الأقباط متحدون | عندما يشعر الدواء
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٠٨ | الخميس ٢٦ يناير ٢٠١٢ | ١٧ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٥١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

عندما يشعر الدواء

بقلم: تريزا جبران | الخميس ٢٦ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: تريزا جبران

لمحته ينظر لي و شعرت ان عيونه تخاطبني ذهابا و إيابا . ارتجت الزجاجة التي انا بها من فرط الفرح. تحركت قليلا من علي الرف كيما يراني او كيما أتأكد انه ينظر لي .. انا.

 

و في يوم لم أتوقعه .. و جدت يد تسحبني تأخذني من الرف و تضعني بعناية داخل كيس من الورق .. نظرت من داخل الزجاجة و من عمق الكيس الورقي فرأيته .. نعم .. كان هو .. يحملني.. ارتجيت داخل الزجاجة ليس من حركة خطواته .. بل لأني كنت قريبة من قلبه .. لم اكن أتخيل اني سأكون بهذا القرب يوما ما .. كنت استمع لكل صوت خارجي و لم اكن ادري أكان هذا صوت نبض قلبه ام صوت خشخشة الكيس الورقي ..

 

تصاعدت دقات قلبه .. قلت لا بد اننا نصعد علي سلمٍ ما.. حملني بعناية فائقة و كان وجهه فرحا .. أحقاً يشعر بي.. أفرحٌ هو بقربي .. ارتعشت داخل زجاجتي من هذه الفكرة .. مرت بي كل المخاوف و الأفراح و الأماني و الأحلام و الصلوات .. في لحظة .. اقتربت يده داخل الكيس و امسك بزجاجتي و بنفس العناية الشديدة و الحساسية المفرطة تناول مني جرعة .. ثم وضعني علي رفٍ جديد.. في صيدليته الصغيرة

 

نظرت من حولي فرأيت وجوه تبتسم و تضحك الا ان بداخلها أنين مخفي.. كان يشير لمن معه نحوي .. و كانوا يشيرون معه نحوي ..

 

حاولت ان اتمرد و ان انقلب من داخل زجاجتي.. ااحضرني من رف ال رف ؟ الا ان الغطاء كان محكم و لم يمكنني الانسكاب.

 

لاحظت تغييرا فيمن معه . صاروا اكثر خوفا فاصبحوا اكثر انتباها .. و قل الأنين المخفي وراء الخوف من الأنين

 

مر وقت كأنه عمر و كأنه ثانية .. و رأيته يأتي نحوي و يديه تقتربان .. انتبهت و قلت اين كان كل هذا الوقت ؟ امسك بزجاجتي و آمالها فوجدني و قد تجمعت جرعة مني في ركن الزجاجة . حملني ووضعني داخل سلة .. لمحت قبل ان أوضع فيه.. اسمها.. مهملات..

 

وضعني في عمقها و لكنه نظر اليّ و همس : اشكرك ! لقد صرنا افضل حالاً .. بل اكثر سعادة .. لم تعد هناك حاجة اليكي.، الوداع

 

تركني بحركة بطيئة داخل هذه السلة و قد غلظ السائل و صلب ... و ختموا عليه .. منتهي الصلاحية .. مكثت هناك .. في المهملات.. ولم تكن هناك رؤية متاحة لي من هناك سوي رقعة صغيرة من السماء بوسع دائرة السلة . فرفعت من بقي من عيني و ما لم يتبخر او يتخثّر من دموع.. الي السماء. فابتسمت لي ..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :