- "جمال الغيطاني": جنازة البابا "شنودة" تماثل جنازة "سعد زغلول" و"عبد الناصر"
- "محمد سلماوي": البابا "شنودة" قامة وطنية شامخة، والتاريخ لن ينسى له مواقفه الوطنية
- يوسف سيدهم: البابا شنوده فى عهده خرجت الكنيسة القبطية من المحلية إلى العالمية
- رئيس رابطة المصريين فى اسرائيل : مصر تشهد مرحلة دقيقة وفى أمس الحاجة لحكمة البابا شنودة ورهافة حسه
- "عمرو خالد": حكمة البابا شنودة وأدت الكثير من الفتن الطائفية
التراث الأسلامى والمسيحى تواصل أم صراع ؟
م. اسحق حنا : المصريين صناع حضارتهم سواء كانوا يدينون بالمسيحية او الاسلام
د. كمال فريد : المسلمون والمسيحيون شعب واحد تعود جذوره الى ما قبل التاريخ
د. عايدة نصيف : بذور الحضارة العربية نبت بيد كل من المسيحى والمسلم
م. اسحق حنا: المصريين طوعوا فنونهم وعاداتهم وتقاليدهم تبعا لمستجدات العصر
د.عاطف العراقى: اهمية التواصل والحوار في كافة القضايا لتعميق المعرفة المتبادلة
تحقيق : ميرفت عياد
ان الشعب المصرى هو رائد رائد الحضارة والقيم في العالم كله ، وتراثه المشترك قادر على اعادة الدفة الى الطريق الصحيح لنسير بجانب بعضنا البعض من اجل تعمير وتقدم بلادنا مصر ، ان التراث الاسلامى المسيحى ممتد فى تاريخنا عبر قرون من الزمن لن يمحيها اى محاولات لتمزيق الشعب المصرى بسكين الطوائف والعقائد والمذاهب ، لن يثور هذا الشعب ابدا فى وجه بعضه البعض ولكن يثور فى وجه حكامه الفاسدين وهذا ما يؤكده لنا التاريخ المصرى الممتد عبر الاف السنين ، لهذا كان لنا هذا التحقيق حول التراث المسيحى الاسلامى فى مصر من جوانب متعددة منها اللغة و الفنون و الادب والفكر وغيرها من جوانب اثرت الحضارة المصرية واعطتها تميزها وانفرادها فى وسط شعوب العالم .
شعب واحد
وعن التواصل المسيحى الاسلامى فى اللغة يقول الدكتور كمال فريد اسحق استاذ اللغة القبطية بمعهد الدراسات القبطية ان التواصل اللغوى المسيحى الاسلامى بدأ من قبل الفتوحات الاسلامية فكلمة " بسم " اول ما يقوله المسلمون فى صلاتهم هى فى بسم الله الرحمن الرحيم ، واول ما يقوله المسيحين فى صلاتهم فى بسم الاب والابن والروح القدس ، وايضا كلمة " امين " تقال فى نهاية الفاتحة لدى المسلمين ، وتقال فى نهاية الصلاه الربانية لدى المسيحين ، وبعد الفتوحات العربية الاسلامية استمر هذا التواصل بين اللغة العربية ولغات شعوب البلاد المفتوحة ، وهذا ما حدث فى مصر فالمسلمون والمسيحيون شعب واحد تعود جذوره الى ما قبل التاريخ ، فهو باق الى اليوم كشعب واحد ، وقد غذت روافده دماء وثقافات جديدة الا انها لم تفقده من هويته الا اللغة حيث فقدت اللغة المصرية وتكلم اللغة العربية ومع هذا بقيت اللغة المصرية حية فى العامية المصرية ، مشيرا الى ان المسيحى المصرى مسلم ثقافيا كما صار بامكان المسلم الذى يشاء ان يثقف مسيحيا وهذا واجب على كل مصرى حتى يعرف الاخ اخاه .
الحوار والانفتاح على الاخر
وتوافقه فى الراى الدكتورة عايدة نصيف استاذة الفلسفة المسيحية التى ترى ان اللحظة الراهنة تدعونا الى التواصل والانفتاح على الاخر وهذه الدعوة ليست جديدة بل موجودة عبر مراحل التاريخ المختلفة وتذكر على سبيل المثال ايام المأمون فى فترة الخلافة العباسية حين انشئ بيت الحكمة فى بغداد وكان بيت للترجمة والثقافة وبيتم بداخله العديد من الحوارات العقائدية ما بين المذاهب على مستوى الديانة الواحدة ، او ما بين الديانات المختلفة حيث كان يقام حوار اسلامى مسيحى للتعرف والانفتاح على الاخر ونصوص هذه الحوارات موجودة حتى الان فى الكثير من المخطوطات المحققة ، كما ان هارون الرشيد استعان بالاقباط المسيحين ليترجموا الحضارة اليونانية من فكر وفلسفة وعلم اجتماع وغيرها من علوم الى اللغة العربية ، وبهذا بدأ بذور الحضارة العربية تنبت بيد كل من المسيحى والسلم ، لان الحضارة العربية لا تقتصر على المسلمين فقط بل هناك عرب مسيحين ايضا ، وهنا يجب ان نذكر الاب متى المسكين ذات الفكر الاصلاحى والداعى الى التوحد والانفتاح على الاخر بغذض النظر عن ديانته او عقيدته فالانسان ايا كان له قيمة غالية وهى قيمته الانسانية .
الفنون والابداع
وعن التواصل عبر الفنون يقول المهندس والفنان التشكيلى اسحق حنا ان الفن هو نتاج الشعوب وهو وليد لكل ما يحمل الشعب من مقومات ثقافية وعقائدية وكل ما يحمل من ثقافة وحكمة ومفاهيم ، والشعب المصرى من اكثر الشعوب انتاجا للفنون والابداع حيث ظل يتوارث فنونه جيلا بعد جيل يضيف اليه ويحذف منه ويطوره حسبما يقتضى كل جديد فى الحياة ، لهذا فالسمات الاساسية للفن المصرى قد استمرت تشكل ملامحه الاساسية على مر العصور ولهذا ليس مبالغة ان يكون فى حياتنا حتى اليوم ما هو موروث منذ العصر الفرعونى او القبطى او الاسلامى ، فالشعب المصرى شعب واحد حمل على مر العصور فنونه وعاداته وتقاليده وثقافته وطوعها تبعا لمستجدات العصر دون ان يفقد جوهر هويته ، مشيرا الى ان العرب كانوا اهل بادية وترحال ولم يكونوا اهل صناعة وزراعة وفن لهذا عندما دخلوا مصر بهرتهم حضارتها ، وهكذا ظلت الصناعات والمهن فى ايدى اهل البلاد سواء من دخل الاسلام منهم او من بقى على دينه من الاقباط ، ومن هنا يتضح ان المصريين هم صناع حضارتهم سواء كانوا يدينون بالمسيحية او الاسلام .
الحوار مع الاخر
بينما يتأسف الدكتور عاطف العراقى استاذ الفلسفة العربية لاننا لا نستوعب دروس التاريخ جيدا ، حيث نهتم بالمظهر ولا نغوص الى الاعماق حين نتصدى لدراسة مشكلة من المشكلات فاذا تكلمنا عن الوحدة الوطنية التقينا بمجموعة من الشعارات البراقة والخطب الرنانة الجوفاء دون ان نركز على سبيل المثال على الاعمال الشامخة التى قام بها المسلمون والمسيحيون معا ، وعلى نماذج من الشخصيات التى دعت الى الحوار مع الاخر ومن هؤلاء الاب جورج قنواتى ذلك الراهب الدومينكانى الذى كرس حياته لتحقيق التواصل الإسلامي المسيحي من خلال الحوار في كافة القضايا الدينية والثقافية بهدف تعميق المعرفة المتبادلة وفتح آفاق جديدة للتفاهم والتعاون.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :