الأقباط متحدون | ودّعنا عاماً..!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٣٦ | الجمعة ٦ يناير ٢٠١٢ | ٢٧كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٣١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

ودّعنا عاماً..!

الجمعة ٦ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نوري إيشوع

ودّعنا عاماً، عنوانه لا إنسانية لا كرامة للإنسان، عاماً، تحول فيه العالم الى غابةٍ موحشةٍ أكلت فيها الذئاب الأدمية الأغنام و لم يسلم منها حتى الخروف الضان!
ودّعنا عاماً، قتلنا فيه الطفولة، فتلاشت فيه الأحلام، حروب و غزوات، ثورات و ويلات، كوراث طبيعية, لا عدالة لا قانون و أصبحنا أسرى الهمجية و الإنفلات! أشعلنا نيران الحقد و الكراهية، أوطاناً مدمرة، بيوتاَ أضحت ركاماً من الحجارة و لم تتوقف العدالة عن البكاء على ملايين الأطفال الإيتام!



ودّعنا عاماً، أقتلعنا فيه المحبة و زرعنا في القلوب الأحزان, وطئنا باقدامنا جنائن الورود و فرشنا أشواكاَ في دروب أخوتنا بالأطنان، بعنا كرومنا، حرقنا أرضنا و جعلنا ثمارها قنابل و بارود و دخان! أرعبنا فلذات أكبادنا، علمناهم معنى الخوف و أجبرناهم على نسيان دفاترهم و أقلامهم و لم يبق لهم مساحات للرسم سوى الجدران، أعمينا بصائرهم و بصيرتهم، و وضعنا بين أصابعهم ريش مغموسة بالدماء فاختلطت عليهم الألوان!
ودّعنا عاماّ، و خليجنا روابي من الريحان، يحتضن الغانيات في أحضانٍ دافئةٍ و هن يرقصن على أنغام الربابة و يسندن رؤوسهن على بطون الحيتان!
ودّعنا عاماً، حبكنا فيه المؤامرات و عقدنا الدبكات و أطلقنا الأهازيج و رفعنا سيوف العزةِ على الأخوة و الخلان! فاشتركنا بإرادتنا في جريمة قتل الأوطان. ضحايانا: أرامل، شيوخ، شباب، أطفال و لم يسلم منا حتى الوليد بعد أن سرقنا منه الحنان!
ودّعنا عاماً، مارسنا فيه سياسة الغدر و الخيانة، تجاربنا أرواحاً حية و تاجرنا بأخينا الإنسان.


ودعنا عاماً، بعنا ضمائرنا، فقدنا كرامتنا، ففتحنا شواطئنا أمام آلة قتل الإنسانية و ذهبنا في رحلة بحرية على يخوت تقودها حور من الجان!
ودّعنا عاماً، محينا فيه بصمة المحبة و الإيمان، أنتهكنا أرضنا المقدسة و بعنا للغريب الأوطان!
ودعنا عاماً، أنسلخنا فيه عن آدميتنا، أشبعنا غرائزنا و تجاوزنا بهمجيتنا حتى عدوانية الوحوش الضارية و أقنعتنا كانت صور حيوان!
ودّعنا عاماً، و لكن إيها الإنسان : حان الأوان أن تتوقف برهة و تسمع الى صوت الضمير, و تهجر الماضي فتمسح عن أعين أطفالنا الدمعة، و تزرع دروبهم بالبسمة، و تنشر على المشردين و الإيتام ثياب الرحمة!


أيها الإنسان : أترك الماضي و تجنب النقمة، و بادر منذ الساعة الى إشعال الشمعة لتتلاشى عن أوطاننا الظلمة، و تعود الى ربوع بلادنا حمائم السلام و تنقل الى العالم نغمات الكلمة، و تحلق في الأعالي بحرية وهي ترنم و تنقل البشارة فرحة: لقد عادت الى أرضنا الطيبة الطيور المغردة و عندها تحلو الحياة و يسعد الجميع بالطمأنينة و الأمان و تحلو معها الصلوات المفعمة بالبركة و النعمة!
ودّعنا عاماً، و علينا أن لا ننسى و لا يغيب عن البال بان الله عيونه لا تنام ليل نهار على أنين المظلومين و المشردين و دعاء الأرامل و بكاء الإيتام!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :