وصف فريد الديب «مبارك» بـ«نسر الجو الجريح» وطلب منه الصمود وأن يكون جلداً كعادته وفى حالة صدور حكم بإدانته لا ييأس ويعتبر هذه إرادة الله.

 

وقال له: «يا نسر الجو الجريح يا قائد نسور مصر الأبطال فى حرب استرداد الأرض والكرامة يا من حملت روحك على كفيك مرات ومرات وأنت تقاتل من أجل مصر وواجهت الموت ونجاك الله لتواصل مسيرة الجهاد فى السلم لا تحزن وأنت تفاجأ بغدر من كان يتقرب منك ولا تحزن وأنت تسمع بنيك وأخواتك وقومك انهالوا عليك وولديك وانقضوا عليك وأنت أعزل ولا يخلون من الشماتة فيك، لا تحزن، وكن جلداً كعادتك فأنت لست أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وجد عنفاً من أهل مكة ونجا، ودائماً ردد دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: (اللهم أشكو إليك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربى، إلى من تكلنى إلى عدو يتجهمنى أم إلى قريب ملكته أمرى، إن لم يكن بك غضب علىّ فلا أبالى، غير أن عافيتك هى أوسع لى، أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تنزل بى غضبك أو تحل علىّ سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك)».
 

 

فاصمد يا مبارك وردد هذا الدعاء الكريم لعل الله يفك كربك واذكر مقولتك التى قلتها إن القضاة لا يحكمون إلا بالعدل فإذا حكموا ببراءتك فهذا فك لكربك وإذا حكموا بإدانتك فهذه إرادة الله»، فصفق الحضور من مؤيدى «مبارك»، والتفوا حول القفص الخارجى الذى يجلس به أفراد الأمن وقالوا له «براءة ياريس».

 

بينما وجه كلمة للمحكمة، قائلاً: «أقول للمحكمة نفس ما قاله المرحوم المستشار الجليل يحيى الرفاعى، فى مؤتمر العدالة الأول المنعقد عام ١٩٧٦، فقد قال بكل قوة وأنا أردد قوله على قضاة مصر أن يحملوا الأمانة وأن يرفعوا راية الحقيقة، فذلك قدرهم وتلك مهمتهم فى أداء رسالتهم وألا يقولوا إلا الحقيقة وفى أحكامهم يقولون الحق لا تضعفهم لاهية لأنهم ينشدون العدل وهى صفة من صفات الله العظيم، فهذا حكمكم الذى لا تعلمون سواه فاجعلوا حكمكم رسالة عدل وسلام».
 

 

وأضاف: «لقد اجتهدت قدر طاقتى لعلنى أكون أوفيت على الغاية وأسهمت بدورى للدفاع عن مبارك فى جلاء الحقيقة وفى نطاق أصول القانون وأصول مهنة المحاماة، رغم هجوم من حولى من الذين لا يعلمون ومن بعض زملائى الذين لا يرحمون».

 

وأنهى «الديب» مرافعته بتقديم ١٠ حوافظ مستندات تحوى المرافعة التى تحدث عنها أمام المحكمة على مدار ٤ جلسات والمستندات والمواد القانونية التى استشهد بها.