بلاغ إلى رأس الدولة المصرية
بقلم: د.نجيب جبرائيل
إلى متى تتركون "ياسر برهامي" يحتقر ويسفّه من عقيدة المسيحيين ويحرّض على كراهيتهم؟
لماذا تحاكمون "أيمن يوسف منصور" وشاب "أسيوط" بتهمة الازدراء بالإسلام وتتركون "ياسر برهامي" يحض على كراهية المسيحيين، ويتهم عقيدتهم بأنها عقيدة فاسدة، مثلما نُشر في جريدة "المصري اليوم" بعددها الصادر 4 يناير 2012.. برهامي أفتى على موقع "صوت السلف" الإلكتروني بمقاطعة جميع المصالح المسيحية، ووصف المسيحيين بالمجرمين، ووصف "البرهامي" الفتاوى التي تكفّر المسيحيين وعدم السير في جنائزهم أو حضور حفلات عقد قرانهم ومقاطعة بضائعهم، وأن من يحيي مسيحيًا يرتكب إثمًا لأنه يحيي منافق!!.
وصف "برهامي" ذلك كله بأنها فتاوى ممتازة وقوية, وظهر على كثير من الفضائيات ليصف العقيدة المسيحية بأنها عقيدة الكفر والشرك. ومازال الدكتور "ياسر برهامي"- نائب رئيس الدعوة السلفية، والذي يُعد المرجعية الشرعية لحزب "النور"- يمطر وابلًا من السب والقذف على المسيحيين وعقيدتهم، ويعبّر عن قناعات شديدة التطرف وتناقض وتهدر وتنتهك الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وتحرّض على كراهية المسيحيين، وتهدّد الاقتصاد الوطني والمصالح العليا للبلاد، مما تشكل جميعها الجرائم المنصوص عليها في قانون العقوبات وازدراء الأديان والسب والقذف، في المواد (302)، و(303)، (304)، و(305)، و(171)، و(98) مقرر فقرة "و" من قانون العقوبات.. هذا أيضًا انتهاك للدستور في المادة الأولى الخاصة بالمواطنة..
وحيث لا نعلم ماذا يشكّل "برهامي" من ثقل في الدولة حتى لم يُتخذ ضده حتى الآن أية إجراءات من قِبل المجلس العسكري أو الجهاز القضائي في الدولة رغم تقديمنا العديد من البلاغات، وهذا أيضًا ما حذّرنا منه المجلس العسكري من عدم قبول أحزاب ذات مرجعيات دينية كما هو الحاصل الآن.
وإذ نرسل هذه الرسالة إلى السيد المشير "طنطاوي" لنقول له: هل تلك هي تهنئتكم للأقباط في عيد الميلاد؟ ولماذا لم يتّخذ ضد الدكتور "ياسر برهامي" إجراءات قانونية حتى الآن؟ وهل تعتقدون أن ما يبثه "برهامي" من كراهية وثقافة ممقوتة تجاه المسيحيين واحتقار ديانتهم ووصف عقيدتهم بالشرك ونعتهم بالكفر، هل تعتقد أن المسيحيين سوف يقفون صامتين مكتوفي الأيدي ومغلقي الفم؟! أليس من حقهم أن يدافعوا عن عقيدتهم ويحتجون في طول البلاد وعرضها لعدم قيام السلطات المعنية بالدولة من معاقبة ومنع من يزدري ديانتهم؟ وعلى الفرض الجدلي إذا ما حدث من قبطي أو من مجموعة أقباط 1 في المائة مما يبثه هذا "البرهامي" لكانت "مصر" قد قامت ولم تقعد.. وهذا ما اُتخذ من إجراءات صارمة ضد من نشر صورًا أو عبارات مسيئة للمسلمين؛ فقد عاقبت محكمة جنح الأزبكية الشاب القبطي "أيمن يوسف منصور" بالسجن ثلاث سنوات على خلفية أنه نشر على موقعه عبارات تسئ إلى الإسلام، وأيضًا تم حبس الشاب الحدث في قرية "صبيح" بـ"أسيوط" على خلفية أنه نشر صورًا تسيئ للإسلام، وتم تهجير العديد من الأسر المسيحية في هذه القرية تهجيرًا قسريًا بعدما تم حرق منزلين بالكامل..
سيادة المشير، لتعلم سيادتكم وليعلم كل مسئول في "مصر"، إن الأقباط مواطنون، ولهم حق المواطنة الكاملة، ولا يمكن أن يسكتوا أو يصمتوا على من يفتأت على حقوقهم أو يزدري من ديانتهم أو يسفّه من ديانتهم، أو ينشر ثقافة الكراهية ضدهم، وإن مجرد إرسال برقيات تهنئة إلى قداسة البابا أو إرسال مندوبين من المجلس العسكري إلى البطريركية، هذا لا يمكن أن يكون أبدًا بديلًا عن معاقبة من يصف المسيحيين بالكفر والشرك، ويبث روح الكراهية ضدهم، ويطالب بفرض الجزية عليهم.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :