بقلم : فايز فرح
 قامت ثورة شباب مصر فى الخامس والعشرين من يناير 2011 من أجل القضاء على الفساد وسرقة خيرات البلاد , وإقامة مجتمع الحرية والعدالة الإجتماعية , وتفعيل المواطنة , وإشترك فى الثورة كل شباب مصر الطاهر النقى البكر وقدم البعض منهم أرواحهم الغالية فى سبيل الثورة وتحقيق مجتمع الغد الذى نحلم به جميعًا , ولم نعرف المسلم من المسيحى , او العلمانى من البهائى , الكل مصري ثار من اجل مصر الام والوطن والمستقبل . وكان من الاهداف الرئيسية للثورة إقامة الدولة المدنية العلمانية وشعارها الدين لله ةالوطن للجميع , وقام الجيش بدور عظيم فى تأييد الثورة والوقوف بجانبها حتى نجحت فى تحقيق أهدافها الاولى المهمة فى تغيير نظام الحكم ومحاسبة النظام السابق الذى اهدر خيرات الدولة وممتلكاتها , واهدر ايضا اهم ما تملكه مصر وهو كرامة الانسان المصري وسمعة البلاد .

هكذا قامت ثورة 25 يناير من اجل مستقبل مشرق لمصر ولابنائها وحتى تستعيد مكانتها المرموقة بين الامم والتى تستحقها فعلا . ولم نسمع خلال الايام الاولى للثورة عن إشتراك اصحاب الدعوات الدينية فيها سواء كانوا الإخوان المسلمين ام السلفيين .
لكن هؤلاء قفزوا على الثورة وتزعموها فى يوم وليلة . ومع ان المجلس العسكرى تجاوب مع مطالب الثورة واعلن ان قيام الدولة المدنية هو خط احمر يجب احترامة الا انه خضع بعد ذلك للقافزين على الثورة بل بمعنى ادق واوضح من سرقوا الثورة لحسابهم وهم الاسلاميون . كان القانون يمنع قيام احزاب على اساس دينى ويمنع استخدام الشعارات الدينية فى الانتخابات او الدعوة والدعاية الانتخابية فى بيوت العبادة , لكن كل هذا تبخر ووجدنا احزابا دينية وشعارات دينية , واستخدمت بيوت الله فى الدعاية للمرشحين , بل استخدمت فكرة الجنة والنار للضحك واستغلال المواطنين الغلابة .
بعد عام من الثورة نجد انفسنا وقد انتخبنا مجلسا شعبيا من الاخوان المسلمين والسلفيين المتطرفين .
وهكذا ( لبسونا العمة ) وضحكوا علينا واستخدموا الاونطة فى كل شئ , وبخاصة فى دعوة الناس للانتخابات تزوير فى تزوير , هناك دوائر كاملة أعيد الانتخابات بها نتيجة التزوير , وهناك قاض إعترف بانه ينتخب ويملا الاستمارات بدلا من المواطنين , هذا غير الرشوة العلنية بالمال واللحم والسكر والارز والمكرونة وأنبوبة البتوجاز وأهم من ذلك فكرة الجنة والنار والاثابة والتخويف .
ولا ننسى بالطبع الضرب والارهاب والتخويف والرصاص .

بعد هذا كله يقولوا لنا ان الانتخابات نزيهة وانه لاول مرة يشترك المصريون فى الانتخابات , وإذا كان فعلا نزل المصريون لاول مرة بهذه الاعداد الهائلة للانتخابات فان الشعارات الدينية والسيارات التى كانت تقل الشعب الغلبان المغيب والتى تكلفت الملايين من الاموال القادمة للإسلاميين من دول الخليج والاموال التى تقاضوها وصرفت عليهم , كل هذا أدى الى عدم نزاهة الإنتخابات والى تزويرها , ومن هنا نقول ان مجلس الشعب الجديد باطل باطل .
ولان الاتجاه الدينى المتشدد هو السائد فلم نجد المراه الناجحة فى الانتخابات بل ان هناك سيدات فضليات لم ينجحن والسبب ان المراه – كما يعتقدون – مكانها البيت تربى الفراخ والاولاد ولا تخرج منه .

ولاننا اصبحنا محاطون بجو دينى خالص انتشرت شائعات خرافية ساذجة تهدف الى تغييب العقل والعودة بنا الى التخلف والتأخر , منها على سبيل المثال :
ان جلوس المراه على المقاعد حرام , ان صوت المراه عورة , وان عمل المراه رجس من عمل الشيطان , وانه يجب الا يتواجد النساء مع الرجال فى اى مكان فهذا حرام .... وشائعات اخرى اكثر سذاجة وبلاهة وتغييب للعقل تقول ان قبر عبد الحليم حافظ المطرب الجميل الذى له ادعية دينية رائعة تأخذنا فى روحانيات جميلة وعبادة أكيدة , تقول الشائعة ان قبره تخرج منه السنة نار وهذا دليلا على انه فى النار الآن ...!!! كام تقول نفس الشائعات ان الفنانة هند رستم تكتوى بالنار الان , وانه يسنع من قبر ام كلثوم صراخ اليم من كثرة عذابها فى جهنم الان , ثم بعد ذلك ياكدون لنا ان تعليم المراه حرام , كما هو الحال فى نيجريا من مفهوم ( بوكر حرام ) وانه ستخصص بعض النسوة لمراقبة النساء والقتيات فى الشوارع واذا ما وجدن واحدة تصبغ شفتيها بالاحمر فانهن يقطعن شفتيها بالموس على الفور !!!

الا يوجد ارهاب اكثر واقوى من ذلك ؟!!!
إنتبهوا ايها السادة . مجلس الشعب باطل ونحن مقبلون على هجمة إرهابية متخلفة شرسة والمصيبة هى صمت رجال الدين المعتدلين , الذين يؤمنون بوسطية الاسلام وسماحته وانه لو شاء ربك لجعل الناس أمه واحدة

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :