عبقرية وعظة البابا فى عيد الميلاد
بقلم :هانى الجزيرى
معظم الناس تصورت أن وعظة البابا فى عيد الميلاد 2012 وهو أول إحتفال للمسيحيين بعد حادث ماسبيرو يوم 9أكتوبر 2011 . كانت كلمات عادية تلقى فى أى مناسبة دينية .
والمشكلة فى هذا العام هو دعوة المجلس العسكرى بمعظم أفراده للحضور فى هذه الليله المباركة .
والغريب ان البابا لم يعطى مثلا عن ميلاد المسيح أو تأملا .كما هى العادة ولكنه تكلم عن الخطاة وكيفية التعامل معهم .
لقد استقبل البابا المجلس العسكرى بكل رجاله وأصطفوا جالسين أمامه ليسمعهم مالم يتوقعوه . لقنهم تعاليم المسيح والمسيحية . فى اقل من عشر دقائق . حاصرهم بخطيتهم وواجههم بكل التهم التى حاولوا إنكارها . وعلمهم كيف كان يواجه المسيح الخطاه . وكيف كان يتعامل معهم . وكيف كان يعاقبهم . . حاولوا أن تشاهدوا الوعظة مرة أخرى من هذا المنظور . . حاولوا أن تستشفوا ماذا كان يقصد البابا من كل كلمه خرجت من فمه . رغم التعب والوهن . ورغم التشويش الذى حدث من البعض . والذى أخرج البابا عن تركيزه فاعاد الكلام مرة أخرى .
فبعد التحيات الروتينية . تكلم عن المسيح وقال كان يجول ويصنع خيرا من أجل الكل حتى الخطاه
ثم قال السيد المسيح كان معينا لمن ليس له معين . ورجاءا لمن ليس له رجاء فجاءت الصورة على مرشح رئاسة الجمهورية عمرو موسى والدكتور محمد أبو الغار .
(كان يعلم أحيانا على الجبل او على الشاطىء وفى الحقول) أى كان يعلم كل الناس بلا إستثناء
(وكان يجلس مع العشارين والخطاه) فتأتى الكاميرا على الخطاه
(وعندما عاتبه الفريسيون !!! قال لهم لايحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى .
والخطاه مرضى يحتاجون العلاج ولايتركون هكذا وأصبح هذا المبدأمن المبادىء الرئيسية الثابته التى يعلم بها) وجاءت الكاميرا ايضا على المرضى الخطاه
والإهتمام بالمرضى لكى يخلصهم من خطيتهم .
ليس موقفه منهم أن يعاقب ولكن أن يعالجهم كخطاه .
والمسيح عاقب ولكن بطريقة رقيقه (أعلى من الشعور الإنسانى )يكسب بها الفرد وليس أن ينتقم منه
ثم ذكر المثل حينما طرد المسيح الباعة من الهيكل وأمسك بالسوط .
وإذا كان البابا قد جلدهم بكلماته .وإذا كان الخطاه قد فهموا مغزى ومعنى الكلام . ولكن لهم أعين ولايبصرون ولهم آذان ولا يسمعون . كان كلا منهم ينظر للآخر وكأن الكلام ليس عليه .
ولأن البابا قلبه كبير فقد ذكر بيت الشعر الذى كتبه لتلك الواقعة فقال عن المسيح
ياقويا ممسكا بالسوط فى كفه والحب يدمى مدمعك وكأن البابا متأثرا من عقابه لهم
وصفق الخطاه دون وعى أو فهم
ثم أكد البابا على أن المسيح إله محبه فكان قول أمير الشعراء .
ولد الحب يوم مولد عيسى
وأختار البابا بيت أمير الشعراء لكى يكلمهم بلغتهم (عيسى ) وكان يمكن أن يختار آيه من الإنجيل مثل الله محبه . أو أحبوا أعداءكم .
أعتقد أن البابا قد أدب الخطاه وعاقبهم بطريقة يعجز الإنسان العادى عن إدراكها . ولم يكن أبداً متهاونا أو متسامحا فى دم أولاده .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :