الأقباط متحدون | فيفيان مجدى خطيبة مايكل مسعد تكتب إليه: ساعدنى كى أسدد «الدين» الذى ربط فى عنقنا يوم ذهابك
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٤٢ | الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٢ | ١٥ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٤٩ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

فيفيان مجدى خطيبة مايكل مسعد تكتب إليه: ساعدنى كى أسدد «الدين» الذى ربط فى عنقنا يوم ذهابك

الثلاثاء ٢٤ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 حينما نزلت معك إلى الميدان لم أكن أنتوى الفراق.. وعدت معى إلى منزلى بعد أن طالبنا بحقوقنا ولم نبال طلقات نارية أو دهساً بعربات تقودها أيادٍ بشرية.. لم نبال بما يقال عن ثوار الميدان.. كنت على يقين بأننا نطالب بالحرية.. فى كل مرة تمسك فيها يدى لنعبر معاً طريقاً طويلاً تتحرك فيه العربات بسرعة هائلة.. تبشرنى أنك معى وتقول لى لا تخافى.. فقد كنت ملجأ لى وبر أمان.. ومرت الأيام ولم أجد ما يحزنك أو يجعلك تخاف أو تنكسر فلقد كنت كالصقر ترسم نظرة عيونك أملاً جديداً للمستقبل. كنت كالنسر تحلق بأحلامك بعيداً عن الواقع لتترك المجال كى تبدع وتبدع وتتألق.. أعلم أنك مراراً حلمت وكل حلم يربطك بيدى أكثر ويقربك من قلبى ويضع عينك أمام عينى كالطفل المشتاق إلى عينى أمه.. كنت معك كل يوم فى الأحزان والضائقات ووقت الفرحة.. كنا نرسم معاً طريقاً وأنا واثقة أننى لم أكن يوماً أنتوى الفراق.. وحينما عزمت النية على النزول لماسبيرو أيضاً لم أكن أنتوى الفراق. قلت وأكدت لى أنك تحبنى وأن لحظة قربك منى بالعالم وما فيه.. قلت سأبقى معك ولن أفارق يدك ولا تلك العيون التى جعلتنى أبقى معها بلا حزن ولا شجن.. قلت لى وأنت تبتسم ابتسامة عريس فى يوم زفافه.. أحبك وسأحميكى بروحى، وأكدت أنك لم ولن تنتوى الفراق.


نزلنا إلى ماسبيرو وضمت يدك يدى وذهبنا نبحث مع الكثيرين عن حقوقنا وحقوقهم، عن آمالنا وآمالهم.. راحت أصواتنا تنادى بكل قواها لتثبت للعالم أننا بشر نحيا فى وطن ديمقراطى وأنك شخص حقوقى تطالب بما لا يستطيع الفقراء المطالبة به.. مايكل.. تأكد أن كل من يعرفك ومن لا يعرفك يشتاق إليك.. فلقد أطاحت بك مدرعات الجيش المصرى وأسالت دمك الغالى على أرض ماسبيرو.. فلقد ذهبت إلى مكان أفضل.. أحببت السماء أكثر من حبك لى ولوالدتك ولكل من تعرف، فأنت كنت كالطائر على هذه الأرض وحين أتى موعد انطلاقك فانطلقت.


قلت لى ذات مرة فى خطاباتك «أعلم أن هناك شيئاً قوياً سيفرقنا ولكنى لا أعرف ما هو.. ولكن أتمنى من الله أن يقف معنا لأنى أشعر به يقترب وأنا لا أستطيع البعد عنك» لم أكن أعلم أنك بهذه الشفافية فكل ما كنت تكتبه لى على الأوراق التى احتفظت بها منك.. كنت أظن أنه ذكرى لأيام لن تنتهى ولكنها الآن أصبحت لى ذكرى لأيام رحلت معك سوف أضعها فى دفاتر أوراقى، وأحتفظ بها ليس لأنها ذكرى من خطيب لخطيبته ولا من حبيب لحبيبته ولكن من شهيد لفتاة لم تكن يوماً تنتوى الفراق.


فراقك صعب ولكن.. أعلم أنك معى تبادلنى الثقة والاحترام والأمان تعطى الدفء لكل من أحبك وعرفك ومن لم يحبك ومن لم يعرفك.. فأنت الآن تستطيع حماية كل من تحب.. فأنت فى مكان يعرف الناس فيه الحب والتسامح والغفران، ونحن مازلنا نفتقد كل هذه الكلمات فى زمن غاب عنه الإنسان.. «مايكل» لم تكن يوماً تنتوى الفراق ولكنك رحلت فساعدنى كى أسدد عن كل المصريين الدين الذى ربط فى عنقنا يوم ذهابك وذهاب الكثيرين ثمناً لحريتنا.. ساعدنى كى أرد جزءاً من جميل كشهداء الحرية.. ساعدنى أن أقدم نموذجاً حياً أنت سبق أن قدمته لكل من حولك.. ساعدنى أن أجعلك وسط كل أصدقائك وأهلك ومعارفك.. ساعدنى وهبنى نعمة الصبر والنسيان.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :