- مصريون بالدول العربية لوطن ف المهجر:لم نقم بتظاهرات لان المصريون " ضيوف" ويحترموا قوانين البلاد التي تمنع التظاهرات والاعتصامات .
- جول لي ولا تخبيش يا مشير
- "مايكل سند" بمؤتمر الصحفيين: كنت أمام محاكمة عبثية، والقضاء العسكري قضاء صوري
- "نجيب جبرائيل" في مؤتمر الهيئة العامة للأقباط: المجلس العسكري ينتهج منهجًا لإقصاء الأقباط
- أصحى يا مصري
مجلس الشوري ليس ديكورا برلمانيا!!
بقلم: يوسف سيدهم
اليوم تبدأ المرحلة الأولي من انتخابات مجلس الشوري التي تم تقسيمها إلي مرحلتين بدلا من المراحل الثلاث التي جرت علي أساسها انتخابات مجلس الشعب.المرحلة الأولي للشوري تضم 13محافظة بينما المرحلة الثانية تضم 14محافظة وتبدأ 14فبراير المقبل بإذن الله, والأمل أن تشهد انتخابات الشوري اهتماما وإقبالا من الناخبين لايقل عن الحماس الذي شهدته المرحلة الأولي من انتخابات الشعب.
أقول ذلك لأن المتابع لانتخابات مجلس الشعب لن يفشل في ملاحظة تراجع نسب الإقبال علي صندوق الانتخاب في المرحلتين الثانية والثالثة, وفتور درجة حماس المصريين بعد الإعلان عن تنائج المرحلة الأولي ومن بعدها المرحلة الثانية, فلم يخف الكافة-خاصة بين جموع الأقباط والمسلمين دعاة الدولة المدنية-إحباطهم من سيادة التيار الإسلامي علي نتائج صندوق الانتخاب ورددوا ما يفيد أن الانتخابات باتت محسومة لصالح هذا التيار,لذلك لا توجد جدوي من الذهاب للانتخاب...والحقيقية أن ذلك الموقف يعكس البساطة السياسية لشريحة كبيرة من القادمين الجدد للحلبة السياسية كما يعكس ضيق الوقت بين تاريخ تأسيس الأحزاب المدنية الليبرالية وبين تاريخ الانتخابات بحيث لم تحصل هذه الأحزاب علي فرصة مواتية لتنظيم صفوفها وتأهيل ناخبيها لمختلف سيناريوهات النتائج المتوقعة وما العمل إزاء كل منها....لكن دعونا نقولها بصراحة إن نتائج صندوق الانتخاب لمجلس الشعب-مهما شاب العملية الانتخابية من ملاحظات أو تجاوزات-تعبر بشكل صادق عن توجهات الشارع المصري وعن مستوي استعداد وتنظيم الأحزاب التي تصدرت النتائج, وعلي الأحزاب الأخري أن تسرع إلي بلورة سياساتها في المرحلة المقبلة لصالح التوافق الوطني الذي دعت إليه الأحزاب الدينية ولاتتقاعس عن تلبيه الدعوة للتنسيق بين جميع الأطراف...هذا بالإضافة إلي ضرورة وضع سياسات طويلة الأجل للعمل في الشارع مع الجماهير من أجل ترسيخ أقدامها واكتساب أرضية قوية تؤهلها لنتائج أفضل في أي انتخابات مقبلة.
أيضا من العلامات المقلقة عن تراجع حماس الناخبين مايتردد حول عدم جدوي مجلس الشوري ووصفه بأنه مجلس صوري ديكوري مجرد من السلطات التشريعية,وأنه لافائدة ترجي منه بينما هو يستنزف الكثير من الوقت والميزانية التشريعيتين ومن الأفضل إعادة النظر في وجوده والاكتفاء بمجلس الشعب...ويؤسفني أن هذه النغمة تتردد في الإعلام لتؤثر علي الكثيرين الذين لايعرفون,كما أنها تلقي ترحيبا من الشريحة التي تجنح إلي العزوف عن المشاركة في انتخابات الشوري,لأن حقيقة الأمور تختلف عن ذلك تماما وتستحق من كل منا أن يتوجه إلي صندوق انتخاب أعضاء الشوري بذات الحماس والإحساس بالواجب الوطني اللذين لمسناهما في انتخابات أعضاء مجلس الشعب...وقد سعدت في هذا الصدد بما سطره قلم الفقيه الدستوري الدكتور شوقي السيد في جريدةالأهرام بتاريخ 21يناير الجاري والذي أنقل عنه هذه المقاطع المهمة,آملا أن يراجع كل منا نفسه في موقفه من انتخابات الشوري:
00العلوم الدستورية والدراسات البرلمانية تثبت أن اتساع دائرة الديموقراطية وتحسين الممارسة البرلمانية توجب الأخذ بنظام المجلسين في الحياة النيابية,من أجل تحسين صناعة التشريع وترسيخ فاعلية الرقابة,كذلك الحيلولة ضد تحكم مجلس واحد أو سيطرته أو استبداده علي مقاليد الأمور في التشريع والرقابة ومناقشة السياسات العامة للدولة.
00نحن في مصر أحوج ما نكون إلي مجلس شوري عن أي وقت مضي في الحياة البرلمانية إلي جوار مجلس الشعب, وأن يكون قويا له اختصاصات تشريعية وسلطات رقابية,والذين ينادون بإلغائه عليهم أن يعودوا إلي التاريخ القديم عندما كان عندنا مجلس للشيوخ مع مجلس النواب منذ دستور1923,حين اتفق العلماء والسياسيون علي ألا يكون البرلمان طاغيا أو مطيعا وعند إعداد مشروع دستور1954 انحاز الخبراء نحو الأخذ بنظام المجلسين-الشيوخ والنواب- وتحدد اختصاص كل منهما في المواد من(51) إلي(88) من مشروع الدستور.
00عام1980 أنشأ الرئيس أنور السادات مجلس الشوري ليكون مجلسا للحكماء إلي جانب مجلس الشعب بعد أن تقرر العودة إلي الحياة الحزبية وكان منوطا بمجلس الشوري العمل كصمام أمان لمعاونة مجلس الشعب بعيدا عن التيارات والصراعات الحزبية...ثم حدث تطور تاريخي حين قررت التعديلات الدستورية التي جرت عام2007 وضع اختصاص تشريعي لمجلس الشوري ليصبح شريكا لمجلس الشعب في سلطة التشريع وبعض صور الرقابة وذلك لاعتبارات تتعلق بالمصلحة العامة ونمو الديموقراطية واتساع دائرة المشاركة السياسية.
00نظام الازدواج البرلماني ليس مضيعة للوقت والجهد وليس استنزافا للموارد بلا فائدة,بل هو نظام متبع في كثير من الدول التي سبقتنا إلي ترسيخ الديموقراطية بسبب محاسنه ومزاياه.
000 أرجو من كل الذين تعتريهم هواجس أو مخاوف من نتائج انتخابات مجلس الشعب-وإن كنت لا أشاركهم تلك المخاوف-كما أرجو من كل الذين وقعوا ضحية الإعلام المندفع الذي ينادي بإلغاء مجلس الشوري,أن يراجعوا أنفسهم ويتأكدوا من عمق الدور الذي يلعبه مجلس الشوري في حياتنا البرلمانية,وألا يتقاعسوا عن الذهاب لصندوق انتخاب أعضاء الشوري وأداء واجبهم الوطني مثلما فعلوا في مجلس الشعب.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :