يا وطني أطلب إليك الخلاص من الخوف هذا الشبح الشيطاني الذي يرتدي أحلامك الممسوخة
التسامح من أكبر مراتب القوة و حب الانتقام هو أول مظاهر الضعف
الحرية والعدل روح المجتمع المتحضر ولا يمكن أن يدوم مجتمع بلا حرية ولا عدالة
الإنسان المثقف يقع على كاهله رسالة أخلاقية واجتماعية وهى السعي لتقدم المجتمع وإسعاده
كتبت: ميرفت عياد

" لا تجعلني جزارا يذبح الخراف ولا شاة يذبحها الجزارون، ساعدني على أن أقول كلمة الحق في وجه الأقوياء ولا أقول كلمة الباطل في وجه الضعفاء وأن أرى الناحية الأخرى من الصورة ولا تتركني أتهم أعدائي بأنهم خونة في الرأي .. علمني أن أحب الناس كما أحب نفسي وأن أحاسب نفسي كما أحاسب الناس، وعلمني ان التسامح من أكبر مراتب القوة، وأن حب الانتقام هو أول مظاهر الضعف، فلا تدعني أصاب بالغرور إذا نجحت ولا باليأس إذا فشلت بل ذكرني دائماً أن الفشل يسبق النجاح، وإذا جردتني من النجاح فاترك لي قوة أن أتغلب على الفشل.. وإذا جردتني من الصحة فاترك لي نعمة الإيمان، وإذا أسأت إلى الناس فاعطيني شجاعة الاعتذار، وإذا أساء لي الناس فاعطني مقدرة العفو، وإذا نسيتك فلا تنسني يارب من عفوك وعطفك وحلمك فأنت العظيم القهار القادر على كل شيء " هذا هو الدعاء الذى قاله الشاعر والمفكر الهندى رابندراناث طاغورالذى نحتفل بذكرى مرور 150 عاما علي ميلاده .

وفى هذا الاطار افتتح الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة و آرسوا ميناتان سفير الهند ، وسوتشيترا مدير مركز مولانا آزاد الثقافي الهندي ، حفلا غنائيا هنديا اقيم علي المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية وذلك بحضور بعض القيادات الثافية والعديد من السفراء ولفيف من الصحفيين والاعلاميين الى جانب حشد كبير من الجماهير، للاحتفال بالشاعر الكبير طاغور الحاصل على جائزة نوبل في الآداب عام 1913 ليصبح بذلك أول شخصية تحصل علي جائزة نوبل من قارة اسيا


" شياما" .. مأساه رومانسية
تضمن الحفل عرضا غنائيا هنديا راقصا قدمته سوميتراجوها وفرقتها بالاضافة الي عدد من الأغنيات الشهيرة لرابندراسانجيت التي قام بتلحينها طاغور ، كما تضمن الحفل عرضا مسرحيا يقع تحت عنوان " شياما " قام بتأليفه طاغور عام 1939 وكان آخر عمل ضخم يقدمه للمسرح ، وهو يمثل مزيجا فريدا من الغناء والرقص والألوان حيث يجسد مأساه رومانسية من خلال البطلة شياما وهي راقصة في البلاط تقع في حب تاجر اجنبي الذي يتم سجنه ظلما ويتعرض لاقسى عقوبة وه الاعدام اذا لم تتخلى شياما عن حبها وتقبل عرض الزواج من أحد القيادات فى الدولة .

 

الحرية والعدل روح المجتمع
وقامت الاقباط متحدون بجولة وسط الحضور الذى اجمع على ان الحرية والعدل روح المجتمع المتحضر ولا يمكن أن يدوم مجتمع بلا حرية ولا عدالة ، كما ان الثقافة هى مرادف ليقظة الروح ونقاء القلب و الضمير الحي والعقل الناضج ، فالثقافة ليست معلومات محفوظة بل هى البراعة فى اى ناحية من نواحي العلوم ، ومن هنا جاء دور الإنسان المثقف الذى يقع على كاهله رسالة أخلاقية اجتماعية يجب عليه أن يؤديها فهو بحكم وعيه المستنير تكون رسالته السعي الدائب إلى تقدم المجتمع وإسعاده ، ذاكرين ما قاله الشاعر الكبير طاغور عن الوطن : " إيه يا وطني، أطلب إليك الخلاص من الخوف، هذا الشبح الشيطاني الذي يرتدي أحلامك الممسوخة، الخلاص من وقر العصور، العصور التي تحني رأسك وتقصم ظهرك، وتصم أذنيك عن نداء المستقبل".

شقاء وحسرة
ويوافقهم الراى احمد طالب جامعى ومولع بالمفكر والشاعر طاغور ذاكرا كلمات احدى قصائده :
لما تسمعين الضحكات.. ستذكرين دموعي..
ولما ترين الغدر.. ستذكرين وفائي..
ولما تشعرين بقسوة البشر.. ستذكرين شفقتي وستبكين
كما بكيت أنا من قبل .. وسيغدر بك الزمان
كما غدرت بي.. وسيقسو عليك البشر
كما قسوت عليّ .. تلك نبوءتي
يا طفلتي المسكينة.. فليتها كاذبة
وليتك لا تذكريني..فإن في ذكراي
شقاء وحسرة

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :