الأقباط متحدون | خالد يبحث عن الخلود
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:١٨ | الجمعة ٢٠ يناير ٢٠١٢ | ١١ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٤٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

خالد يبحث عن الخلود

بقلم: محمد الزفتاوي | الجمعة ٢٠ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: محمد الزفتاوي
هو شاب من أسرة فقيرة مكوَّنة من خمسة أفراد، تعيش في أعماق الريف.. كان ذكيًا لدرجة أبهرت معلمه في الكتاب عندما كان طفلًا صغيرًا.. ولدرجة أدهشت أساتذته في الجامعة أثناء دراسته في كلية العلوم جامعة "القاهرة".
 
كان شابًا مخترعًا.. مرهف الحس.. رقيق الملامح، تطيب لرؤيته النفوس. ذات يوم رأى أنه لابد أن يخترع شيئًا ينقله خارج هذا الكون.. وكي يشاهد بنفسه من فارق هذه الدنيا إلى السماوات العلا بحثًا عن الحرية والكرامة!!.
 
كان حلمًا صعبًا.. لكنه أصرَّ على استكماله. اجتهد وصابر وتحمَّل من ضايقة باللفظ أو بالفعل نتيجة إصراره على استكمال ذلك الحلم.
 
هذا الشاب كان يُدعى "خالد".. كان طويلًا وسيمًا، وكانت أمه تشعر بالشفقة نحوه ونحو أفكاره التي كانت ترى أنه من الصعب تحقيقها على أرض الواقع، لكنها يومًا لم تمنعه ولم تجبره على ألا يمضي في طريقه الصعب.
 
بعد معاناة!! نجح "خالد" في تحقيق حلمه، وتوصَّل بالفعل إلى مركبة تقله خارج هذا الكون وتمكِّنه من رؤية زملائه الذين سبقوه بحثًا عن الحرية والكرامة. استعد جيدًا للرحلة وملأ حقائبه..
 
انتظر قليلًا قبل أن يدخل غرفة نوم والدته يفكِّر في شعورها عندما تستيقظ ولا تجده في غرفته.. أخيرًا حمَّس نفسه ودخل وقبَّلها من رأسها.. ثم استقل مركبته وانطلق!! بعد دقائق وصل إلى مكان شديد الإتساع.. يوجد به لافته كبيرة مكتوب عليها "مرحبًا بكم في رحاب المولى".. فرح بشدة عندما رأى هذه اللافتة، ونزل من مركبته وذهب مترجلًا في هذا المكان.. يتفقده ويبحث عن من افتقده وجاء لزيارته!!. 
 
أخذ يمشي قرابة الساعات باحثًا عن هؤلاء.. حتى أحس بالإرهاق. كانت الأرائك على جوانب الطريق.. تناديه للجلوس عليها كي يستريح!! لبَّى النداء وجلس.
 
وأثناء جلوسه لالتقاط أنفاسه، فاجأة شخص يرتدي عمامة الأزهر، كانت عمامة ممزَّقة تغطيها دماء.. وكان يحمل بين يديه لافته مكتوب عليها "باسم المولى.. يسقط يسقط حكم العسكر".. أدرك "خالد" أنه الشيخ "عماد عفت" الذي وافته المنية في أحداث مجلس الوزراء.. كانت دماء الشيخ لها رائحة ذكية.. لدرجة أنها جعلت "خالد" يمسح بيديه على هذه الدماء، ويحفها بملابسه!!.
 
ثم بادئه الشيخ بالسؤال: "أخبار الدنيا إيه تحت؟؟"
رد "خالد" وفي عينيه نظرة خجل: "زي ماسبتها يا شيخ، مفيش حاجة اتغيرت".
تنهَّد الشيخ وقال: "طيب.. المولى معاهم".
 
ومضى الشيخ في طريقه بعد أن رحَّب بـ"خالد" وشرح له طبيعة المكان وتمنى له إقامة هنيئة طيبة.. 
 
بعد دقائق، لم يجد "خالد" من الجلوس بُد، وأخذ يتنقل في رحاب المولى حاملًا حقيبته.. ثم وجد شابًا أسمر اللون طويل الشعر.. مبتسمًا يرتدي "تي شيرت" مكتوبًا عليه "باسم الرب.. يسقط يسقط حكم العسكر".. ابتسم "خالد" وجرى نحوه وقال له بنظرة مفاجأة: "أنت مينا دانيال؟"
 
تحمَّس الشاب الأسمر وأجابه بنعم..
وأخذ يسأله عن أصدقائه وأهله، وعن لحظة سماعهم خبر انتقاله.
كان يود "خالد" أن يجيبه بغير الحقيقة.. وذلك كي لا يُحزنه، وكي يظل مبتسمًا كما هو!!.
 
لكن سمع هاتفًا يقول له قبل أن ينطق "هذا المكان هو مكان الحقيقة المطلقة- ولا مجال للكذب"، فاضطر "خالد" أن يجيبه بوضوح عن أسئلته.. مما أبكى "مينا" وجعله يفقد ابتسامته.. ثم انصرف عنه "خالد" بعد أن لاطفه وحاول أن ينسيه ما قاله له ببعض النكات الأرضية وبعض المواقف المضحكة لـ"توفيق عكاشة"!!.
 
وتجوَّل "خالد" في أرجاء الرحاب متفقدًا أحوال باقي الزملاء.. وتمنَّى لو كانت أمه بجانبه في هذه اللحظة وشاهدت بأعينها حقيقة ما قاله لها.. وخفَّف عليها معاناتها..
وظل "خالد" يبحث عن الخلود.. 
 
الجزء الثاني غدًا.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :