- خش يمين في شمال.. يعني إيه ليبرالية يعني إيه يسار؟
- انشقاق الأقباط بسبب ما حدث بقداس ليلة عيد الميلاد
- نوادر العيد
- "لميس جابر": الفتاة المسحولة ليست أهم من المجمع العلمي؛ وحرقه أهم من شرف المرأة
- شاهد تفاصيل لقاء الإخوان بمبارك في المركز الطبي العالمي، ومبارك: سأحصل على البراءة والجماعة تعد بتهدئة الشارع وإقامة دولة الخلافة الإسلامية
فصل الختـــام ....في نهاية العــــام (1)
رفقاً بنا ... قداسة البابا ، نحن رعايا ...لا رِعَاعاً
بقلم: العرضحالجي المصري * د. ميشيل فهمي
* يمر الأقباط هذه الأيام بمرحلة غير مسبوقة، بل وفاصلة في تاريخهم. لِذا كان الهدف من هذه المقالة ليس مهاجمة رجــال الكنيسة على الإطلاق، قدر الخوف واللهفة عليها وعلينا، وليس الغرض منها النقد للنقد، لكن للبناء مع اقتراحــات بحلول.
* عدم الخلط بين الكنيسة التي هي جــــــسد الــــــــــرب وطقوس وعبادات للدين المسيحي..، وبين رجال المؤسسة الكنسية من رجال الكهنوت- وكلهم بشر- أمــــــــر واجــــــب وحــــتمي، والخلط بينهما خطــأ.. مغرضٍ.
* انعدام الشفافية، وسيادة التسلطية في التعامل، والقرارات الفردية، وانتشار النفاق وعدم استشارة الخبرات، وذيوع الفوضى الإدارية والمالية، واختفاء أساليب الإدارة الحديثة بعلومها وآلياتها في إدارة الكنيسة- لم يَعُد مقبولًا في القرن الواحد والعشرين، والأمر يتطلب حلولًا سريعة للإنقــــاذ قبل فوات الآوان.
* يجب سُرعة تأسيس: "المجلس الاستشاري البطريركي العـــام".. ويكون هذا المجلس بمثابة اليد اليمنى للأب البطريرك في إدارة شئــــــون الكنيسة، وحضــــــور جميع المقابلات الرسمية والوفود الدوليــــة، على أن يـتفرع من هذا المجلس عِدةْ لِجـان: ماليـة، واستثمارية، وقانونــية، وهندسية، وإعلامية، وصحية، وتعليميــة، وخدمية... إلخ. ويتزامن مع ذلك تأسيس: "المجلس القبطي المركزي للمحاسبات"، ومهامه في اسمه؛ لضبط إيرادات ومصروفات المؤسسة الكنسية، ووضع وإصدار الميزانية العامة، وجمع جميع التبرعات والمنح وإيرادات المشروعات والأديرة، وتفعيل دور هيئة الأوقاف القبطية.. ثم تأسيس: "اللجنة العليـــــــا للرهبنة القبطية"، حيث أن جميع قادة الكنيسة وأمراؤها بِدءًًا من الأب البطريرك ومرورًا بالأساقفة في الداخل والخارج، وحتى رؤساء الأديرة- جميعهم من الآبــاء الرهبان. فإن ذلك يُحَتِمْ اختيـار الرهبان قبل انخراطهم في سلك الرهبنة بنعمة من الرب أولًا، ثم اختبارهم وفحصهم وتمحيصهم ثانيًا وثالثًا، عن طريق تلك اللجنة التي يجب أن تضم أسقفين على الأقل، وأطباء، وأطباء نفسانيين، وأخصائيين اجتماعيين... إلخ، لكي يجتاز طالب الرهبنة اختبارًا روحـيًا ونفسيًا وبدنيًا قبل أن يُسمح له بالانخراط في سلك الرهبنة الذي هو عماد الكهنوت، لا أن يبقى الأمر على ما هو عليه خاضعًا لرغبات وأهواء شخصية فردية وسائطية لكل من هب ودب، ثم تُبْلَى الكنيسة بكوارث سلوكية كهنوتية بعد ذلك.
المجمع المقدس هو: الهيئة الأعلى داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويرأسه الأب البطريرك، ومهامه: مناقشة الأوضاع التشريعية والكهنوتية واللاهوتية، ووضع القواعد والأنظمة المتعلقة بمسائل الكنيسة المنظمة والإيمان والعقيدة، وأمور الخدمة. لكــن المجمع المقدس يقوم حاليًا بأدوار بعيدة كل البعد عن طبيعة مهامه وجوهر عمله وتكوينه الكهنوتي، أدوار ذات طابع مالي وإداري واجتماعي وسياسي وإعلامي، حيث يجتمع بطلب من البابا أثناء الأزمات وما أكثرها، ليعطي رأيه ويصدر بيانات سياسية بعيدة عن الحرفية والمهنية اللازمة لحساسية الشأن السياسي، وانعكاسات ذلك ســلبًا على الشعب القبطي، كبيانات تأييده لإعادات انتخاب "مبارك" ودعمه للتوريث.. وتأييده للمجلس العسكري... إلخ.
* قصر وحِكْرّ واحتــــــكار إدارة كل ما يتعلق بشئون وشجون المسيحيين المصريين الأرثوذكس وما يحيط بهم من مشاكل دينية ومدنية فـي شخص قداسة البابا ورجـــال الكهنوت وقيادات الكنيسة فقط، أمر يحكم بالإعدام والموت على المجتمع المدنـي القبطي، وعدم خلق كوادر عاملة وناشطة بالشعب- وخاصة من الشباب- بالإضافـة إلى أن ذلك قد أعطى المسئولين بـ"مصر" والعالم انطباعًا أنه لا يوجد رجال ونساء مسيحيين قادرين على إدارة وتولي شؤنهم ومعالجة شجـونهم... وفي هذا يقال الكثير، ويكفي أن ذلك يُشَكِلْ أكبر إساءة لخمسة عشر مليون قبطي متهمين بالسلبية والجهل، وتهديد مصائرهم.
* يجب أن يقتصر دور المؤسسة الكنسية المصرية الأرثوذكسية على التمثيل الروحي والرمزي للأقباط.. وتشجيع المؤسسات المدنية القبطية على العمل الميداني بكافة نشاطاته.. وتأييدها لكل ذلك بالمباركة والصـــلاة.
* إصـــرار المؤسسة الكنسية وقياداتها على القيام بخليط بين الدورين السمائي والأرضي إضعاف لِكليهما.. فلا يُعْقَل أن هذه المؤسسة العريقة تُدار ويُحكم شعبها بفردية مطلقة القرارات والمشيئات والرغبات، في زمن تعقدت فيه الحياة وصعبت على الشعب القبطي في "مصر".
مساء الأربعاء 28 ديسمير 2011، أطلق قداسة البابا شنودة "تحذيرًا من إدانة القائمين على إدارة البلاد دون معرفة!!!"، بعد استعراض قداسته معنى الآية بأن ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم بهم، خاصةً من ناحية المغفرة وعدم الإدانة، مُشيرًا للآية المقدسة "اغفروا يُغفر لكم" وأيضًا "إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أبوكم الذي في السموات زلاتكم". كما حذَّر قداسته من الترسبات للآخرين داخل قلب الإنسان، أي تخزين أخطائه داخله دون مغفرة، وذلك في إشـــارة واضحة لنسيان الأحداث الكارثية المؤسفة التي ألمت بمسيحيي مصر وكنائسها؛ لأن قداسته في نفس الكلمة وفي معني مرتبط بذلك، نفى الشائعات- أسماها قداسته شائعات وليس طلبات ومطالبات من الرعية- التي أطلقها البعض- على حد قوله- حول قيام قداسته بمنع الاحتفال برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد المجيد هذا العام، من حيث وضع الزينة والأنوار ابتهاجًا بالعيد، وذلك لما شهدته بلادنا "مصر" من أحداث ثورة 25 يناير وتبعاتها، وسقوط ضحايا شهداء سواء على الجانب المسيحي أو الإسلامي، مؤكدًا أن الأمور لم تصل لهذه الدرجة. ودعا الناس جميعها للاحتفال بالعيد. وهنا أتجرأ بالسؤال لقداسته: إلى أي درجة من الأمور تريدها أن تصل قداستك حتي تلغي الاحتفال الرسمي لآي عيد من الأعياد- ونكرّر الرسمي وليس الديـــني والذي ليس في مقدور إنسان ما إلغاء أي منها؟؟.
كما يتبين من كلام قداسته، ويتضح وضوح اليقين، أن أبانا وراعينا يحذرنا نحن شعبه من إدانة المجلس العسكري الأعلى الذي يدير شئون البلاد ويتحكم في أمور العباد دون معرفــة... أي معرفة تلك والإعلام المصري والعربي والعالمي والشبكات العنكبوتية بمختلف وسائلها تبث المعرفة والأحداث وأخطاء وخطايا المجلس ليلًا ونهارًا؟؟
ولم أصدق ما رأته عيناي وسمعته أُذناي وأنا أرى أن هذا الكلام صادر عن راعينا وسط عاصفة كئيبة ومؤسفة بل محزنة من الزغاريد والتصفيق. ماذا تريدنا أن نعرف يا قداسة البابا أكثر مما نعرفه ويعرفه العالم أجمع معنا، من: حرق كنائس، واعتداء على الأديرة، وقتل أقباط بمختلف قرى صعيد وريف مصر، وخطف وأسلمة بناتهم، وخطف رجالهم وشبابهم مقابل الفدية، وسرقة ونهب ممتلكاتهم بعد ترويعهم وإجبارهم على ترك منازلهم، ثم القتل العمد لشباب "المقطم"، ومذبحة "ماســـبيرو" التي اهتز لها ضمير الإنسانية وصُدِمت بوقائعها أفئدة البشرية في كل أرجاء العالم، بالإضافة إلى القبض على مئات من الأقباط وتعذيبهم عقب كل حادث أو كارثة، غير المئات من الجرحى الذين يفقد الكثير منهم بعض أعضائهم البشرية في كل الحوادث، وذلك جارٍ ويحدث حتى اليوم وسيستمر. ثم كارثة الكوارث، وهي التزوير الانتخابي لإنبات لحـية لصناديق الاقتراع والتصميم على الاسـتيلاء على البرطمان (البرلمان) المصري في غــــزوة تزورية لم يسبق لها مثيل في تاريخ "مصر"...إلخ.
ثم تطلب قداستك منا- بعد كل هذا- أن لا ندين القائمين على إدارة البلاد دون معرفة... ربما قداستك تعني تحديدًا دون معرفة من رجال الكنيسة وقياداتها، وفي هذا لك الحق. فعقب كل كارثة تلم بنا لا نجد حتى أبسط ردود الأفعال، والتي تُنبِىء عن قدر بسيط من الإحتجاج لا الصمت التام. فشئون وأمور خمسة عشر مليونًا لا تُدار بالصمت والكتمان، أو تهوين الأمور والفواجع بإلقاء النكات، ووفقًا لوجهات النظر الفردية التي قد تصيب وقد تخيب. وفي هذا السياق يجب التأكيد علي ضرورة وحتمية ووجوبية تأسيس "المجلس الاستشاري البطريركي العـــام"، وتحديد مسئولياته واختصاصاته، وتفعيل أعماله فورًا.. وأهم أسباب وجود هذا المجلس هو تخفيف الأعباء عن كاهل الأب البطريرك، وعدم انفراده واستفراده باتخاذ القرارات المصيرية- ومنها الصمت مثلًا-، بالإضافة إلى نفي تهمة الجهل والجهالة عن الشعب القبطي العظيم المطحون والمغبون.
عند هذا أُذَكِرّ بعنوان المقال "رفقًا بنا قداسة البابا.. نحن رعايا.. ولسنا رِعَاعَا". فلا تصدق قداستك أن الذين يتجمعون أمامك في حديث الآربعاء هم كل رعيتك. لا يا سيدنا، فكثير من رعاياك- بل الغالبية من أولادك- يستخدمون عقولهم أكثر مما يستخدمون أيديهم للتصفيق، والكثير من بناتك يستخدمن ألبابهن أكثر من ألسنتهن في الزغـاريد ..؛ لأن بالزغاريد صرن أضحوكة للآخر، خاصةً عندما تكون الزغاريد والنكات في وسط مواسم الكوارث والحوادث.. إلخ.
وقد طلبت قداستك في نفس الخطاب بعدم التعليق على الأخبار أو ما يُذاع بوسائل الإعلام المختلفة بطرق غير لائقة.. وها أنا بكل الاحترام والتبجيل أعلّق على ما جاء بخطاب قداستكم.
واقترح فورًا تكوين "لجنـة أو مجلس الحكمــاء" فورًا من مائة عضو على الأقل من خبراء الأقباط فى كافة المجالات؛ لعقد ورش عمل وأوراق أبحاث، لوضع "خارطة الطريق القبطية"، يكون هدفها وضع أسس وسبل ما يقوم به الأقباط حاليًا ومستقبليًا لمواجهة ومجابهة ما يحدث لهم في حاضرهم، وما سيحدث لهم في مستقبلهم.
في الذكرى الثانية لرحيل المهندس "عدلي أبادير" بروحه للسماء لينضم إلى أرواح القديسين والشهداء والأبرار، والباقي بأعماله وتضحياته وأفكاره- ندعو له مع أسرته الصغيرة ومع أسرته الكبيرة من أصدقائه ومحبيه وتلاميذه، بالتمتع بالحياة والسعادة الأبدية التي نالهما باستحقاق، ولروح رائد النضـــال ومهندسه أهدي هذا المقال المستلهم والمستمد من جرأته في قولة الحـق.
وإلى الجزء الثاني بمشيئة وإذن من الرب..
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :