الأقباط متحدون | حكايات القلم
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٤٣ | الجمعة ٦ يناير ٢٠١٢ | ٢٧كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٣١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٣ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

حكايات القلم

الجمعة ٦ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : عـادل عطيـة

• القطار: كان قطار الصباح ، يتميّز بالمداومة على التأخير عن موعده. ذات يوم قررت ألا أصل إلى المحطة في موعدي؛ حتى لا أقف كثيراً على المحطة بإنتظار طلعته المتجهمة. وعندما وصلت إلى المحطة، كانت المفاجأة: لقد وصل القطار في موعده المحدد، وتركني على الرصيف!

• حبيبتي نامت: عدت من مثواها الأخير.. اتذكر أمسيات الصيف في طفولتي، عندما كنت ألعب خارج المنزل حتى يحل الظلام، ويأتي والدي فيناديني قائلاً: " ادخل الآن. انه وقت الذهاب إلى الفراش".. كنت أحتج ثم لا ألبث ان أذعن له. قالت لي يوماً، عندما كاشفتها بأمري: كنت مثلك أكره أن اوي لسريري عندما كنت طفلة، ولكن عندما كنت استسلم له، كان هناك دائماً صباح جديد!...

• شجرتان: في حديقة المنزل، توجد شجرتان: الأولى دائمة الأخضرار، و الثانية، أوراقها متغيّرة مع الوقت، وتتساقط في الخريف. ذات أمسية، سمعتني ابنتي وأنا اشيد بالشجرة دائمة الاخضرار، فإذا بها تفاجؤني، بقولها: أما أنا فأحب الشجرة التي يتساقط أوراقها في الفصول؛ لأنها تخبرني بموعد اقتراب الربيع!

• في بيتي: كان أحدهم يريد أن يعرف مقدار صدقي ، فاقترح علىّ أن يذهب إلى بيتي، ويسأل عن ذلك. بدا الاقتراح مزعجاً حقاً. ذلك لأننا جميعاً وفي معظم علاقاتنا مع الأصدقاء والزملاء في العمل اليومي، نحاول أن نطبع في اذهان بعضنا البعض صورة حسنة كل عن نفسه. لكن في البيت فكل واحد منا معروف على حقيقته. كل ضعفاتنا تكون واضحة هناك، فالبيت هو المكان الذي يلاقي فيه الإنسان المخلص أكثر هزائمه!...

• رقة على الحائط: على حائط في بيت صديقي، توجد لوحة فنية فيها شريد متورد الوجه، مهلهل الثياب، جالس وسط النفاية، وعلب الغذاء الفارغة، والزجاجات المبعثرة في كل مكان، وعلى وجهه ابتسامة باهتة لولاها لكان مظهره في منتهى الحزن. وبين الظلال والألوان الرماديّة توجد في يد الشريد زهرة بيضاء كالثلج، تجذب البصّر. اللوحة لا تزال هناك، ولا زالت رقة المتشرد تحافظ على جمال الزهرة الهش في وسط الخراب!...


• الشحاذ الغني: كل صباح، أراه جالساً على الرصيف المقابل للبوابة الرئيسية لجهة عملي. يمد يده للمارة، ولسانه يلهج بالاستعطاف. ذات يوم أراد زميل لي في العمل أن يفك ورقة مالية من فئة المئة جنيه، فتوجه إلى الشحاذ، فوجد عنده أكثر من مئة جنيه من العملات الصغيرة، غير المجمد، على حد تعبيره.. هذه فقط حصيلة ماجمعه الشحاذ من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة الثانية عشر ظهراً!...

 

• بائع الجرائد: كان الرجل يقف في زاوية الشارع في طرف المدينة؛ ليبيع الجرائد للذين يتوقفون بسياراتهم عند إشارات المرور. كان ينتقل من سيارة إلى أخرى، بعكاز تحت أحد ذراعيه، وجرائد تحت الذراع الآخر. كانت له رجل واحدة ويسير مستنداً على عكاز علاه الصدأ. كانت أسنانه الأمامية مشوهة. في البداية انكمشت في مقعدي عندما اقترب الرجل من كل سائق لسيارة محاولاً أن يبيعه جريدة. وإذ خجلت من خوفي قررّت أن أصلي من أجله بدلاً من سخريتي. ثم بدأت اشتري جريدة منه كل ثلاثاء. ولظروف صعبة ألمت بي، تغيبت عنه شهراً. وفي النهاية عدت لجدول أعمالي بانتظام، ووصلت إلى زاوية بائع الجرائد، حيث استوقفتني إشارة المرور المعتادة، وأعطيت للبائع الجنيه، وأخبرته عن ظروفي التي مررت بها، فتجهّم وجهه ووضع الجرائد تحت أحد ذراعيه، ووضع يده على ذراعي، ثم قال: أصلي أن تكون أحسن حالاً!...




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :