الأقباط متحدون | استقالة مسبَّبة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٥٣ | الاثنين ١٦ يناير ٢٠١٢ | ٧ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٤١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس لسعات
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٣ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

استقالة مسبَّبة

الاثنين ١٦ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: مينا ملاك عازر

أيها السادة القراء، لقد استقال الدكتور "محمد البرادعي" من سباق الترشُّح للرئاسة استقالة مسبَّبة، قدَّم فيها تلخيصًا لأهم الأسباب التي تمنع أي مرشَّح محترم من الاستمرار في الترشُّح في هذا السباق المخزي الذي لن يربحه إلا المرشَّح الذي ينال رضا المجلس العسكري، كما لم يربح السباق على الجلوس على مقعد البرلمان سوى المرشَّح الذي يتوافق مع المجلس، ويضمن لهم الخروج الآمن. لكن لما لم يضمن "البرادعي"- المكروه من النظام القديم وامتداده النظام العسكري الحالي- قرَّر الاستقالة والتنحي باحترام وبشرف.

 

وإن كنت أتحفظ على ذلك التنحي الذي أرى فيه انسحابًا لم أعتده من "البرادعي" الذي وقف وحيدًا في وجه نظام "مبارك" في عزه، حتى أشعل الثورة بشرارة استعداده للترشُّح وقت أن كان النظام في البلاد لا يسمح له بالترشُّح. فهل لازالت البلاد غير قادرة بنظامها المفترض أنه "جديد" في شكله وقديم في مضمونه على استيعاب ترشيح مرشُّح محترم مثل "البرادعي"؟ على أي حال، فإن عدم ترشُّح الدكتور "البرادعي" للرئاسة يؤكِّد ما كتبته منذ أكثر من عام بأن الدكتور "البرادعي" لن يكون رئيسًا لـ"مصر"، للأسف حينها كنت أعتقد بأن شيئًا من الوضع الذي يريده "البرادعي" لن يتغيَّر، لكن بعد قيام الثورة خابت توقعاتي، لكن سرعان ما أكَّد لي "البرادعي" بفعلته هذه أن الأمور كما كنت قد توقَّعت بأن شيئًا لن يتغيَّر. ولكن "البرادعي" باستقالته بدا واضحًا أنه لازال يأمل في التغيير، ويراهن على الشباب في أن يضمنوا لـ"مصر" مستقبلًا أفضل بعيدًا عن الإخوان المسلمين والإخوان العسكريين والسلفيين في الدين والسلفيين في السياسة- والسلفيين فى السياسة هم متبعي السلف الطالح من رجال نظام "مبارك"- الذين أخذوا على عاتقهم هدم الثورة ودحرها في توافق رباعي بين الدين وبين الفلول لقسم ظهر "مصر".

 

لكنني أستطيع أن أقول إن استقالة الدكتور "البرادعي" ستكون قبلة الحياة للثورة المصرية التي بحاجة لشرارة جديدة نظيفة شريفة طاهرة بلا دنس ولا أغراض شخصية لتشعلها من جديد في وجه العسكر الذين صاروا أشد خطورةً على "مصر" من "مبارك". ففي عهد "مبارك" استطاع "البرادعي" أن يعلن استعداده للترشُّح للرئاسة رغم استحالة ذلك وقتها دستوريًا، ولكن لما صار ذلك ممكنًا، فانسحابه يؤكِّد أن الأمور بعيدًا عن القانون أسوأ مما كانت عليه في عهد "مبارك"، وهذا للأسف.

 

وطبعًا حضراتكم تعلمون جيدًا أن ما تقدَّم به الدكتور "البرادعي" ليس استقالة وإنما إعلان انسحاب، ولكنني أعتبرها استقالة واستقالة مسبَّبة، فالاستقالة المسبَّبة هي الاستقالة الوحيدة التي يجب أن يُجرى على إثرها تحقيق في أسبابها، ولا يمكن قبولها هكذا دون أن تُحلَّل الأسباب التي تم سوقها للوصول لتلك النتيجة، وهي الاستقالة. ومن ثم "البرادعي" تقدَّم باستقالته ليُحرج الكل، وعلى رأسهم المجلس العسكري الذي لم يوفِّر الأجواء المناسبة في الانتخابات وما قبلها لوصول الذين يستحقون الوصول لسدة الحكم، مما أسهم في أن يفقد السباق لسدة الحكم في "مصر" مرشحًا محترمًا كهذا الرجل للأسف.. فهل من صحوة ضمير وتحقيق وتمحيص في تلك الأسباب والأحداث التي سردها الدكتور "البرادعي" في بيانه للتنحي عن السباق؟ هل من أمل لإحياء الثورة التي اغتصبها الإخوان والسلفيون بإدعائهم التديُّن وقربهم من الله- مع أنه منهم ومن أفعالهم براء-؟ أم أن ما يجري كله مخطّط له من المجلس العسكري الذي يريد أن يصل للحكم المتحالفون معه فقط، ولا يريد أُناسًا لهم شخصية وكاريزما وقدرة على القيادة ليقودوا البلاد نحو الأفضل.

 

المختصر المفيد، يسقط يسقط حكم العسكر.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :