا وفي المقابر كمان" هل سمح الله بذلك؟هل اختلست تكريماً لا تستحقه؟ واذا كان ذلك ما هو الحديث الذي يدور بينكم الأن؟هل "ليك وش توريهم وشك؟"هم ذهبوا الى ربهم بدمائهم، أما أنت فكيف قابلت ربك ويدك ملطخة بدمائهم "كقاتل" وليس "كفاعل خير"؟! حينما تقف أنت وهم أمام منصة العدل الألهي وجهاً لوجه ويسألك السوأل المخيف"لماذا قتلتهم"؟ بأي وجه تجيب وبأي علة تهرب؟ما هو مبررك في سرقة فرحة شباب في امالهم وأباء في ابنائهم وأطفال من حضن أمهاتهم؟ يا سيدي هل حقاً مازلت تصدق ما خدعوك به أم ما زلت أنت الذي تخدع نفسك بأنهم "نصاري كفرة "ومصيرهم جهنم وقتلهم حلال!! ،ماذا عن النساء الحور والغلمان الذين كانوا في انتظار "جنابك" في جنتك التي وعدوك بها؟ كم دفعوا لك حتى تقبل هذا العمل ؟ على قدر ما دفع لك اذا كنت ذهبت مع من ذهبوا، فقد خسرت كل ما جمعت وأولهم نفسك وحياتك أما كنت تركت هذه الأموال "القذرة" لذويك، أتَري أنها "فلوس حلال" تعينهم على هذا الزمان؟ على اية حال اذا كنت ذهبت لايسعنا الى أن ندعو لك بالمغفرة كما قال الهنا الصالح "أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون"؟


أما اذا كنت ما زلت حياً وهو الأهم فهذه رسالتي أليك..
بالتأكيد شاهدت بعينك حجم ما فعلت ،وحتى الأن التحقيقات الأرضية لم تعثر عليك ولم تثبت تورطك،هل أنت "ضميرك مرتاح؟" ، ماذا تقول لنفسك في المرآه كل صباح ؟ كيف تغمض عينيك ودم ضحاياك أمامك؟ كيف تطلب من الله الرحمة وأنت لم ترحم البشر؟ أنت شجاع أمام من دبرت معهم ونفذت، بل هل أنت شجاع أمام نفسك؟ ألم تزرك نوبة من وخزات الضمير لتعترف على الاقل أمام نفسك بأنك "قاتل"وليس شيئا أخر؟، هل جهزت اجابتك أمام التحقيقات الألهية؟هل وهل وهل...


في ولاية "بنسلفانيا"الأمريكية ، احدي ولايات الريف الأمريكية المعروفة بالتزامها الديني والخلقي "أفضل من المنقبات والمحجبات و الراهبات" حيث قبائل "الأميش"، حكمت المحكمة حضورياً على قاتل حفيدة وحيدة تعول جدتها بالأعدام، طلبت الجدة مقابلة القاتل عند تنفيذ الحكم وهذا اجراء مسموح به في بعض الولايات ،وحدث ذلك لكن لم تكن رسالتها اليه رسالة انتقام ، لكن أخبرته ببساطة "ربنا سامحنا وأنا مسامحاك، المسيح بيحبك "حيث كانت هذه الجدة تمتلك ايمان خاص جداً ، فكانت هذه الرسالة له بمثابة اعلاء لحياته وايجاد قيمة لها قبل أن يدفع حياته ثمناً لجريمته.. يا سيدي أنا لست واحدا من أهالي الضحايا حتى أعطيك تصريح بالمغفرة ،ولا ادعي أني امتلك ايمان خاص بل "ايماني على قدي".. أنت وضعتني في مأزق ،حقاً لا أعلم ماذا أقول لك؟!

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :